الفصل ٢١

35.5K 1.8K 214
                                    

الفصل ما قبل الأخير

بالأمس عاد حبيبي الغائب عني لمدة سبع سنوات بتقويمكم والذي لم يغب عن خاطري للحظة بتقويم قلبي ..
بعد ما ألقى التحية وبدون أي مقدمات قال
-اعلم انك ما زلتِ تنتظرين لذا عُدت مجرورًا لأطلب فرصة جديدة لنا معًا ؟! ما زلت أحبك !
تلقيت رسالته ساخرة ، ابحث عن قطرة دماء واحدة تحمل له الغفران بداخلي لم أجد ، طال ردي على طلبه ليلة كاملة كطول مدة غيابه الأحمق ..
أول شيء فعلته فـ الصباح علي لحن أم كلثوم ( بعيد عني ، حياتي عذاب ) كتبت له جوابي
-ما بعد التحية أيها الغائب الحاضر بي ؛ صدقت
ما زلت تحبني ! ولا زلت أحبك ..
لا زلت تنتظرني ! وما زلت انتظرك ..
تعلم حجم الفارق بينهم ؟!
مرحبًا بعودتك التي طال انتظارها ، ومر حُبك من خلالها ..
دام حبي في قلبك ، ودام انتظاري لمجيئك ..
أنت ما زلت تحبني لأنك لم تجد ما منحتك أياه مع امرأة بعدي رغم سماعي عن تجاربك العديدة التي انتهت حتمًا بالفشل ، لأن ببساطة لم تخلق أمراة تتحمل ما تحملته منك ..
وما زلت انتظرك لإنني اعتدت انتظارك الذي أصبح الركن الهادئ الذي أفر إليه لأحتمي من بشاعة العالم ، اعتدته حتى أصبح جزء لا يتجزأ من قلبي ، لا ينهيه إلا البتر ، وأنت تعلم إنني أخشى الجراحة وأخشاك .. تتذكر جملتي الاولى بيننا ( من تطاوعه يداه أن يشق قلب مرضاه بألة حادة ماذا سيفعل بقلبي ؟! ) .. ولقد فعلتها ..
وما بعد اللوم
لم يسرني طلبك ، فقلبي لم يكن مقعدًا في حديقة عامة عندما ترهقك الأيام توعود إليه ، ولم أعد أنا تلك الصغيرة التي تركت جروح يدها تنزف ورحلت ، عقابك أن تحبني العمر كله ولن تجدني ، و إكرامي أن اظل انتظرك واحكي عنك واروي لهم قصتنا التي انتهت قبل أن تبدأ ، أن سمحت لك بالاقتراب ستفسد ذلك العالم الرائع الذي أعيش عليه ..
من يختار الغياب عني عمدًا لن اختاره طوعًا ♥️
20/6/2022
#نهال_مصطفي ♥️
#فجر

*****
صوبت العيون لفجر ولكن عيون هشام كانت قاتلة وهو ينتظر ردها ، انكمشت حول نفسها وهي تجيب
-دا دا الراجل اللي قابلناه في اسكندرية يا هشام !
ضرب المائدة بكفه القوي مما جعل الأطباق تتراقص فوقها ونهرها معاتبًا
-أنت ازاي تعملي كدا ؟! تعرفيه منين الزفت دا عشان تكلميه !
قفزت فجر من فوق مقعدها مبتعدة عنه وهي توزع نظراتها بين عايدة وهشام الذي ارعدها بصوته الأجش
-انطقي ؟! ازاي تعملي كدا من غير ما ترجعي لي !
لم تتحمل قسوته عليها التي ضعطت على قنواتها الدمعية ففرت منها قطرات الهلع .. وتمتمت
-أصلو ..
فارق مقعده وهو يركله فينقلب أرضًا واقترب منها ممسكًا بمعصمها بشدة ونهرها
-أصل أيه انطقي !
نهض الجميع والتفوا حولهم مع الكثير من الكلمات العابرة من
-صل عـ النبي يا بني ..
-ما تهدا يا هشام براحة عليها !
-مين دا اللي قابلتوه في اسكندرية يا هشام ؟!
إلا عايدة كان لها موقف مغاير تمامًا عن المتوقع .. قامت بشموخ وسبق صوتها خطوتها وصاحت
-نزل أيدك عن مراتك يا هشام .. ولو تصرفك ده اتكرر انا اللي هقف لك .
ارتخت قبضته من فوق ذراعها تدريجيًا حتى ابعدتها عايدة عنها نهائيًا ووقفت أمامه بتحدٍ صارخة
-همجية عماد السيوفي مش هسمح لها تتكرر تاني في بيتي يا هشام .
شدت سعاد فجر لحضنها فلاحظت ارتعاش جسدها فأخذت تربت عليها بحنو .. ثار هشام بوجه عايدة
-اللي يغلط لازم يتعاقب في البيت دا !
ناطحته عايدة بنفس نبرة الصوت مشيرة بسبابتها بتهديد
-ايدك لو اتمدت تاني على مراتك يا هشام مش هيحصل لك خير .. أنت فاهم .
ثم اقتربت خطوة منه وأكملت
-وهي غلطت في أيه ؟! إنها أنقذت اختك في الوقت المناسب ؟! دا بدل ما تشكرها وتشيلها الجميل ده فى رقبتك العمر كله ! دا جزاء المعروف .
زفر هشام بضيق
-لو سمحتي متدخليش بيني وبين مراتي !
-مراتك ! مش عبده عندك ! ورحمة أبوك يا هشام لو عرفت إنك مديت ايدك عليها تاني هاخدها وننزل نعملك محضر في القسم .
تدخلت فجر في حوارهم بشفقه على حالته و
-معلش يا طنط ، هشام أكيد ما يقصدش ، وانا اللي غلطت .
صرخت عايده برفضٍ قاطع
-اسكتي يا فجر ، وسيادة المقدم لو طالبه معاه يعاقب حد فأنا قدامك أهو ياابن عماد السيوفي يلي سبت اختك وجريت على شغلك !
تدخلت رهف بخوف
-خلاص يا ماما اهدي أكيد هشام مش قصده .
مجدي بحكمة
-استهدوا بالله يا جماعة .. حصل خير .
التقت عيون فجر وهشام بنظرة لم يفهمها سواهم حتى حسم أمره وهو يتناول مفاتيحه و
-طيب .. بس مش هعديها ..
ثم وجه كلمته الأخيرة لفجر
-وأنت حسابك معايا ، عشان تعرفي تعملي حاجة من ورايا تاني !
لم تمنح لها عايدة الفرصة لتصلح بينهم بل ثارت
-هتفضل طول عمرك ماشي بطباع عماد السيوفي مش هتتغير .
ختم هشام كلامها بصوت قفل الباب الصاخب خلفه ، اقتربت سعاد منها معاتبة
-مكنش له لزوم لكل دا يا عايده!
-وانا مش هسمح لنسخة تانية من عماد السيوفي تتكرر ، مش دي مراته واختياره ! يحافظ عليها بقا ويكون أد الامانةً ، الحب اللي بجد مش بيظهر وقت ما نكون متصالحين ، دا بيظهر في الخلاف !
مجدي بعتب
-انت عارفه هشام عصبي ، بس مش للدرجة دي !
عايدة معارضة
-عشان يتعلم يسيطر على مشاعره ويحلها بالعقل من هنا ورايح .
ثم وجهت حديثها لفجر المنهارة التي هزلت أعصابها فلم تتحمل الوقوف أكثر فجلس ع مقعد الطاولة و
-أوعي تسمحي له يمد أيده عليكي .. هشام شارب طباع أبوه ، ومرة وانا عروسة دخلت العمليات بسبب عصبيته دي ! وانا بخاف على هشام ومش عايزاه يكرر أخطاء أبوه أنت فاهمة !
مجدي بتريث
-طيب ممكن نفهم حوار الراجل دا أيه ؟! وايه دخله بخطف رهف !
-أهو شايفة المنطق والاسئله ! مش قام زي التور وانت ازاي تعملي كدا ؟!
أردفت عايدة جملتها الأخيرة بغضب شديد وأتبعت
-موضوع وانتهى يا مجدي خلاص .
-لا ! خلاص أيه يا عايدة هانم دا طاقة نار جديد هتتفتح في وشنا !
عايدة باختناق
-انا تعبانه وهروح انام ..
ثم اقتربت من فجر
-أجمدي كدا مش لازم يحس انك ضعيفة حتى ولو غلطانه ، دا جوزك يعني أمانك مش نقطة ضعفك فاهمة !
ضربت سعاد كف عـ الأخر
-روحي يا عايدة نامي الله يهديكي ، روحي .
ثم ربتت على كتف فجر
-وأنت يا بنتي روحي اوضتك شوفي جوزك فين وراضيه !
فجر بهزل
-أنا هستناه هنا لحد ما يرجع ..
-يابنتي قومي كلميه الأول اطمني عليه .
أومأت فجر بطاعة وتحركت بتثاقل نحو ( الصالون ) بينما سعاد اتجهت لرهف بعتاب
-عاجبك تصرفات أمك دي ؟! هتفضل مدخله نفسها بينهم كدا .
رهف ببرود
-أنا مش عارفه أقف مع مين ولا مين غلطان ، بس اللي فاجئني موقف ماما ! معقولة تقف مع فجر ضد هشام !.
التوى ثغر سعاد بسخرية ودندنت
-أهي عملت حاجة عدلة تشفعلها ، بس دا ما يمنعش أن هي اللي خربتها .
بمجرد ما انتهت سعاد من جملتها فوجئت برنين هاتفها فسقطت عيون مجدي الصقرية على هوية المتصل فتبسم بمزاح وتخابث
-أممم ابتدينا عصافير نص الليل !
أحمر وجه سعاد إثر تلميحات مجدي السخيفة وتناولت هاتفها سريعًا وبتوتر
-طيب أنا هروح اوضتي بقا عشان تعبانه شوية .
صفق مجدي بمزاح وهو يضحك بصوت عالٍ
-سلامتك من التعب يا سوسو ، ثقة في الداخلية هتسيطر على كل دا .
لكزته رهف بلوم
-بس بقا متحرجهاش !
مال جهتها بغمز
-طب أي البيت فضا علينا ، ما تيجي ونجيب مليجي !
-دانت قديم اوي ولوكل .
-طيب ما تقترحي الجديد أنتِ !
فكرت رهف لدقيقة ثم قالت بعفوية
-تيجي نروح سينما !
-والبيت والع كدا ؟!
-هي حلاوتها في كده ... ها هتيجي ؟!
-أجي جدًا ، يلا بينا .

الحرب لاجلك سلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن