3

81.1K 2.6K 216
                                    

الفصل الثالث

" رفيقة الظلام "

دفعها العكسري بكل قوته داخل الغرفة المعتمه لايوجد بداخلها الا مصدر ضوء واحد وهو شُرعه صغيره فى الباب الحديدي
طافت عينيها في الحجرة يمينا ويسارا الي ان هلع جسدها علي صوت  قفل الباب الحديدي وقفت ثابته في مكانها
" اجمدي يا(فجر) اجمدي .. خليكي واثقه ان الضلمة دي اهون عليكي مليون مرة من نعيم (زيدان) ..  "

تجوب زنزانتها ذهاباً واياباً محاوله استجماع قوتها وهناك صوتا مرددا بداخلها
" طول عمرك انتي والضلمه صحاب مستغربه ليه دلوقتي .. اهدي كده واتأقلمي زي ما اتأقلمتي علي حاجات كتير زمان "

جلست بهدوء كالقرفصاء ثم ارتسمت ابتسامه باهته مرددا تحيي بداخلها الامل
" حتي في بطن الحوت كان فيه امل .. لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين  "
ظلت مردده لتلك الكلمات الى أن خلدت في سبات عميق وهي تضم ساقيها الي احضانها وتنكمش حول نفسها بين شلالات دموعها المنهمرة علي وجهها حتي ابتلت ملابسها.

■■■
-" انت فين ياهشام تعالى حالا " .
بنبرة آمرة اردف مأمور القسم بمحافظه بنى سويف جملته فى مكالمته الصوتيه مع هشام الذي تأهب فى قيادة سيارته على الفور قائلا
- خير يافندم .. جد جديد ؟!
- تالت بنت تتقتل فى البلد ياهشام ولا كأنها سايبه !!
رد بعجله وهو يزود من سرعة السياره ويكسر الاشارات
- انا جاى حالا يافندم .. بمجرد ما إذن النيابه يطلع هكون عندك ...
■■■

ارتدت ناديه ثوب الحزن الملازم لحياتها وهى تضرب على وجهها وتنوح الما وقهرا .. انعقدت دائرة الستات الاتى جاءن من كل صوب وحد مهرولين ليسارعوا التعازى والمواساه ... انطلق من بركان الحزن صرخه تردد صداها فى ارجاء البيت ..
- اختك مااتت ياخالد !! بتى ؟؟!!!!

اقتحمت مجلسهم مهجه زوجه زيدان مرتديه ثوب الحزن الخداع لتربت على كتفها
- الله يصبرك ياام خالد .. يلا هى اللى كانت حركاتها مش مظبوطه وبتحب تخرج فى نص الليل .. قال بتكتب قال؟!

لكزتها نورا ضرتها وبنظرة حاده معاتبه
- جرالك اى يامهجة ياتقولى كلمه زينه ياتنقطينا بسكاتك ..

تعيش فى عالم بعيدا عن عالمهم .. عالم خيم فطر المرار فيه على ايامها .. حياة كر وفر .. إقبال وادبار .. مد وجزر .. نمتلك لنفقد ونفقد لنفسح مكانا لشيء آخر ، كل ما يقابلها وظنت انه كارثه بات لا شيء منذ اللحظه التى سمعت فيه خبر وفاة ابنتها فلذة كبدها ... فقدت قدرتها على النواح على الصراخ على الوقوف على ادارك العالم حولها ..

دائما ما تتعمد الحياه ان تختبر صبرنا بطرقا اكثر الما .. اختباراتها مرايا لنرى من فينا يصلح للحياه ومن لا يصلح .. تجبرنا ان نتجرع سُمها دفعه واحده فيضمر دواخلنا و تنهال علينا بالمصايب حتى تخرج مننا شخص غير صالح للحياه مع تذكرة سفر لعالم المفقود .. 
- ايوب ياحبيبي .. خديجه كانت معاك صح .. قول لى انها لعبه من لعبكم سوا ..

الحرب لاجلك سلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن