انجذاب الأفاعي

2.8K 34 11
                                    

أجاب علي و والده حمزة المدينة بأكلملها يطوفان حي بحي معلقين صورة الطفلة على جميع النواحي
أكمل حمزة العمل ليزفر بتعب شديد:
منذ عشر سنوات و الحال كما هو...لم يبلغنا احد عن اختك و كأن الجن اختطفوها....
انهار على احدى الكراسي الحديقة فجلس بجانبه علي: ابي...لا اعرف ما أقول امي أراها كل يوم في حزن يكسر الصخور و انت جسمك صار ضئيلا و هزيلا من اللف و الدوران ...ارتح قليلا
حمزة منحني الرأس: امك ستسألني ككل يوم هل أديت واجبي أم لا؟؟ تظن ان بعملي هذا ستعود ابنتنا و هذا لن يحصل...طوال العشر سنوات بالضبط امك تجبرني على تعليق صور سلمى كل يوم و لا جدوى من هذا ابدا....لم يعثر احد عليها و لم نسمع خبرا عنها....نحن نضيع الوقت....في كل الأحوال
علي بحسرة: لا يمكن اقناع امي انها ماتت
حمزة: لا ادري ما أفعل....لم اعد قادرا على التفكير في كونها ماتت أو التراجع عن البحث عنها لكن ما العمل؟؟
علي: ألم تجد الشرطة شيئا ولو صغيرا يفيدنا في ايجادها؟
نفا الأب برأسه ليهتف له حمزة: فلنعد للبيت..امك بانتظارنا...
و ما لبث ان يلحق والده ليسمع كما من الشتائم لرجل ما فاستدارا للخلف ليجدا انه شرطي يحمل بيده احدى ملصقات ابنته
الشرطي بغضب: ماذا تحسب نفسك يا هذا؟ لقد امتلئت المدينة بقذارتك...كف عن الصاق هذه الزبالة و الا سأعتقلك ...
رد حمزة بحزم محاولا التراجع عن الغضب المتأجج بداخله: انا ابحث عن ابنتي منذ عشر سنوات يا سيدي...لقد اخت..
فقاطعه الشرطي دون ان يكمل كلمته الأخيرة: لا يهمني اجمع اوراقك و الا ستندم مفهوم...
صك الأب على أسنانه محاولا كبت غضبه ليربت علي على كتفه مخففا موجات غضبه: اهدأ يا أبي فلنرجع الى المنزل....

اقتنت رجاء بعد ما اشتهت ان تحضر معها للجولة مع صديقاتها و بعد تناولها وجبة الفطور الصامتة حملت حقيبتها و قبلت أمها التي انجزت لها سلسلة من الأوامر كي لا تبتعد عن صديقاتها و تظل برفقتهن
رجاء بفرح: سأتصل بك فور وصولنا يا أمي
صباح بحزم مشيرة الى الساعة: الساعة الثامنة تكونين في البيت مفهوم؟؟
أومأت بالطاعة و قبلت يديها ثم خرجت و قلبها يدق سعادة أخيرا تخلصت من جو البيت الكئيب....
كانت صديقتها شيماء برفقة فتاتين ينتظرانها بجانب حديقة وسط المدينة:
أسماء بشوق: ستكون ليلة رائعة يا فتيات ..أعرف مطعما فاخرا بجانب الشاطئ يحضر اليه سوى الأغنياء صدقوني...و به أكل شهي و رائع...
سهيلة بشوق مماثل: نعم صحيح المطعم مشهور و كل الشخصيات المرموقة تلجأ اليه خاصة في الليل
اه لو ألتقي بفارس الأحلام هناك....
أسماء: لا انا الأكبر بينكن انا اتزوج الاولى تريدين ان اظل عانسا
سهيلة: و ماذا ان ارادني انا يا أميرة الضفادع؟؟
أسماء بتهكم: ضفادع انظروا لبياض الزفت تتكلم؟ يجب ان تموتي الف مرة كي يحضر اميرك و يقبل جثتك....
تتشاجر الاثنتان و شيماء شاردة في التفكير بما سيمر عليهن الليلة ....تشعر بالخوف و حب الإستطلاع في الوقت نفسه خاصة انهما فتيات لوحدهن كلما تذكرت ما حدث لشقيقة صديقتها رجاء
تراجع نفسها لكن في الأخير تتفادى التشاؤم و تتوكل على الله
قطع تفكيرها رجاء ملوحة لهن:
أسماء بملل: ها قد جاءت السينيورة أخيرا!!!
سهيلة: اصمتي!!!
تقدمت اليهن و احتضنت شيماء بقوة ثم سلمت على سهيلة و بعدها أسماء التي نظرت لملابسها بغيرة
شيماء بإعجاب: ما شاء الله تبدين جميلة جدا!!
رجاء بخجل: شكرا و انتن فاتنات ايضا
اسماء بنوع من السخرية: من اين اشتريت الثياب؟
ردت بتلقائية: من المحل****
تأففت بسخرية: انه محل رخيص اما انا اقتني ملابسي كلها من فرنسا
عقدت شيماء حاجبيها بغضب لتنكزها سهيلة فأجابتها رجاء بلا مبالاة: لا يهم ان كانت غالية الثمن المهم ان ملامح الفتاة تبث بالجمال و الا فلن يظهر لا وجه و لا ثياب مع البشاعة...
خطت الاثنتان و ظلت اسماء خلفهما تتوعد الإنتقام منها على تلك الإهانة في صمت....

عشقت القاصرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant