تهاطلت الدموع من عينيها الزرقاوتين كجريان النهر و سقطت على ركبتيها منهارة تصرخ بأعلى صوتها و تعتصر بيدها كأس الماء لينكسر في يدها و تنساب منها فيضان دماء .....جرح قلبها لا يساوي جرح الذي في يدها ....ظلت تبكي و تبكي حتى انقطعت احبال صوتها لتتقدم اليها صديقاتها و يجدن ذلك المنظر الذي افزعهما
الأولى: احضري السيدة بهيرة بسرعة!!!
لتذهب الأخرى سريعا تدفع فتيات الحريم اللواتي شكلن فرقا تتزاحم لرؤية مشهد الملك و حبيبته لتصل الى بهيرة التي كانت تطل من نافذة غرفتها و تذرف الدموع بحرقة و بيدها كثيرا من المناديل تخفي بها تعابير وجهها الحزينة....
الفتاة: سيدة بهيرة.....
بصوت متحشرج: ماذا هناك؟؟
التقطت انفاسها لتنطق: سيدتي تسنيم انها تبكي و قد جرحت يدها ..اخاف ان يغمى عليها...
لتستدير اليها فتكتشف وجهها المحمر من البكاء
الفتاة بقلق: سيدتي هل انت بخير؟؟
اجابت نافية و تبعتها نحو المصحة....استجمع الخدم قوتهم لحمل فارس الى داخل سيارة جده بينما يوجه كلامه الى عمه:
سأقتلك يا قاسم....ايها المتكبر...تظن نفسك عظيما....لن تدوم عظمتك صدقني....
ليدخل جلال رأس ابنه داخل السيارة و يغلق الباب
لم يكترث له قاسم او احسسه بطعم الاهتمام بل كل عقله كان مصنما على ملاكه التي تنظر اليه بسحر جمالها لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته الضاحكة حينما أغمي عليها ليسرع في حملها الى صدره و اخذها مباشرة الى غرفته.....
تفرقت الحشود من الحريم و المتفرجين ليغادر كل واحد الى عمله اليومي ....فتح الخدم باب غرفته الملكية ليضعها برفق و حذر فوق سريره ...حضرت الطبيبة فورا و تفقدت درجة حرارتها لتجدها معتدلة و تفحصت كل انش من جسمها لتعقد حاجبيها و تتأكد من سماع شيء ما في منطقة البطن ....
قاسم بتوتر: ماذا هناك؟؟؟ هل هي بخير؟؟
ابتسامة اعتلت وجهها لتبشره بما علمت به
الطبيبة بفرح: مولاي سيأتيكم طفل....الآنسة سلمى حامل!!!!
لمعت عيناه من السعادة و رفرف قلبه من السعادة اخيرا بعد سنوات سيصبح ابا مع الفتاة التي اعطاها قلبه لم يشعر بالسرور و البهجة منذ زمن طويل و ها قد تحقق حلمه.....انحنى عندها و قبل جبينها ثم تحسس بطنها الصغير و طبع قبلة خفيفة عليه
لتتركه الطبيبة و اغلق الخدم الباب فبقيا لوحدهما
خلع ثياب العمل و اكتفى بارتداء سروال فضفاض لينام بجانب سلمى محتضنا اياها بقوة.........دلفت الاثنتان لتجدا الفتاة الثانية خارجة من الغرفة تبكي و تخبر بهيرة ان تسنيم فقدت عقلها
ما ان فتحا الباب ليشهقا من الصدمة ...كل ركن من الغرفة مطلي من الدم ....شعرها مبعثر و السرير الطبي منقلب ....كل ما في الغرفة مكسور...
اشارت بهيرة للممرضات حتى يقيدنها على السرير
تسنيم بتألم: سيدة بهيرة لم هي ....اخذت الملك مني...ارجوك عاقبيها...
بهيرة بقلة حيلة: اذا احبها الملك فلا قوة لي ....
لتتركها فصرخت الشقراء بتهديد: سأقتلها و انتقم...لن تفلت مني يا أنا ام هي!!!!اسرع حمزة الى احضار صباح الى المستشفى فدخلت العناية المشددة ....ظل علي يتصل بأخته رجاء لكن لا ترد فلعن اللحظة و خشي ان يخبر اباه القلق على تدهور حالة امه الصحية .....
بينما في مكان آخر.....
تصرخ رجاء ببكاء و الرجل يعتصر عنقها و يعتدي عليها
رجاء بين انفاسه تبكي بحرقة: ارجوك اتركني ما الذي فعلته لك اليس لديك اخت اتركني....
لم يسمع لتوسلاتها بل شرع في خلع سرواله لتشهق برعب و هي مقيدة بين يديه ..تركته مشغولا بتقبيل شفتيها لتعضه و تركله في منطقته و ركضت تجري في اتجاه الشارع هاربة منه و هو بدوره يتبعها لتقطع الطريق و تقف مذهولة من سيارة سوداء خلفها العديد من سيارات اخريات ضربت ذلك المتحرش فسقط على الأرض....
خرج هاشم من السيارة: الله اكبر الم ترى الرجل يا أبله؟؟؟
السائق مخفضا رأسه: لم أره يا مولاي لقد ظهر فجأة!!!
تقدم اليه الجد هاشم ليتفحص وجهه بصدمة: انه ادريس ابن خالي الملعون.....ما الذي يفعله في الليل؟؟؟
ليلتف الى يساره و يلمح رجاء تبكي و ثيابها ممزقة
ففهم الوضع لاعنا و نادى عليها فتراجعت للوراء بهلع
هاشم بحنان: لن اؤذيك صدقيني سآخذك للمشفى فحالتك حرجة....
رجاء بأنفاس متقطعة: ابتعدوا عني ....اللعنه
لم يرد الجد الضغط عليها ليتركها و يتجه الى حراسه الذين اتصلوا بسيارة الاسعاف فجاءها اتصال من اخيها علي لتجيب:
علي بغضب: اين انت يا غبية امنا في المستشفى و انت لا زلت غائبة لم لا تردين؟؟؟
بصدمة: مستشفى...اي مستشفى؟؟
لتترك الاتصال و تنادي على الجد بقوة
رجاء: سيدي ارجوك خذني معك الى المستشفى
ابتسم لها هاشم و فتح لها باب السيارة لتدخل مرتعبة لكنها مضطرة تفكر في الوصول سريعا لأمها..تململت سلمى بضجر لتزفر بتعب: قاسم ما الذي تفعله ؟ لا تنم فوق بطني فبداخلي وجع شديد!!!
ضحك قاسم مقبلا خدها: اعلم فابننا لا زال صغيرا جدا....
رمشت بغير تصديق: ماذا تقول مولاي؟؟
داعب مقدمة رأسها بحب قائلا: سيصبح لدينا طفل يا سلمى ...سنصبح ثلاثة انا انت و هو
ليشير الى بطنها ...
سلمى: اههه لهذا السبب عذبت الطباخ سمير!!!
مستغربا: عذباه في ماذا؟؟
سلمى بضحك: اكلت صحنين من طبق اليوم المعكرونة و الدجاج ذهبت عنده مرتين و عدت مرة ثالثة اطلب المزيد ما ان ينساني يراني بجانبه ارفع الصحن اليه....فيتفوه و يبكي بتعب...
ضحك الاثنان ليعانقها قاسم و يطبع قبلة على رقبتها
قاسم بعشق: رائحتك لا تفارق انفاسي يا سلمى
ظلت منكمشة في احضانه بشعرها المموج الجميل و الفستان بأكمام طويلة يظهرها كطفلة ....
سلمى بحزم: هذا يعني انه لا جنس بعد اليوم!!!
لتبرز عيناه بنظرة الخبث التي عاهدتها فنطقت بخوف: لا يا قاسم ارجوك ستقتلني انا و ابنك ارحمنا
قاسم بابتسامة ماكرة: ارجوك لا تحرميني منك يا سلمى ...سأغضب
اقترب من شفتيها لتنتفض من السرير و تسارع للخروج فوقف معترضا طريقها:
قاسم بابتسامة لعوبة: الى أين ؟
بقيت تفكر برهة ليقاطعها رافعا حاجبه : هل الى الحمام مرة اخرى؟؟
سلمى: لا الى المطبخ
قاسم بضحك: ارحمي سمير يا سلمى!!
سلمى بنرفزة: ابنك السبب هو من يريد ان يأكل و ليس أنا!!!
ذهب اليها و أجلسها فوق السرير
قاسم للحراس: احضروا لنا الطعام هيا...
ليلبوا الأمر حينا....
خرجت للحديقة السرية و خلفها قاسم لتجلس تحت ضوء القمر و استلقت فوق عضلات صدره
سلمى: هل تتذكر تلك الليلة يا قاسم؟
قاسم يلعب بخصلات شعرها الطويلة: امممم...
سلمى:كيف كنت ابدو حينها؟؟؟
قاسم: جميلة جدا....
لتنهض بسرعة: ليس صحيحا كانت اوراق الشجر عاقلة في رأسي و عطري ممتزج برائحة العرق
قهقه قاسم بقوة غير قادر على امساك ضحكته: لم تخبريني بهذا يا سلمى ؟؟؟
سلمى بعصبية: سبحان الله لم تشم رائحة العرق في جسمي او تقل كيف خرجت هذه من حديقتك كجنية الليل لو رأيت نفسي حينها و انا اخرج اليك لكرهت نفسي حقا...كنت ابدو بشعة!!!!
جذبها قاسم اليه : و رغم ذلك احببتك و عشقتك يا سلومة!!!
سلمى بتذمر: لذاك السبب حين استيقظت وجدت احمر شفاهي ملطخا على وجهي بقبل....
قاطعها قاسم بقبلة طويلة لتحاوطه سلمى بيديها و استلقيا الاثنين فوق العشب حتى طرق الخادم آذنا بالدخول....فدفعته لكنه لم يتزحزح من مكانه فرفعت بأصابعها ذقنه عن شفتيها و ظلت تحدق اليه فغمز لها قائلا: سأعود....
مكثت تنتظره مرتاحة على العشب و خيالها ينسج الكثير من الرومانسية لهذه الليلة......
VOUS LISEZ
عشقت القاصر
Romanceسلمى بين أحضانه تفكر: لن أعيش ذليلة كحريمه المكون من الغبيات فرغم انني قاصر سأصبح انا حبيبة الملك.. الملك من جهة: ليت القدر يخفي الحقائق ولا يبعدها عني لقد فتنت بها بل صرت اشتاق اشتمام رائحة جسمها اقبل عينيها امتص شفتيها ..جعلت حبها روتينا لي و لو...