في المستشفى.......

241 5 2
                                    

انكبت الأسرة على سرير صباح و هي تتمتم بكلمة واحدة : سلمى .....
زفر الأب طويلا و جلس يغلق وجهه بيديه بنبرة باكية: ماذا افعل يا الله ؟؟؟ بحثت عنها و لا اثر لوجودها كيف ستفهم انها ماتت سلمى ...كيف؟؟
تقدم اليه ابنه علي ليناوله منديلا فمسح الدموع التي انسابت على خديه مكث شاردا في زوجته صباح متأملا جهاز دقات قلبها التي تعلو و تنزل ببطء....
علي بحسرة: انها تتألم يا والدي....منذ ان كنت طفلا و الحزن يسكن قلبها و انا مثلها اتألم على فقدان اختي الصغيرة لو كانت حية لكانت في الثانوية الآن.....
حمزة: هذا ما كتبه الله لنا يا بني لكن سألوم نفسي دائما لأنني لم اقلها ذلك اليوم من المدرسة....
ربت علي يد والده: ليس ذنبك لم تكن تعلم انها ستخطف من المدرسة لا تلوم نفسك فهذا قدرها....
حمزة بتعاسة: كلما فكرت انها بين يدي من يعتدي عليها او قتلها بأي شكل من الأشكال قلبي ينقبض و يكاد ان يجلط ليتني مت بدالها ....
شهق بحزن كبير ليعانقه علي محاولا التقليل من احزانه لكن دون جدوى صحة صباح تأثر فيه و تجعله يمرض اكثر خاصة وان به داء السكري....

مشت رجاء بخطى متثاقلة لا تقوى رجلاها على المشي و الدماء تنسكب من رجليها لتمر من جانب الغرفة التي بها امها اباها و اخاها لتفتح عينيها بذعر و تطلب الله الا ينظر الاثنان في اتجاهها لأنها لم تكن لوحدها في المستشفى كان معها فرقة من الرجال :
هاشم الذي يكون جد الملك قاسم و خدامه الخمسة يتبعونه و ادريس الذي كان يتبع رجاء تلك الليلة و ضربته السيارة يأخذونه فاقد للوعي الى غرفة العمليات .....تمكنت من الهرب من انظار اباها واخاها لتدخل الى غرفة ممرضة حتى تعالج الذي قام ادريس بفعله لها تلك الليلة .....لم يهتم هاشم بأمر ابن خاله لكنه ترقب من بعيد حالة رجاء و هي تبكي بحرقة اشفق على حالها و ترك الممرضة تقوم بضمد جروحها .....
جلس على كرسي الانتظار آمرا حراسه ان يتركوه بعيدا عنه حتى يرتاح ....امورا كثيرة تشغل باله بهيرة تلك المرأة التي كانت يوما مكان سلمى في قصره يعشقها و امر حفيده الذي طلب الزواج من القاصر امام عينيه و امام جميع سكان القصر.......
صار يطأطأ بعكازه و يحك ذقنه خائفا من قرار حفيده كيف سيخبر العائلة و العالم انه سيتزوج فتاة بعمر ابنته سيفعل مالم يفعله جده في صغره هو ايضا خطف السيدة بهيرة و حبسها في قصره و هي في عمر الخامسة عشرة سنة....كان يعشقها بجنون لدرجة انه كتب لها قصران بتركيا و احث عليها ان تسافر معه لتلك البلد الى الأبد لكنها فرت من قصره و لم يراها الا بعد ان جاء الى قصر حفيده ....ترى اين كانت طوال تلك المدة بعد ان تركته ؟؟ لمن التجأت و هي صغيرة؟؟؟ ظن في تلك الأيام انها رمال الصحراء قد التهمتها فعاش بئيسا طوال عمره يحلم بلقياها .....تذكر كيف فرض عليه الزواج من فاطمة و هو عابس ليلة عرسه و انجب منها جلال و مراد و نجمة التي ماتت في بطن فاطمة التي سقطت على الدرج بسبب زوجها الذي خاف ان تفضح علاقته بفتاة قاصر "بهيرة " للعائلة كلها و الآن قد اصبحت مشلولة و لا تقوى كثيرا على الكلام بسبب ذلك الحادث هي تكرهه و تريده ان يتعاقب على افعاله تعرف جيدا انه لم يحبها يوما بل كانت غصة في حلقه و عائقا له بينه و بين بهيرة الخادمة الجميلة ذات العيون العسلية و الشعر الأشقر الداكن.....
هتف بداخله: لن اجعل قاسم يذق الفراق الذي عشته انا سأزوجه لسلمى ليعيش سعيدا معها و يعوضني بالمرارة التي عانيت بها.....اعدك يا قاسم ....اعدك
استفاق من شروده حينما خرجت الممرضة و توقفت امامه: سيدي لقد انتهيت من علاجها ستظل هذا اليوم في المستشفى لان جروحها عميقة....
تركته و ذهبت ليطرق في الباب نظرت اليه رجاء و حولت نظرها الى الأنوار المضيئة للغرفة....
هاشم بلطف: هل يمكنني الدخول؟؟
رمشت للحظات لتشير له برأسها بالقبول حمل كرسي و جلس بجانبها قائلا: كيف تشعرين هل انت بخير؟
زمت شفتيها بحرقة لتجيبه: و هل يبدو لك حالي اني بخير يا عم؟؟
زفر طويلا ليسألها : و ان اخبرتك انني سأنتقم لك فهل ستصبحين بخير؟
حدقت اليه رجاء باستغراب كيف لرجل ثري يملك سيارات و خدم و حراس و هيبة ان ينتقم لفتاة فقيرة؟؟؟
رمشت بعدم فهم: لي انا ؟ و من تكون؟؟
بلل العجوز شفتيه بابتسامة: من تحرش بيك اعرفه جيدا و حسابه عندي عسير انا لا اقبل لأحد من افراد عائلتي ان يعتدي على بنات الناس....
كلامه خفف من حرقة الغضب و الحزن التي بداخلها و شعرت انه رجل كريم و نبيل لتظهر اخيرا ابتسامتها: و كيف ستنتقم لي يا عمي؟؟
اتسعت ابتسامته لها: ماذا تقترحين علي؟؟
تنفست الصعداء و اردفت بثقة: اريده في السجن يا عمي.....
اعجب هاشم بثقتها ليخفض رأسه: قريبا سيدخل السجن و انت ستزورينه بنفسك
ظلت محافظة على ابتسامتها قائلة: اعدك يا عمي...
و سأكون بانتظارك....
ربت على كتفها لتبادله التحية و يغادر الغرفة ظلت لوحدها تنتظر بلهفة اليوم الذي ستراه في السجن لكن سرعان ما تذكرت صديقاتها لتتحدث مع نفسها: يا لهوي ماالذي حصل للبنات ترى ما حالهن ؟؟؟
تخيلت انهن مغتصبات و مقتولات لتشهق بفزع و تأخذ هاتفها المحمول ترن على صديقتها شيماء ................لكن لا حياة لمن تنادي هاتفها مغلق......
لطمت وجهها لتتصل بأسماء تليها سهيلة ولا واحدة منهن تجيب.....
اتسعت مقلتا عينيها من الخوف: يا ربي اين هن الآن ثلاثتهن مختفيات ولا واحدة تجيب يا رب احميهن يا رب!!!!!
نزلت الدموع من عينيها لوضع صديقاتها حتى انتفضت للممرضات و الأطباء يهرولون من ركن الى آخر نحو غرفة العمليات
رجاء بقلق: ما الذي يجري؟؟؟
استرقت السمع لإحدى الأطباء : حالته خطيرة و هو يفقد دما كثيرا علينا اسئصال دم له ....
لمست رجاء بقدميها الارض و مشت ناحية غرفة العمليات لتكتشف ان من يحاولون انقاذه هو الذي حاول اغتصابها لتضحك بسخرية قائلة: ربي يعدل دائما اخيرا ستموت و ارتاح منك .....تستحق ما يحصل لك.....
فتحت الباب و دخلت اليه ممددا على فراشه
لتسأله متهكمة : اين قوتك الآن؟؟ تستعملها فقط على البنات يا حقير؟؟؟ لنرى كيف ستقوى على العيش الآن.....
بدأت حبيبات العرق تنصب من جميع انحاء جسمه و يلهث بصعوبة و يرتجف بقوة مما جعل حاجبا رجاء يرتفعان بارتعاب حالته زادت سوءا و اسنانه صارت تصطك بصعوبة .....
خرجت من الغرفة لتسمع الطبيب ينادي بأعلى صوته : اهناك من لديه زمرة A ؟؟ و يعيد تكرار جملته نلتفا حول المشفى بأكمله....
بحثت بعينيها على ذاك الرجل العجوز لتجده قد رحل فاستغربت: كيف يقول ان ذاك الكلب من عائلته و مع ذلك تركه في هذا الحال و غادر....لترفع كتفيها بعدم اهتمام: لكنه يستحق....

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Sep 20 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

عشقت القاصرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant