بين المطرقة والسندان ٢

4.5K 145 65
                                    


##

راكان : أنت كأب لى.

مسار : وما التعارض سأكون أب وحبيب ، وصديق وأخ وكل ماتريد ، وستكون لى كل شىء ، ما التعارض راكان .

راكان : أنا متعب ،أريد الذهاب للمنزل ،دعنا نقل بارق من الجامعة ، فسيارتى هناك .

مسار: دعك من سيارتك اليوم ، سنأخذ بارق ، وسأذهب بكم للمنزل .

كان يود راكان الرفض ، ولكن الرغبة فى التقيأ والغثيان جعلته يصمت ، ليذهب به ، هو يتمنى فى هذه اللحظة أن يذهب للجحيم .

وسرح للماضى، عاد لمراهقته وطفولته ، وحلمه المثالى ، سأقيم عائلة اختيارية ، عائلات الدم عبارة عن نظام فاشل لا يلبى الاحتياجات ، سيتخذ أصدقائة أخوه ، وتلاميذه أبناء ، واساتذته آباء ، وسيختار قله مختارة منهم لتكوين عائلة ، أب وأخ وابن ، أم ، لا أمهات ، فأمه كانت كفيله بجعله يكره كل فتيات العالم .

عندما خانه أصدقائة، تناسى الحلم كله ، تناسى كل أحلامه ، وكل احتياجته ، أصبح كماكينة يدرس ويعمل فقط ،ولا يتذكر أنه بشرى إلا حينما يكون مخمور أو بيده لفافة تبغ ، وعندما أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى أعلى طموحه العملى ، عادت احتياجاته تلح عليه مجدداً ، كتجمع صديدى مؤلم مهما تجاهله يؤلم ، وسافر لينسى ، ليجد بارق ويتجدد الحلم معه ، بارق لن يؤذية ، هكذا ظن عندما رآه أول مرة ، ولكنه غر ساذج كعادتة .

لا يؤذيك حدا راكان، احتياجك المريض هو ما يؤذيك ، قالت لك هتان مراراً، ما فات فات لا يمكن تعويضه ، خذ ما فى يدك ،وكف عن البحث عن المفقود ، قالت لك الباحث عن احتياجات قديمة كمن يقترب من ثقب أسود سيبلعه .

ها أنت تقترب ، ها أنت سيتم إبتلاعك ، جيد أريد أن أقع فى الهاوية ، أنت فى الهاوية بالفعل عزيزى مرحباً بك .

ليدخل بارق السيارة ويهمس فى أذن راكان الذى بالأساس لا يدرك وجودة .

بارق هامسا فى أذنه : أزلت الكور رغماً عنى كنت أود دخول الحمام ، ولم أجدك لتضعهم لى .

ليهز راكان رأسه .

ويسرح مجدداً

بارقى كنت أود الاعتناء بك ، حتى تكون أسرة ، أحبهم جميعاً ويكونون أقرب لى ممن هم من دمى  .

فلتكون أنت أسرة ، أكونها بطريقتى بطريقة اختياريه ،لا إجبار بها ، هذا هو وهمى الذى يتفتت الأن .

فمن اخترته ابن يريدنى حبيب ،ومن اخترته أب.

وهنا ضحك بصوت مرتفع

راكان 🥂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن