جزء 30

9.1K 267 110
                                        

الفصل التاسع والعشرون ..

_دلفت خلفه لتلك البقعة الحديثة عليها بالأسفل حيث الحشد من الموظفين أرتجف جسدها بتوتر ملحوظ وخاصة بعدما رأت تحديق البعض بها من أن وطئت قدمييها المكان  ، أنسحب هو علي إحدي الطاولات الجانبية تاركه إيياها تتصرف بنفسها وبكامل حريتها فجلس بعدما علق سترته في ظهر المقعد، اما هي جبت لها حامل معدني بعد تردد لم يدوم طويلا وراحت تقف عند البوفية المقام هناك لتحتار مايناسبها من طعام ، وعلي عجالة تناولت بعض المخبوزات الطازجة برفقة لفائف جبن مشكل ثم أسرعت تحتل مقعدا نائيا بعض الشئ، وضعت الطعام أمامها علي الطاولة بلا شهيية وقد تنهدت بصوت مسموع لتتغجأجي بمن تجلس أمامها و:-
-مصدقتش لما شوفتك هنا اخيرا قررتي تخرجي من قوقعتك دي !..
فراحت ترد بلهفة مبالغ بها:-
-بسمة كويس أنك هنا جتيلي من السما !.
بسمة باسمة بإندهاش:-
-ايييه يابنتي مالك لكل ده ؟.
رقية بنزق :-
-في أييه انتي مش شايفه ده مفيش واحد هنا إلا وعينه دي أخدت جوله عليا انا كنت بقول يا أرض أتشقي وابلعيني ..
-ولايهمك ماتحطهمش في دماغك من الاساس ، ويلا كلي بقا !
ذمت ثغرها بضييق:-
-أكل اييه بس هو حد ليه نفس من الأساس !
-الله اومال جايه هنا ليه يارقية ؟!.
-تحدثت ساخره وهي تنظر له من بعييد :-
-تقدري تقولي كده اوامر عليا وبنفذها !
-بسمة بغرابة وقد نظرت أيضا في إتجاهه :-
-اييه ده هو جاسم بيه اللي خلاكي تنزلي معقول؟!..
-أيوةة ! ..
قالتها بضيق واضح لتسألها مجددا :-
-طب ده يضايقك في أييه يعني !؟..
رقية بضجر وهي تتطلع حولها :-
-يابسمة انا محظور عليا اتواجد في اي  حته هنا غير أوضة البوفيه ونظرات اللي حوالينا دي من ساعة ماقعدنا خير دليل علي كده !..
بسمة بغيظ منها :-
-والله أنتي ناويه تجنيني ، مالك أنتي بيهم ومالك بأي حد إذا كان صاحب الليلة كلها جايبك في أيده وجاي، ودي حصانه ومش اي حصانه كمان يابنت خالتي !...
رمقتها بصمت زافرة مرة أخري بعدما استندت بمرفقه غلي الطاولة بوجوم ، فراحت " بسمة " تفتح لها طعامها وبتنهيدة:-
-متفكريش كتتير ويلا كلي ومضيعيش الساعه اليتيمة اللي بنرتاح فيها !..
وعلي مضض تناولت قطمة واحدة وقد لاحت منها إلتفاته نحوه لتجده قد أنشغل ببعض الموظفين الذين أقبلوا علييه في جلسته ، اصرفت نظرها عنه وكذلك عقلها فمهتمتا معه بدأت تتناقص وستختم لقاءها معه بختام الشهر الجاري!
......................................
_كان من نصيبها وحسن حظها عدم تواجد ذاك السمج هناك فعادته الإقبال علي مطاعم المشويات وأوماشابه ذلك ، ليعود بعد إنتهاء الساعة المحددة للراحة ،وأثناء عودته ودخوله لمكتبه تفأجي ب" بسمة " امامه فلاحت علي ثغره إبتسامة :-
-بسمة ، لاماهو مش معقول ابقا اتاخرت لدرجة أني في شغل اتعطل وجابك ليا لحد هنا دي كلها 10 دقايق زيادة يعني!..
قالها وهو يتجه نحوها لتنهض هي من مقعدها وبحزم :-
-انا مش جيالك بخصوص شغل يامعتز !..
توسعت إبتسامته ولكن بخبث وهو يلامس وجنتها الناعمة بعدما دنت منها  :-
- أيييه معقول أبقا وحشتك !؟ .
ازاحت يده بعنف فهي تمقت طريقته هذه معها وابتعدت سنتيمترات، لتهتف بإنفعال ما:-
-لا أنا جايلك بخصوص رقيية بنت خالتي وبقولك تسيبها في حالها ..
تهكمت ملامحه علي الفور :-
-أييه يكونش الهانم بتشتكيلك مني !؟..
هي بحنق :-
-ياريتها كانت تعرف تشتكيلي او تشتكي لاي حد حتي ، احمد ربنا انها لحد دلوقت ماقالتش حاجه لجاسم بيه عن مضايقتك ليها في الراحة والجاية يا أخي  !..
معتز بغضب :-
-وهي هتهددني بجاسم ولا اييه ! ولايكونش فاكره إني جاسم ممكن يقف قصادي عشان خاطر دي؟!..
عقدت "بسمة " ساعديها أمام صدرها وببرود :-
-والله اللي بقيت اشوفه من معاملته ليها مايخلينش ابدا استبعد حاجة زي دي ،وبعدين جاسم بيه طول عمره حقاني وبيقف مع أي حد !
كور قبضة يده بغضب جامح ثم قرب وجهه من وجهها :-
-بسمة البت دي قالتلك أييه بالظبط مخليكي جايه مشحونه اووي كده عليا ؟
-سبق وقولتلك أنها مش بتقولي حاجه ده انا اللي من عارفه عارفه بعمايلك معاها وبالحصار اللي فرضه عليها من غير اي وجه حق  ،حرام عليك ده انت مخليها عامله حساب كل خطوة وكل نفس!..
قلب عيناه بنفاذ صبر وبسخرية:-
-والمطلوب مني أييه ؟!..
بسمة بضيق :-
-تعاملها كويس ولابلاش تعاملها من الأساس وملكش دعوة بيها !..
ابتعد عنها واولها ظهره زافرا بقوة ليشعر بنبرتها جوار اذنه برجاء :-
-انا سبق وقولتلك انها بنت خالتي يامعتز بيعني من عيلتي عشان خاطري ولو فعلا بتحبني حاول تتنجنبها ومتأذيهاش بأش شكل !..
_وقفت لدقائق تنتظر أي رد فعل يصدره ولكن لم يتحرك أنش ولم يتفوه بحرف ، فرمقته بخيبة أمل قبل أن تأخذ حالها وترحل !..
....................
قد سبق وشعرت بأنه سيعاقبها بطريقته الخاصة بطريقته التي تجهلها وتخشاها بشدة ، وقد صدق حدسها بالفعل بل بأكثر مماتتوقع ،فقد غزتها الصدمة حينما ذهبت لجامعتها اليوم لتتفأجي بطلب رسمي مقدم من ولي أمرها يتعذر فيه عن إداء الإختبارات الجامعية لهذا العام بل وتأجيل السنة بأكملها لم تصدق ماسمعته وعملت علي تكذيبه وبالكاد تحركت بوهن قاصدة شركته  ، سارت كالزوبعة في رواق الشركة وبوجه لايبشر بخير حتي وقفت أمام مكتب "بسمة " التي هبت من مقعدها سريعا بإبتسامة عملية :-
-أنسه حنين أهلا نورتي ، ثواني وهبلغ جاسم بيه بوجوك !..
ولكنها لم تنتظرها وراحت تتجه نحو الباب بغضب، حاولت الإخري إيقافها بإنزعاج وعلي عجالة:-
-أنسه حنيين من فضلك ماينفعش كده !
ولكنها فتحت الباب علي حين غره ودلفت ومن خلفها "بسمة" تمنعها وقفت لاهته تناظره وبنره تقاوم البكاء :-
-محتاج أتكلم معاك ومكنش ينفع أستني  !.
كان قد رفع عيناه من الاوراق أمامه ورمقها بنظرات نارية بثت الرعب بداخلها وليس هي فقط بل بسمة التي هتفت بتوتر :-
-انا حاولت اا أمنعها ياجاسم بيه بس هي ااا
قاطعها بصرامة وعيناه مازالت معلقه علي تلك :-
-أخرجي أنتي يابسمة وسيبينا ..
نفذت علي الفور بطاعة :-
-اؤامرك ياجاسم بيه !..
وبمجرد خروجها القي القلم يعنف من يده وهب بغضب يجذبها من رسغها :-
-انا شغل جنان هنا مش عاوز فاهمه ولالا !؟..
قاومت شعورها بالالم بصعوبة لتخرج الكلمات من فمهها متقطعه:-
-انت اا صحيح اا أجلت أمتحاني السنادي ؟!
رفع أحد حاجبيه ببرود :-
-يهمك أووي تعرفي ؟..
أجابته بنبرة تستدعي للبكاء وبقوة هتفت :-
-ده مستقبلي ماتعاقبنيش فيييه !..
قهقه بخفه ليتحدث ساخرا متهكما :-
-مستقبلك ! لا بجد ضحكتيني اووي !..
وسرعان ماقست ملامحه ليجذبها نحوه هامسا لها بفحيح :-
-مستقبلك اللي خايفه عليه دلوقتي ده ، من يومين بالظبط كنتي جايه وعندك أستعداد تضيعيه معايا !..
أنهمرت الدموع من مقلتيها وبنبرة مرتجفة أظهرت  ندمها:-
-أنا غلطانه و ااا وأسفه والله اا أسفه !..
هو بقسوة :-
-وأسفك ده مش مقبول ، أتفضلي ..
دنت منه ترجوه مجددا ببكاء:-
-انا عيلة وغلطت متبقاش قاسي معايا بالشكل ده ، أنا اا حنين حنين ياجاسم من امتا بتقسي عليا بالشكل ده ؟!..
رمقها بإحتقار من رأسها لأخمص قدميها وبجمود:-
-وهي فين حنين دي أنا مش شايفها ، واللي قدامي دلوقت واحدة محبش اشوفها ولا اعرفها اصلا !..
إزدات بكائها ونحيبها وتوالت شهقاتها ليكمل بصلابة غير مكترث بها بالمره :-
-جايز أنا اتهاونت معاكي قبل كده كتير ، لكن بعد كده أنسي مش هتشوفي مني غير معاملة واحدة بس ، ومعاملة تستحقيها!..
فراح يستند علي مكتبه ووجهه لوجهها وبصرامة بعدما تنهد :-
-السواق اللي جابك بعد مايروحك تسيبيله مفتاح العربية، ورجلك ماتخطيش عتبة الباب طول ما أنا مش موجود !..
تحدثت من بين بكائها :-
-ياجاسم أنا ااااا..
لم يمنحها فرصة لتكمل جملتها فبترها بجمود مشيرا نحو الباب:-
-كلامي خلص ، إتفضلي !...
_قد أصر موخرا علي أن تأتي لمكتبه بنفسها لتقديم قدح القهوة له ، فلذلك حضرت اللتو حاملة إياها طرقت علي الباب بخفه تستاذنه اولا ثم ولجت بهدوء غير منتبهه لوجودها ، فكانت "حنين " كمن إلتصقت بالإرضية   لم تتحرك أنش تاركه العنان لدموعها وكأنها وسيلة رجاء  أخري ، فصاح بها بقوة أفزعتها أولا ومن ثم الدخيلة :-
-أنتي الظاهر كده ماسمعتنيش صح ؟!..
فلم تتحمل المزيد وأستدرات تركض ببكاء غافلة عن القادمة في إتجاهها لتنصدم بها ويسقط ماكانت تحمله علي الأرض ، تطلع بعضهما لبعض بصدمة وقد تعرفت عليها "رقية " علي الفور أما الاخري لم تنتظر ثانية ورحلت باكية بقوة من أمامها فصوت شهقاتها عم المكان، وبتلقائية تطلعت لرب عملها ذو الملامح الصارمة ، فأبتلعت ريقها بهالة من التوتر وسرعان ما أنحنت لكي تنظف ما أفسدته ! وعلي حين غره تفاجئت به يرفعها من ساقيها وبحده :-
-انا مش قولتلك قبل كده ده مش شغلك ؟!.
بهتت ملامحها وهي تطالعه فحررت ذرعها وانحنت تجلب الحامل ثم تحركت نحو الباب بظهرها وهي تتمتم بريبة حقيقية أثارت دهشته:-
ثواني وهعمل اا لحضرتك غيرها ، ث ثواني !..
-ظلت هكذا حتي غادرت المكتب فصطدم ظهرها ب" بسمة " التي سرعان ماهتفت بضجر:-
-أيييه يارقية مش تفتحي مالك؟ .
استدرارت لها هامسه بخفوت وهي عاقدة حاجبيها معا بإندهاش :-
شيزوفرينييا !؟..
بسمة وقد قطبت مابين حاجبيها بعدم فهم  :-
-ايييبه ؟! ..
فعادت تحادث ذاتها بحيرة وبلا وعي :-
-ماهو مره يبقا طيب وبلسم ومره تانية بيقا زي ماشوفت كده يبقا أكييد دي شيزوفرينيا اكييد !
-رقية أنتي بتكلمي نفسك مالك ياحبيبتي انتي كويسه ؟!..
فاقت من شرودها أخيرا فزفرت بضيق متمته :-
-مليش ، انا كويسه اهو  !...
ثم راحت تسألها بفضول :-
-قوليلي يابسمة أنتي تعرفي البنت اللي كانت لسه خارجه دي وكانت معيطه ؟!..
لم تفكر الأخري كثيرا وقامت بترشيح أسما علي الفور :-
-قصدك الأنسه حنين ؟!..
-اييه حكايتها الأنسه حنين دي وايه علاقتها يعني بجاسم بيه ؟
بسمة ببساطة :-
-دي ياستي تبقا بنت عم جاسم بيه الوحيدة !.
ثم ضيقت عيناها متساءله :-
-أنتي بتسألي عنها لييه ؟!.
تنهدت "رقيية " بصوت مسموع وبإمتعاض فجاءة وهي تنقل بصرها بين إبنة خالتها تارة وباب مكتبه تارة أخري:-
-اصل يعني ربنا يكون في عونها لحسن شكله مطين عيشتها المسكينه دي ..!
...................................................
_بعد مرور عدة أيام أخري !..
-غادرت سيارته الكراج الخاص بالشركة وسارت علي الطريق العام بإنفراد ، فبادر " معتز " بالحديث وبضيق وهو ينظر في ساعته:-
-كان لازم يعني تراجع ملفات الصفقة دي النهاردة ده احنا خلاص قربنا علي نص الليل !..
-ما أنت عارف أني مفيش وقت خلاص وبكره بالكتير الورق ده لازم يتمضي هو انا اللي هقولك يعني !..
صمت "معتز" لوهلة ثم قال بنزق :-
-طب أنت مش ناوي بقا تحلك من قعدة الفنادق دي ! ما انا بيتي تحت أمرك ومش محتاج أقولك يعني..
زفر بقوة وبضييق بالغ بعدما نظر لمرأة السيارة بجواره :-
-معتز انا مرتاح كده ها وياريت تبطل لك في الحوار ده بقا !..
فتمتم الأخيير وعلي مضض :-
-طيب علي راحتك أنت حر !..
-فساد الصمت بينهما مجددا لم يقطعه سوي رؤية ! لم يعرف هل يراها حقا ام يتوهم بذلك ! فدقق النظر عبر زجاج السيارة ليراها هي بالفعل تقف علي أول الطريق وتلتفت حولها بحيرة ، فأسرع بسيارته حتي أوقفها أمامها وفتح الباب وترجل علي عجالة وسط إندهاش رفيقه:-
-في اييه وقفت هنا لييه ؟!..
فنظر من النافذة ليراها ويتحقق منها فهتف بغل واضح :-
-ده انتي حكايتك باينها مش هتخلص بقا !..
فترجل هو الأخر واستند علي السيارة بإهتمام لما يحدث أمامه!.
هتف بإسمها فجاءة لكي تنتبه له:-
-رقيية ؟!..
ورغما عنها في تلك الأجواء المخيفة أصابها فزع فوضعت يدها علي صدرها لكي تهدئ من روعتها:-
-جاسم بييه انا اا
فقاطعها هو بخشونة :-
-انتي  واقفه هنا بتعملي أييه ؟ ده شغلك خلصان من أكتر من ساعة ؟!..
هزت رأسها إيجابا وبضيق في نبرتها :-
-دي حقيقة ، بس أصلي الوقت سرقني جوه ومحستش بنفسي ولما خرجت ملقيتش مواصلات !..
لوي" معتز" فمه متهكما وفي طياته :-
-الوقت سرقني هه، ياسلام علي الأفلام !...
مسح "جاسم" علي خصلات شعره وبضييق بعدما نظر حوله:-
-ماهو صعب تلاقي مواصلات هنا بعد دلوقت !.
رمشت بعيينيها عدة مرات وو:-
-طب وانا هعمل اييه دلوقت ؟!
-وبنبرة بدت طبيعية للغاية وكأنه يخبرها عن اخبار الطقس اليوم بعدما بسط كفيه في الهواء وذم شفتيه:-
-ولا حاجه ! لإنك هتيجي معايا أوصلك بكل بساطة..
ابتلعت ريقها ثم نظرت لذاك الواقف خلفه ويرمقها بكل غضب بتردد ثم هزت رأسها بخفه هامسه :-
-مع معلش مش هينفع !..
ضم حاجبيه معا متساءل بجدية :-
-اييبه عندك حل تاني ؟!..
صمتت لثوان ثم نفت ذلك برأسها قبل أن تنكسها أرضا ليقول هو بنزق:-
-اومال أييه بقا اللي قل منفعته ممكن أفهم ؟!..
لم تجيبه ليردف مجددا بحزم :-
-ماهو أنتي تنسي خالص إني أسيبك هنا لوحدك في وقت زي ده!...
بللت شفتيها بلسانها وعلي عجالة :-
--انا هعرف اا أتصرف حضرتك اا أتفضل..
ارتفع أحد حاجبيه لإعلي بتهكم واضك:-
-والله !..
ثم أستند علي مقدمة سيارته واضعا يدييه في جيبه وبجمود عقب تنهيدة متحديا إياها :-
- طب يلا وريني هتتصرفي ازاي ؟!..
وقفت في مكانها ولم تتحرك أنش ليهتف مجددا بجدية تامة :-
-يلاا هتتصرفي ازاي بقا؟!..
ولم يعاونها عقلها قط في إختلاق كذبه او مخرج :-
-م ما ماهو بصراحه مش هعرف اركب ا العربية مع اا حضرتك لوحدي !..
أبتسم ساخرا رغما عنه فإلتفت نحو رفيقه ليقول بدهشة  :-
-وانتي شايفاني لوحدي !!!!!!!
وبعدين ما أنتي سبق وركبتي معايا العربية !؟؟
توترت لكشف كذبها الغير متقن بالمره وبتلعثم وهي تضم قبضتها :-
-ك ك كنت مضطرة ساعتها لكده !
هو بخشونه:-
-واظن دلوقت برضه مضطره والضرورات تبيح المحظورات ولا أييه ؟!
وهنا تتدخل "معتز" بأسلوبه الفظ المعتاد:-
-ماتخلصي اركبي ومتخافيش اوي كده اكييد محدش فينا هيبصلك يعني !.
طعنها كعادته بحديثه السام تلقي منها نظرة منكسرة بينما تلقي منه نظرة حادة قاتلة كادت أن تفتك به مما جعله يتنحنح ويصمت ! وهنا نفذ صبره فدنا منها وبلهجة صارمة غير قابلة للنقاش:-
-يلااا ومش عايز اسمع اي كلام تاني !..
ثم تحرك مبتعدا ليفتج له الباب ليعلن نهاية النقاش معها ،وبإستسلام إستقلت معه السيارة فلا مفر !..

_حاولت قدر المستطاع ألا تلتقي عينيها بذاك السمج ،ثم تحدثت بحذر هامسه وهي تنظر للنافذة الزجاجية جوارها :-
-بعد أذن حضرتك ممكن تفتح الشباك ؟!..
حدثته عبر المراة ليجاوبة بتفهم وقد اراد بث الطمانينة بداخلها ليقول بمرح بعدما ضغط علي الزر الإلكتروني لينفتح جميع النوافذ :-
-الشبابيك كلها اهي ولو تحبي الابواب كمان لو ده هيخليكي مطمنة !..
أبتسمت بنقاء وصمتت ليردف بجدية تامة وهو يحرك عجلة القيادة:-
-تاني مرة ماتستنيش لوقت زي ده اول مايجي ميعاد خروجك تمشي فورا !..
-حاضر !؟.
ثم تابع بضييق بعدما أنكمشت ملامحها :-
-وبعدين  تلاقي أهلك قلقانين عليكي دلوقتي كلمتيهم تطمنيهم !

كلمتيهم تطمنيهم !؟.
زاغت عيناها في المكان ثم تنحنت ووهي تمسك بهاتفها  وبكذب:-
-اا أصل الفون اا فصل مني وبعدين مش مشكلة انا خلاص مروحه اهو !
-ازاي يعني مش مشكلة !؟.
ثم تناول هاتفه من أمامه واعطاه لها وبحزم:-
-برضه كلميهم طمنيهم !..
امسكت الهاتف بتردد وطالعته بحذر قبل أن تطلب عدة ارقام مبهمة ثم وضعت الهاتف علي أذنيها بتمثل لتقول بعد ثوان  :-
-الظاهر كده محدش بيرد !.
وقبل أن تعاود الهاتف له مجددا قال بإصرار أثار غيظها :-
-طب خلي الموبايل معاكي عشان تبقي تحاولي تاني يمكن حد يرد !
أومأت علي مضض واحتضنته بكفيها فوق هاتفها وهي تجاهد ذاتها لتبقي بهذا الثبات دون أن تهتز !..
....

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن