الفصل الثانى والعشرون

145 9 0
                                    


الفصل الثاني و العشرون..............


و افلتت من يديه و اسرعت الى الغرفة الوحيدة و وضعت يديها على وجهها........ انها خائفة....... خائفة منه....... ما الذي يريده منها و بهذا المكان البعيد؟........... ايريد ان يقتلها كما فعل مع
سيمون شارلي؟
و التفتت بسرعة و فزع الى الباب عندما دخل اليها وفي عينيه بريق غامض و قاتم بدى لها مخيفا و انتقاميا.

قالت بأنفاس متلاحقة و هي تراقب خطواته باتجاهها و بنبرة رجاء: "علينا ان نعود ارجوك........... لا اريد البقاء هنا........ انه مكان موحش"
اقترب جدا و قال بنظرات جامدة و صوت خافت: "نعود.......... لكن ليس قبل ان.......... تعترفي"
تطلعت بوجهه باحثة عما يدور برأسه لكنها لا تفهم منه شيئا سوى كتلة الغضب بملامحه و صوت انفاسه المرتفع قد اربكها حتى اغمضت عينيها بقوة عندما اطبق على ذراعها بقسوة و هو يقول: "اخبريني الحقيقة و لو لمرة واحدة يا كلوديا لقد ضقت ذرعا بأكاذيبك"

فتحت عينيها ببطء و ظهرت دموعها و هي تقول بتلعثم: "أي حقيقة؟......... لا افهم....... افلت ذراعي انت تؤلمني"

امسك بكلتا يديه رأسها و قال بصراخ: "ذهبت الى ذلك المسخ سيمون شارلي............. ما الذي يحدث كلوديا؟..... اخبريني الحقيقة الان............. اعترفي.......... أ تشغلين الفراغ الذي اتركه بك مع رجل اخر؟........ كم مرة قمت بخيانتي مع ذلك المعتوه؟"

قالت بصدمة و انفاس متسارعة: "انت غبي......... انت مجنون"

اشتد قوة عليها و قال و هو يقرب وجهه حتى التصق بوجهها: "ماذا عن بول؟....... انا ايضا اشك بعلاقتك معه و اكاد ان اجن............. رأسي سينفجر........... ارحميني بقول الحقيقة"

لمست شيئا من الضعف بنظراته و قالت باغتياظ و تحدي: "و ما الذي تتوقع من زوجة تعامل باحتقار على الدوام من زوجة مهجورة............. لا بد لها ان تبحث عن اخر..... لا بد ان اخونك كما تخونني"
ادمى شفتيها بصفعة قاسية و قال باتقاد و عينين كالجمر: "سأقتلك الان ايتها الحقيرة ......... سأقتلك"
و اطبق على عنقها قالت بصراخ: "اقتلني............ هيا اقتلني كما قتلت سيمون"

شعرت بالاختناق تحت ضغط يديه على عنقها و هو يقول بهستريا: "لماذا ذهبت الى سيمون اعترفي ماذا حصل بينكما قولي كل شيء الان"
ضعفت يديها و هي تمسك بيديه و ادركت انه يحاول قتلها بالفعل و لم تعد تستنشق الهواء حتى قالت بصعوبة: "ميليسيا........... "

ارخى قبضتيه واستنشقت الهواء بقوة و هي تمسك عنقها و شعرت انها في مأزق و قد نطقت باسم ميليسيا رغما عنها ارادت انجاد نفسها من الموت.
قال بصوت مخنوق: "ميليسيا؟........ ابنتي؟......... ما بها؟...... و ما دخلها الان؟"

تراجعت خطوات قائلة بضعف: "انت تهمل ابنتك و تشغل نفسك بأمور اخرى........ تقضي معظم الوقت تجري خلف الثأر و الانتقام و تترك ابنتك بمرحلة عمرية خطرة و حرجة....... الفتاة بحاجة اليك و ليس كافيا ما تلعبه من دور الاب المراقب من على بعد.......... اسألت نفسك يوما ان كنت تمارس دورك بصورة كافية؟........... اهم شيء بحياتك ابنتك انت تكاد تخسرها من اجل........... مجرد امور لا تقدم و لا تؤخر........... انتقامك مني لن يرد لك شقيقك يا باتريك"

لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن