الفصل السادس عشر

168 8 0
                                    



الفصل السادس عشر

اعتدلت في السرير و وضعت يديها على عينيها عندما اضاء النور و كانت الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل ............ قال و هو يتأملها: "كيف لك ان تنامي دون ان تنتظرينني حتى تفسرين لي الكثير مما يشغلني"

قالت بجفاء: "ليس لدي ما اقوله لك............ و اود ان انام"
خلع سترته الرمادية و فتح ازرار قميصه العليا و قال بنبرة آمرة: "انهضي يا كلوديا............ و كلميني بتهذيب"

زمت شفتيها و ابعدت الشرشف عنها و نهضت و اقترب هو بخطوات بطيئة...... مدت يدها لتناول القطعة الاخرى من قميص نومها الاحمر........ امسك يدها و منعها من ارتدائه قائلا: "اريدك ان توضحي لي الامور هكذا........ بقميصك الجريء هذا"

شممت رائحة الخمر بأنفاسه و قالت بسرعة: "باتريك انت ثمل و لست مستعدة للخوض معك في الكلام عن أي شيء"

قال و هو يجذبها اليه بقوة: " لأي شيء مستعدة اذن؟ ............. لا اظنك لا تتوقين الى ما سأفعله الان"
قالت بضيق و ضعف: "اتركني يا باتريك و كفاك"

توقفت عن الكلام عندما فاجئها بقبلة متقدة........ تجمدت بين يديه و لا تدري ما عليها فعله اتستسلم له ام تصده؟........ حاولت ان تتناسى كل شيء فمثل تلك اللحظات لا تكرر و رغبتها الكبيرة به اصبحت من الصعب مقاومتها ............. بعد ثواني من الاستسلام احتقرت نفسها و هي بين يديه مستسلمة له و لعناقه و تذكرت ما الحقه بها الليلة من استهجان و تحقير امام الناس و تذكرت موقفه مع عشيقته و وقوفه الى جانبها للسخرية و الاستهزاء فابتعدت و قال باستنكار: "لا يحق لك ما تفعله الان............ لقد اسأت الي كثيرا الليلة اضافة الى كل الايام التي مضت"
امسك ذراعيها و اعادها بقوة و هي دفعته و قاومته و دفعها على السرير و تطلع اليها بغضب ثم ابتعد و اعتدلت ببطء قائلة: "عليك ان تطلقني ............ كفى فضائح امام الناس انت تسيء الى نفسك اكثر مما تسيء الي اجتماعيا.................. الناس تنفر من افعالك معي لاسيما اهلك"

استدار و نظر اليها ثم ابتسم قائلا: "اطلقك؟.............. لا تعرفيني بعد كلوديا.................. لا تعرفين انني عندما اقول كلاما اكون واثقا من تنفيذه .................... و انا وعدتك انك ستموتين هنا و لازلت عند وعدي"

ثم تتطلع اليها بالتدريج و قال ببطء: "لست مظلوما بزواجي منك و لست خاسرا............. فأنا اجده انتقاما ممتع............... يكفيني ان انالك متى اردت ......... انت جزء من ممتلكاتي و سجينة لدي و عاجزة عن فعل شيء سوى الرضوخ لي"

شعرت بضعف بجسدها و دوار شديد و كاد ان يصيبها الاغماء فاستلقت على بطنها .............. ليتها لم تتكلم معه أي كلام لتسمع منه كل هذا الغرور و الكبر الذي يغيظها و يشعرها بالعجز و الشلل.
التفتت بسرعة عندما سمعت باب الغرفة يغلق ............ لقد ذهب............... سمحت له ان يذهب اليها ......... سيمضي الليلة مع جوانا ............ عضت على يدها بقوة و قالت بصوت خافت و تعيس"لا تذهب ارجوك........... لا تذهب"

لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن