لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر

الفصل السادس والعشرون

الفصل السادس و العشرون.................

المحتوى الان غير مخفي

تغيرت ملامحه و ابعد بصره ثم سار و جلس على السرير و فتح ازرار قميصه ثم خلع سترته بصعوبة و راقبته بحذر اذ شعرت باضطراب صحته و ركزت به بقلق و هو يدعك بصدره ببطء و كأنه لم يعد قادرا على التنفس......... اسرعت اليه صارخة عندما اختل توازنه و وقع على الارض.
فتحت باب الغرفة و نادت بصراخ: "رونالد............. رونالد"
و وضعت يديها على وجهها و هي ترى باتريك مغشيا عليه.................. هبوا اليها جميعا و عندما دخلوا الغرفة اسندت رأسها على الباب و راقبت رونالد الذي حمله من ظهره وفتح قميصه و قال على الفور: "اتصلوا بالإسعاف هيا لا تنظروا الي هكذا"
وضعت ميليسيا يدها على فمها و قالت بصوت خافت و مصدوم: "ابي.........."
كارين و ببكاء: "اخي لم يحتمل كل هذه الضغوط لقد تعرض لما فوق طاقته .......... اللعنة عليك يا كلوديا.......... قتلت اخي"
اتسعت عينا كلوديا و تخيلت ما تحمل هذه العبارة من مضمون............. وضعت اندريا الماء على وجهه و هي تقول بأنفاس متلاحقة: "نعم........... لقد قتلت ابني"
ارتجفت شفتيها ثم جذبت ميليسيا التي تبكي بصمت و عانقتها قائلة: "لا تخافي............. انت بريئة يا ميليسيا فأدعي الله ان يساعده"

في المستشفى منعوا العائلة من رؤيته و كانت هي تجلس بعيدا و وحيدة و تفكر بمقدار الضغوط التي تعرض لها باتريك اليوم و كل يوم.......... عندما اقبل من الخارج لاحظته شاحبا قليلا و عندما رآها تبكي انفعل بوضوح و بعدها اصبح عصبي المزاج عندما علم بحضور بول و المشكلة التي حدثت و كلام بول القوي المركز و الاساءة اليه بالكلام من قبل كارين و ذلك عندما تحدثت عن الحبيب المستتر و سماعه لكلام ميليسيا بشأن عدم رغبتها بالبقاء في البيت بعد رحيلها و ادرك مدى تعلق ابنته بها ثم................ كلامها هي الذي ينطوي على الانذار و اللوم و المحاصرة له و اغلاق المنافذ امامه.............. كل تلك الضغوط اسقطت باتريك منهارا.
سمعت الطبيب يقول عدة مرات: "ما بكم الا احد يجيب؟....... هل تعرض لمثل تلك الحالة سابقا؟"
اسرعت هي و قالت بشحوب: "بلى.......... لكن ليس تماما"
الطبيب و بانزعاج: "لغز هذا؟.......... تكلمي بوضوح اكثر"
شرحت له كيف شعر بالضيق و الاختناق في مرة سابقة................. قال جورج بشيء من الضعف: "حالة ولدي سيئة يا دكتور؟......... أ ذلك مؤشر خطير؟"
تطلع الطبيب حوله مارا بكل الوجوه ثم انتهى بوجهها و قال: "حصل له ارتفاع كبير في ضغط الدم........ و لولا انقاذه بالوقت المناسب لفقدتموه......... كاد ان يذهب بها"

اخفت كارين وجهها و قالت اندريا ببكاء: "ماذا تقول.......... كاد ابني ان يرحل عن الدنيا؟.......... رباه"

اما هي فكانت تنظر الى الطبيب بصمت و بداخلها شعور عجزت عن فهمه و وصفه كان كل شيء بداخلها مشلول حتى لسانها و عينيها جامدتين عن الدموع......... كلما تدركه الان انها السبب بما حدث.
ابتعد الطبيب و تركهم هكذا بصدمتهم و قال من بعيد و هو يدخل احدى الغرف: "تفرقوا............. و انتظروا في البيت افضل من هذه الفوضى........... لتبقى زوجته ربما تستطيع رؤيته في وقت ما"