الفصل الثامن عشر

69 1 0
                                    

الفصل الثامن عشر

بعد الحادث بنصف ساعة
في بيت مريم
وباتصال هاتفي مباشر مع فدوى
كانت مريم تطمئن على حال الفتاة المتجمد لا مشاكسات ولا شقاواتها المعتادة .....كما وصفتها رقية وهي تبث شكواها إلى صديقتها
بينما فدوى التزمت النفي
تهدئها بنفس كلماتها لوالدتها أنها بخير و لا داع للقلق
فما الضير في التزام الصمت ......خيرا من نطق يدمي القلب
فما الضير في التزام الصمت والكلمات تعجز عن التعبير عن صخب داخلي موجع
ما الجدوى من شقاوة تؤدي من حولها وتسبب الشقاء بعدها
تستمع إلى محاولات مريم في جرها إلى البوح عوض الجمود كحال والدتها التي ولولت قبلها على سكون حركات وانفعالات ابنتها المفاجئ وهوسها الكبير بتربة طينية ونماذج خزفية مشوهة الشكل حسب قولها .........
لكن النتيجة واحدة لا شي
فأمره أجل ونظرة قرف منه سابقا كحكم بعقاب صمت ابدي إلا إذا .......
حاولت فدوى بتأني أن تسكت مبادرات مريم المتواصلة للمصالحة مع فهد .....
لكنها أصرت على الالتزام بموقفها فحبيبها يجب أن يقرر بنفسه وما أفضل من الوقت لمداواة الجراح......
فهل يستطيع الوقت أن يمح خيبة أمله أو وجعه منها ؟؟؟؟؟
يحتاج لان يختار بنفسه
فأعادت بصوت ميت النبرات بتعب لتبوح بحرقة لكن بعزم واضح مع نهاية جملتها
(اهدئي خالتي....هو.... فهد يحتاج لأن يرتاح مني ومن إزعاجي وإلحاحي المتواصل....وما أفضل من البعد الآن .....يكفِ ما تسببت به له .....يكف ما تسببت به لكل من حولي ....قد يكره صوتي وقد سمع مني ما يمقته...عندما يرغب بالإجابات أنا أكيدة سأجده أمامي وحينها لن أتنازل عن حبه والى ساعتها خالتي أنا بانتظاره ....وسأبقى بانتظاره ولو كلفني ذلك العمر كله )
قاطعتها مريم بلوعة
( لكن ....يا ابنتي... )
وقبل أن تتم قولها سمعت صوت الباب الخشبي يطرق بضربات متعاقبة وسريعة...فأسرت القول بتنهيدة
(لحظة فدوى..... الباب يطرق وقد اختفى الجميع من حولي هذا الصباح.... سأفتح لأرى من يلح هكذا .....خير اللهم أجعله خير )
أومأت فدوى بصمت علامة الإيجاب وسرحت في من يشغل أفكارها كل آن وحين وفي العهد الذي أخذته على نفسها .....هي أقسمت أن تكون له هو أو لا احد .......لا احد بعد ذاقت نعمة ونقمة حبه .....
من ظن أن لذة الحب في حلاوته اخطأ ....إن لم يجرب لوعة القلب والفكر والجسد ...لم يجرب الحب حتى
همست تناديه بانفطار مؤلم ..."فهد"
ليتناهى إلى مسامعها اسمه بصوت رجولي خشن وصل عبر أثير الهاتف الذي مازال متصلا بإذنها ....لتنتفض الحواس وتشنف الأذان لتصغي السمع لما أوجع قلبها بنغزة غيبتها عن الوعي لثوان دون إدراك فيسقط الهاتف من بين يديها لينقسم إلى أجزاء صغيرة كحال قلبها الذي تناثرت ذراه بلوعة حينها وداخلها يئن بحرقة
" كله إلا ذنب خسارة فهد بسبها يا رب.... كله وأيه إلا فقدانه خذن ِ أنا ودعه يبقى ويعيش "
.
.
.
بعد 3 أيام
تقلب فهد على سرير نومه في غرفة شقته الخاصة بعدم راحة
والأشعة الذهبية تنسل من بين طيات ستائر النافذة فتزعج نومه وتعلن انتصاف الصباح وأزوف زواله
أصغى السمع جيدا فبدا المكان من حوله ساكنا
فعلم لما استيقظت حواسه فجأة بادراك لأن ملاك الرحمة الخاص به غادر الغرفة كالعادة بدون صوت بغية عدم إيقاظه من نومه
تقلب على سريره للجهة الأخرى
يبحث عن أثرها إلى الأريكة الصغيرة التي حرصت وبإصرار على إضافتها إلى غرفته فجعلت منها مقرا لنومها ليلا سهرا بجانبه وحرصا على رعايته
وكأنه لا يعلم انسلالها كل ليلة بعد تأكدها من نومه المدعي بتمثيل يستحق التصفيق عليه....فتخدع بسكونه وأنفاسه الثابتة لتجاوره سريره دون أن تمد يدها وتلمسه ...هل تظنه سيتهمها بإغوائه وإغرائه هو الأخر ؟؟؟؟؟؟
كم....... وكم تمنى ان تلمسه ل.....
لماذا فهد؟ لتعاقبها عن ضعفك نحوها؟ .....
ام لتشبعها حبا فاض بك وهزم كل هواجسك وجنون شكك ؟
وأنت تسمع اعترافاتها الباكية ليلا بجوارك .....
تعترف وتعترف ...
بخطأ غبي لم تتقصد جرحك به .....
بخطأ تعلق وهمي برجل غيرك ....
وتعترف بحب لك وحدك

اخطأت واحببتك لكاتبة ليلى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن