الاخيرة ج٢

38.9K 1.8K 150
                                    

الاخيــــرة

‏لماذا أفترقنا وما تزال ذاكرتي تنزف حضورك، كل الطرق التي أسلكها كي أبتعد عنك بات بالفشل، ووحدك بقيت على باب الذاكرة!
غادة السمان

*****
وصل هشام ومجدي إلي المطعم وطلبوا الوجبات التي أدلت بها فجر .. وقف الثنائي في الخارج متكئين على مقدمة السيارة ، لاحظ مجدي قيام هشام بمكالمة تليفونية فسأله
-بتكلم مين !
أشار بيده أن ينتظر و تحدث في هاتفه قائلًا
-أيوه يا حبيبتي !
فجر بهدوء
-طلبت اللي قولت لك عليه ! أوعى تكون نسيت حاجة
-كله تمام ، شوفيلو ناسية أنت حاجة !
فارقت مجلس السيدات لتسمعه بوضوح وقالت بوشوشة
-حلوة حبيبتي دي !
بمزاح
-أنت لسه واخده بالك !
-معلش بقا كنت محاصرة .
-هنشوف الموضوع دا ، المهم ارتياحي ومتعمليش مجهود كتير متنسيش نفسك !
وصلت إلى المطبخ وجلست على أحد المقاعد أمامها وقالت
-ده خوف عليـا ولا على ابنك !
-عليكم أنتوا الاتنين ، اسمعي الكلام وارتاحي .
-حاضر متقلقش .. و أنت سوق بالراحـة ، وخلى بالك .
-سبيها على ربنـا .
بقلق غير مفسر قالت
-والله يا هشام قلبي مقبوض من ساعة ما مشيتوا ، ربنا يستر .
ابتعد عن مجدي قليلًا واستهتر بجملتها بمزاح قائلًا
-تلاقي قلبك بس وحشته عشان كدا مقبوض ومتأريف واضح إنه عايز يدلع .
يخلق الحب أشياء لا وجود لها بنا من قبل ، كل مرة تسمع منه ما يرضيها ويروي قلب الانثي بها ولست ما تحب أن تسمعه ، ضحكت بهدوء ثم قالت
-خلي بالك على نفسك ..
صاح مجدي من الخلف معارضـا
-يارميو ؟! أيه مش كفاية !
جز هشام على فكيه متوعدًا
-طيب اقفلي عشان في دبور وزن على خراب عشه .
قهقهت فجر بصوت عالٍ وقالت
-بصراحة يستاهل .
بمجرد ما أنهت المكالمة فوجئت بعايدة خلفها ، انكمشت ملامحها حائرة وقالت بذوق
-محتاجة حاجة اساعدك فيها .
على المقعد المجاور لها جلست عايدة وقالت
-عايزة اتكلم معاكي !
-اتفضلي طبعًا .

(عودة للشباب )
لم يكف مجدي عن سخافاته حتى نفذ صبر هشام منه وقال
-انت هتعقل أمتى !
-عايز تشوف العقل ؟!
-نفسي والله قبـل ما أموت .
عقد مجدي ذراعيه وطالع نجوم السماء وقال
-أحساسك أيه ؟!
-من ناحية ؟!
-شوف يا هشام نبقي ما بنفهمش حاجة لو مخدناش بالنا من التغير الجذري اللي أنت فيه ؟! فجاة تحولت من شخص صامت حاسم لشخص اجتماعي بيهزر بيضحك ، بقي فيه فرق شاسع بين هشام القديم واللي أنا شايفه ! يا ترى أيه السبب اللي وصلك لكدا ؟

يتقلب حديث مجدي في رأسه كفقاقيع المياه المغلية وقال بعد تفكير طويل
-هي !
-عملت أيه غيرها معرفش يعمله !
-صدقني مش عارف ، يمكن أدتني أكتر ما استاهل ! او كانت مستحيلة وأنا حبيت التحدي ، أو حبتني ، حبتني بعيوبي وتقبلتني كدا .
ثم تنهد بنيران الحيرة وأكمل
-تصدق أنها خسارة فيـا ، هى أنقى حد ممكن تقابله يمكن الدنيا جات عليها أوي وحاولت تشوهها بس نجت منها بأعجوبة ، حد نضيف بيتعامل بالفطرة ، بالفطرة أوي يا مجدي ، حسيت فيها حنية هالة اللي اتحرمت منها .. ملهاش في الخبث ولا المكر واضحة زي الشمس اللي في قلبها على لسانها .. أحنا كرجاله بنشوف دا ونميزه أوي .

الحرب لاجلك سلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن