لست بريئة
الفصل الثالث و العشرون...............
في اليوم التالي كان طريق العودة هادئا و طويلا لقد امضت يوما و نصف خارج القصر مع باتريك و هي لازالت ترتدي نفس الفستان..... فستان السهرة!.... ماذا ستكون ردة فعلهم؟
فركت يديها ببطء و هي تتخيل الاسئلة التي ستطرح عليها .......... رن هاتفه و رأته يفصل الخط عدة مرات ثم اغلقه تماما ووضعه في جيبه ...............أ هذه جوانا؟
لا يريد ان يتكلم معها الان ربما يريد ان يذهب اليها بنفسه و يرضيها حسب طريقته............ ليس له العذر على خيانتها بعد لن تسمح له بذلك بعد ان اثبتت له حبها اكثر من مرة.
بقيت مركزة في ظلمة الطريق و مررت يديها على ذراعيها العاريين لشعورها بشيء من قشعريرة برد الليل و راودتها بعض ذكريات ما جرى بينهما و بقيت تتساءل عن مشاعر باتريك التي بدت لها متناقضة و غير مفهومه من الصعب تحديد حقيقة قلبه و مشاعره ........ ليتها تستطيع ان تطلع على اسرار ذلك القلب المعتم الشديد التكتم و الغموض.
رمقته بنظرة خاطفة و ابعدت بصرها رأته كما كان عندما توجها الى ذلك المنزل محافظا على هدوئه و انيق اللباس و المظهر........ ان كل التغيير بها هي اذ بدت بحالة يرثى لها.
عندما اوصلهما السائق الى القصر استطاعت الوصول الى غرفتها دون ان تلاقي احدهم و بسرعة استحمت و انشغلت بإضفاء المظهر اللائق على نفسها ......... هذه المرة كان فيها اختلافا كبيرا اذ بدت غير واثقة من نفسها تماما و ذات شخصية مهزوزة و متناقضة امام نفسها و لا تدري متى و كيف ستستعيد توازنها و استقرارها و هل يجب ان تخبر ميليسيا بما حصل؟
ستفقد تلك الفتاة الثقة بها كليا و لن تجعل منها امينة لأسرارها بعد اليوم .......... ميليسيا فتاة صغيرة و لم تصل الى المرحلة التي تتفهم بها مواقف الاخرين.............. لم تنضج بعد حتى تعلم ان كلوديا مضطرة للاعتراف .
ستكون بداخل نفسها مستاءة و حزينة و تعود لتشعر انها وحيدة و منعزلة و لا احد يفهمها.
تلك الصغيرة تعاني الكثير من انعدام الثقة بالآخرين خاصة والدها انها تخافه و تتهيبه الى درجة اخفاء كل شيء عنه.
وهو يعتقد انه الاب المثالي المتفهم الذي يعرف كل ما يدور حول ابنته و بداخلها.
انه منشغل بالتفكير بانتقامه و الثأر لأخيه و لم يدرك انه بذلك يضيع ابنته و يهمشها .......... يوفر لها كل شيء و يدللها لكنه لم يصل الى مرحلة التقارب الروحي معها.
و الان ي قلقة بشأن ما سيحدث مع الفتاة...............
على مائدة العشاء اقبلت بكامل اناقتها و جمالها و عطرها و ابتسامة فاترة على شفتيها و كأنها تريد الاثبات للجميع انها على خير ما يرام و لم تواجه مشاكل مع باتريك........ تريد ان تظهر انها امرأة قوية و جديرة بإدارة حياتها مع ذلك الزوج الدكتاتور.
كانت الوجوه كلها متجهة اليها و شعرت بالحرج امام نظراتهم المتسائلة و المنتظرة عدة تفاسير على غيابها......... ركزت بها ميليسيا بملامح قلقة و متفحصة و قالت هي بلطف و شفافية: "مرحبا"
جورج و بهدوء: "اهلا بك تعالي و اجلسي هنا"
ثم بدئوا يتبادلون الاحاديث العادية فيما بينهم و كأن لا شيء حدث لا احد تطرق الى موضوع غيابها مع باتريك حتى يجنبوها الحرج.
اقبل باتريك و انضم اليهم و جلس قائلا ببرود: "طاب مساؤكم"
و رمق ميليسيا بنظرة ثاقبة و عميقة جعل الفتاة تتسمر بمكانها و اضطربت يدها التي تمسك بالملعقة بوضوح تحت تأثير نظراته السوداء.
![](https://img.wattpad.com/cover/317273747-288-k592618.jpg)
أنت تقرأ
لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر
Romanceاستلقت الى جانبه و تطلعت الى وجهه و بدأت تشك بنفسها ربما هي بالغت كثيرا بقلقها و مخاوفها .......... انه ما زال كما هو ما عدا ذلك التصرف الذي بدر منه.......... وجدت له العذر و اقنعت نفسها انها متوهمة و انه لم يخطأ معها و ان عاملها بشيء من الخشونة و ح...