الفصل الخامس عشر

64 1 0
                                    

الفصل الخامس عشر

في الصالة كان الخال وزوجته ووالدة أمل برفقة عالية ينتظرون قدوم البقية لتناول العشاء
تعلوا ملامحهم فرحة الخبر بموافقة أمل على خطبة عزيز
وقد بدأ الأهل بسرعة حماسية التخطيط للقادم
حين تعالى طرق متعال على باب البيت ......
فتقدم ليفتحه عزيز الذي ظهر فجأة بملامح وجه سعيد ونظرات غامضة لأمل التي ترافقه تنفخ أوداجها بقهر
تقدم يفتح الباب ليجد حارس المزرعة يعلن بصوت عال
(السيد حسن يقف في الخارج.....يطلب السيدة الوالدة )
تساؤل عزيز بذهن غائب
(السيد حسن )
فاسترسل الرجل في التوضيح
(زوج الآنسة عالية وشقيق السيدة كريمة)


ترافق كلام الحارس مع قدوم إسراء ووسيم رفقة والدتهما ليشهدا رفقة البقية وصول زائر الليل المتأخر
عندما تقدمت والدة كريمة هي الأخرى تحث خطاها بلهفة عند سماعها اسم ابنها
حين دخل عزيز يرافقه شاب في بداية العشرينات بجسد رجولي فتي وملامح جذابة تدل على ذكاء وفطنة
كان الشبه بين الأخوين واضح مع خصلات الشعر البني المحمر لكن عكس كريمة كانت ملامح أخيها تنضج بشباب رجولي لافت
القي التحية على الجميع بابتسامة جميلة معانقا والدته باحترام وعائلة زوج شقيقته و عالية بمودة ظاهرة ....
قبل أن تستقر عيناه بنظرات نفاذة وثاقبة مباشرة على الصغيرة التي انكمشت في مقعدها تدير عيناها على كل شيء في صالة البيت إلا على قامته وطلته بجوار عزيز وامتدت يدها لتمسك بمرفق عمتها التي تجلس بجوارها بعصبية استدعت التفات والدة أمل باتجاهها بتفاجأ من جمودها
انكمشت بذكرى حوار أزعجها منه فأزعجته بدورها في اتصال لم يمض عليه ساعات ....

اتصال ابرز تعنته وعصبيته مما اعتبره تصرف قليل الاحترام لوالدته

بينما أيام كثيرة مرت مؤخرا لا يتصل إلا لماما ...لدقائق قليلة يكتفي بجمل مقتضبة بدعوى الانشغال بالدراسة والامتحانات .....موال طويل من الحجج وهاهو الآن يأتي إلى منزلها وفي وقت متأخر متكبدا عناء السفر لمسافة طويلة .... وكأن كل أعذاره عن استكمال الدراسة والتدريب في أسرع وقت لم تكن إلا أعذار واهية

وعندما يعلم بما حصل مع كريمة من أمه التي لم تكتف بإخباره ذلك فقط فخلال اتصالها به شكت له عالية التي عاتبتها بحرقة على ما تفوهت به في حق علي وتهمة الخيانة المجحفة في نظر الكل وأولاهم هي.....عالية التي سمعت الاتصال بالصدفة ......دون نية التجسس أو التصنت على فحوى مكالمة الأم وابنها وبدون قصد لكن ورود اسمها في الحوار أثار انتباهها لتشهد شكوى الأم بدورها إلى ابنها تصرف زوجته بطريقة مضخمة ومنقحة بدهاء الحماة هذه المرة ......الحماة ثم الحماة

وهي متأكدة الآن أن زيارته المفاجأة إنما هي لترويضها تبعا لدسائس والدته بالنصيحة الملغومة التي سمعتها منها على الهاتف .....الدسائس التي انتبهت متأخرة جداا إلى ان حماتها تهوى تاليفها ........لكن ان كان الكل تعمد الصمت الى حين توضيح الأمور بين اخيها وزوجته ....
فعالية لم تستطع صون لسانها وهي تواجه حماتها بسوء ظنها في اخيها .....بل انها. .......
لتنتفض على صوت والدتها مناديا
(عالية .عالية ما بالك يا ابنتي تجلسين كتمثال ....ألن تسلمي على زوجك أم ماذا؟
رفعت حينها عيناها لتصدم بالنظرة المتحدية في عينيه البنيتين وهما تتمهلان على ملامحها بتأني احرقها شوقا له ....
ولكن ......ابتسامته المتواطئة استجلبت مثلها لديها لتنتفض بنظرة متوعدة منه
فتتقدم بخطوات متئدة
لتقف قربه تمد يدها وترفع رأسها لتطل على ملامحه فهو رغم نحافة جسده مقارنة مع أخويها الا انه أطول منهم ببضع سنتيمترات
فتتفاجأ به يشدها من يدها مقربا إياها إليه يضع قبلة سريعة بجوار صدغها ويهمس بنبرة متامرة بجوار أذنها
(عقابك على برودة الترحيب هذا .....ستنالينه قريبا)
شهقت بصوت مسموع من حركته الجريئة أمام أهلها تلتفت حولها لتداري حرجها
حين اكتشفت أن الجميع تحرك للعودة إلى أماكنهم غافلين عن حركته
إلا أن عينان متلاعبتان تهويان المراقبة غمزتا بمكر...
.
.
.

اخطأت واحببتك لكاتبة ليلى مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن