الفصل العشرون

152 9 0
                                    

ط

الفصل العشرون..............


تغيرت ملامحه تدريجيا و ابعد بصره ثم استدار الى الناحية الاخرى و فضل السكوت للحظات ثم قال و هو يسير في الغرفة ببطء و كأنه يتكلم مع نفسه: "كان هدفي ان ارى بعيني عذاب قاتلة اخي و اتسلى بذلك.......... و اعيش حياتي كالناس"

هي و بصوت خافت: "لا اراك متسليا و لا............ سعيدا بما تفعله"
ابعد بصره و ساد صمت.
عندما مرت ساعات من الليل كانت هي مستلقية في السرير و مستديرة الى الناحية الاخرى و سارحة بقضية ارثر........... انها سارت بخطة الى المنتصف.......... لكن من اين لها المال الان لتسعف شقيقها؟
لو تملصت سيكون ذلك عارا عليها و كشف لكذبها امام باتريك.

التفتت ببطء اليه و رأته هو الاخر سارحا و محدقا امامه بدون هدف....... انه ينام بجانبها لكن لا كلام و لا حركة و لا لحظة نسيان او لحظة ضعف تقربهما.......

قالت و هي تستوي في نومها: "اين امضيت الايام السابقة؟"

لم تسمع منه اجابة ........... قالت بتردد: "اسمعت عن مقتل سيمون شارلي؟"

ايضا لم يرد و لم يأبه لها......... شعرت بالحرج من موقفها معه و استدارت الى الناحية الاخرى ........ تحرك السرير وشعرت انه استدار ليعطيها ظهره فالتفتت لتجده مستديرا اليها...... ابعدت بصرها بسرعة.........

استسلمت للنوم و انتبهت من نومها لتجد نفسها تنام بحضنه حرصت ان لا تتحرك حتى لا تفقد هذه الميزة لكن كيف؟............أ هي فعلت ذلك؟

ادركت انه نائما و خفق قلبها بعدم استقرار ثم خشيت ان تكون هي من اقتربت دون ان تشعر و ستتعرض للحرج عندما ينتبه فابتعدت ببطء لكنها واجهت مقاومة بذراعه و ابتسمت و تجدد الامل بقلبها لكنها فكرت ان تكون هذه ردة فعل منه و هو نائم لا يشعر بنفسه و ليس له هدف من ذلك فتبدد كل شيء..

تلاشى النعاس من عينيها و بقيت مستيقظة بقية الليل تارة تفكر بآرثر و تارة اخرى بسيمون شارلي....... و كثيرا ما فكرت بعلاقتها مع باتريك الان سيحذر منها و لم يعد يأمن لها حتى لا يكرر الخطأ نفسه ........ انه يعتقد انها تريد ان تحرفه عن قراره بأي طريقة.

ان حملها كان خطـأ جسيما فرق كثيرا بينهما و اوجد المشاكل الكبرى بدلا من ان يغير الواقع الى الافضل.

شعرت بذراعيه تقيدان جسدها و هي مستديرة الى الناحية الاخرى ......أ هذه قيود الانتقام ام قيود عاطفية؟

فجأة شعرت بالضيق من ذراعيه و اختنقت و كأنه يقول لها هذا مصيرك معي قيود بقيود.

في اليوم التالي فكرت ان تطلب العون من بول لعله يتفهم و يكتم الامر.

هذه الفكرة نضجت بداخلها و وجدتها الحل الامثل......... اتصلت به و فورا اجابها و طلبت منه ان يأتي اليها لموضوع شخصي.
و هي تنتظره ادركت انها لم تصيب هذه المرة........ فبول يكن لها مشاعر ما لماذا عليها ان تقربه بهذه الطريقة بعد ان اخمد عاطفته اتجاهها بالزواج و الابتعاد ؟................. مرة اخرى تؤثر مصلحتها و تكون انانية ........ يبدو ان هذه خصلة ملازمة لها تقدم صالحها على حساب الاخرين....... لكن الاضطرار يدفعها دائما هي لم تنوي الاضرار بالاخرين.

لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن