الفصل الثامن...
في اليوم التالي مبأشرة وقفت أمام مكتبه تحتضن حقييتها بيديها الأنثين معا والتوتر هو رفيقها الوحيد ، زاغت عيناها في المكان قبل أن تسمع صوته يطلب منها بنبرة خالية من الأنفعالات مستخدما كفه في الإشارة:-
-أتفضلي أقعدي !..رفعت عيناها من الأرض لتواجه عيناه قبل أن تهمس بنفي :-
-أنا كويسة كده !
.
تنهد بصوت مسموع وبجدية تامة :-
-ماهو أكييد أنا مش هعرف أتكلم وأنتي كده !..وتحت إلحاحه الضئيل أمتثلت الأوامره وراحت تجلس بهدوء في المقعد المقابل له ،ليرتخي في مقعده مصوبا نظره عليها ثم أفتتح حديثه بعبارة بثت الرعب بها :-
-شوفي يارقية ضرب أخويا مش سهل عليا أني أعديييه ..أرتجفت في مقعدها بعد عبارته ليستأنف حديثه مجددا بذات النبرة الجامدة :-
-وانا عمري ماهقبل أن أخويا يضرب قدامي من حد أي كان هو مين الحد ده !..أبتلعت ريقها بصعوبة وجاهدت لتخرج الكلمات من فمها وبتلعثم :-
-أنا ، ااااااااا ..فقاطعها هو بعدما نهض من مكتبه ودار ليقف أمامها بوقاره ثم هتف بخشونة:-
-أنتي معاكي حق !ضمت حاجبيها معاا بعدم فهم قبل أن يكمل بتوضيح:-
-يعني لولا أني عارف أنه كان معاكي حق وهو اللي أجبرك تمدي أيدك عليه ، انا كان لايمكن هعديها وكان هيبقي ليا معاكي تصرف تاني !..ارتجفت أناملها القابضة علي حقيبتها ثم وقفت ببطء لتهم بالإعتزار إليه وبأختناق وهي تشيح يوجهها:-
-أنا أسفه !..-مفيش داعي تعتذري ما أنا سبق وقولتلك أنتي معاكي حق !..
ثم عاد يهتف بعملية :-
-اااه وتقدري ترجعي شغلك من تاني ومن بكره كمان !..ثم ضيق عيناه يتذكر أمر :-
انا بسمة كانت قايلالي إنك تعبانه !..وبأهتمام ظهر في نبرته وهو يتفحصها:-
-هو أنتي لسه تعبانه ؟! .هزت رأسها بنفي وقد مسحت وجهها الشاحب بكفها ثم راحت تقول وبخفوت:-
-ده اا كان دور برد وراح ااا لحاله أنا بقيييت كويسة !...أومأ برأسه إيجابا ثم راح يهتف وقد لانت نبرته نوعا ما وبإبتسامة لم تصل لشدقيه :-
-عموما لو لسه حاسه أنك تعبانه تقدري تنزلي الشغل وقد ماتحبي !..-هي بإمتنان :-
-متشكرة ، عن إذنك !..أكتفي بأن يهز رأسه إيجابا ،لتأخذ حالها وتغادر المكتب وهي تشعر بالإختناق من تلك المعاملة الجافة التي تلقتها منه بل والشفقة علي ذاتها ، ودموعها التي حبستها بالداخل تحررت اللتو وتساقطت بغزارة علي وجنتيها رغما عنها !....
....................
-في أحدي الأحياء الراقية ..وقفت تنتظر عودة إبنها من الخارج علي أحر من الجمر ، حتي أنفتح الباب فجاءة ودلف منه وهو يترنج قليلا فتفأجي" بوالدته " أمامه عاقدة ذراعيها أمام صدرها وتطالعه بغضب ،فراح يتمتم بضييق :-
-وبعدين ااا ياماما هو أحنا مش هنخلص بقا من جو الرعب اللي أنتي معيشانا فيه ده ؟!...
