الفصل الثامن

152 9 0
                                    


الفصل الثامن....................




تعرق جسدها و ارتجفت اوصالها و شعرت بالانهيار و الغثيان و بدأت ترى وجهه حينا و حينا اخر يختفي من امامها و عندما ترك يديها تهاوت و سقطت على السرير و ابعدت خصلات شعرها و هي تتطلع اليه بذلة و انكسار.

تطلع الى المرآة المهشمة و نظر اليها من الاسفل الى الاعلى وخرج.

غمرت وجهها بالوسادة و ضغطت على اسنانها بقوة يا ويلها لقد سقطت بالفخ و اكلت الطعم........... تيم في السجن و سيبقى لسنوات عديدة هناك................. باتريك دبر كل شيء بإحكام............... يا لسذاجتها عندما صدقته............. امتلكها باتريك و سيقتلها قتلا بطيئا انها في سجن حقيقي لدى سجان لا رحمة بقلبه.

بعد مرور الوقت اعتدلت في سريرها و نظرت الى الخاتم بيدها و ابتسمت بأسى عندما تذكرت تلك الايام................... ايام الخداع ايام كان باتريك ينصب شركه عليها............... انها اخطأت و اذنبت سابقا و الجرم قد وقع منها لكن الان بأي طريقة ستكفر عن ذلك الخطأ؟............ كيف لها ان تكفر عن ذنبها؟
انها عاجزة و لم تجد امامها الا الاستسلام للحكم الذي اصدره باتريك عليها.................... يا الهي ليتها لم ترتكب تلك الجناية ليتها لم تتفوه بتلك الشهادة الزائفة اين كان ضميرها؟

نزلت السلم ببطء و اثار الحزن بادية على تقاسيمها رغما عنها و شكلها لا يدل على انها عروسا سعيدة بل بدت باهتة بفستانها البنفسجي البسيط و شعرها المربوط الى الخلف بطريقة مهملة و لا مساحيق تزين وجهها الشاحب ........
جذبها صوت عزف موسيقى من احدى الجهات و تتبعت ذلك العزف الجميل حتى وصلت الى الفناء الخارجي و اسندت جسدها على احد الاعمدة الرخامية و هي تراقب ميليسيا التي كانت تعزف بالهارمونيكا و كان عزفها متمكنا و رائعا و حزين............... قاومت دموعها لكنها خذلتها و انهمرت دون توقف................
التفتت ميليسيا اليها و ابعد الهارمونيكا عن فمها و قالت بضيق: "ماذا تفعلين هنا؟................ احب ان اكون وحدي"

ثم نهضت و اقتربت منها و تأملت عينيها و قالت باهتمام: "انت تبكين.............. لماذا؟"

هي و بحزن: "ان عزفك رائع و حزين.................. تذكرت عائلتي"
تطلعت بها ميليسيا من الاسفل الى الاعلى و تركتها و ذهبت.
جلست هي في مكانها و تطلعت الى سندان كبير فيه زهور غامقة اللون و رفعت بصرها بسرعة عندما قال شاب بسرعة ادركت انه رونالد: "كلوديا.................. انت كلوديا؟"

نهضت و ابتسمت قائلة و هي تمد يدها اليه لتصافحه: "و انت رونالد.................. تشبه باتريك كثيرا"

صافحها قائلا ببشاشة: "و انت تشبهين البدر"
ابتسمت و تطلع بعينيها وتلاشت ابتسامته قائلا: "كأنك باكية؟"

هي و بجدية: "نعم............... لقد اثارني عزف ميليسيا"

اقترب و جلس قائلا بهدوء: "اوه ميليسيا مولعة بالعزف على الهارمونيكا منذ صغرها.............. منذ وفاة اخي و هي تعزف بطريقة حزينة اذ كانت قريبة منه جدا.............. لكن شاءت الاقدار ان يرحل و هو في ريعان شبابه"

لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن