سلمى الملكة👑💎

2.8K 45 12
                                    

دقت الساعة الثانية عشرة زوالا ....و الشوق يتآكل بداخل صباح التي تجوب المطبخ ذهابا و إيابا دون كلل و ملل ...تتأكد من وضعية الأطباق على الطاولة و ان كل شيء خططت له على ما يرام حتى تسمع للأخبار السارة التي تتخيل سماعها ....
المنزل صامت ... فالجميع منشغل بأعماله الا قلب الأم الذي ينقبض بهم واحد هو فقدان ابنتها سلمى الصغيرة التي كانت تتجاوز العمر عشر سنوات ....
تتساءل كيف هو شكل ابنتها الآن...هل هي جميلة كما كانت طفلة؟؟؟ ما الذي يحصل معها؟؟؟ هل تعرف أحدا؟؟؟ مع من تعيش الآن؟؟؟ كلما تعرفه صباح جيدا أن عمرها الآن سيكون السابعة عشرة سنة و قريبا في شهر مارس ستبلغ العمر الثامنة عشر....
صباح وسط متاهة من التفكير: يا رب...يا رب فلتكن اخبار مفرحة...فليرجعوا لي ابنتي الصغيرة....هذا هو طلبي الوحيد منك يا مولانا في هذه الحياة!!!!

رن جرس الباب فقفزت صباح من جلستها و همت
لفتح الباب ليظهر ابنها علي و زوجها حمزة يتعرقان من تعب المشي و حرارة الشمس
حمزة: السلام عليكم...
صباح بحماس: و عليكم السلام....ماذا أتيت لي يا حمزة ...ماذا وجدت الشرطة؟ ما الجديد عن ابنتي؟؟؟ هل وجدوا...
ليقاطعها علي بأسى: لا يأمي...لم يجدوا شيئا
شعرت صباح بصعقة تحرق احشاءها لتشد على قلبها و تتجه الى ابنها: كيف....لم....يج..دوا شيئا؟
أضاف حمزة ليزيد الطين بلة: لم يعثروا على اي دليل يقودهم اليها و كأن الأرض انشقت و بلعتها
صباح بصدمة: كيف لم يجدوا شيئا ؟؟؟ كل التكنولوجيا و المحققين و لم يجدوا شيئا؟؟؟ و نحن كل تلك السنين نخرج المال قرشا قرشا من كبدنا و نخسره على افراد الشرطة و المحققين حتى يفرحونا و لو بكلمة صغيرة ؟؟؟ لم ضحكوا علينا....
وقعت الام منهارة على الأرض تضرب رأسها قهرا ليجتمع الجيران على المنزل ثانية يدقون على صباح....
علي ببكاء: ارجوك يا امي هوني على نفسك ...ستموتين يوما ما...
صباح يزداد صراخها: دعوت فيهم الله!! اين الشرطة و الأمان؟؟؟ لو كان الأمان لما اختطفت ابنتي من قلب المدرسة ؟؟؟ اين كان الحراس عندما خطفوا ابنتي و هي طفلة؟؟؟؟ اين العدالة؟؟؟ حسبي الله و نعم الوكيل فيهم....من حرمني بابنتي دعوت له بجهنم و العذاب .....ليشعروا بعذاب هذه المرأة الفقيرة التي ليس لها سوى خالق الأكوان!!!!
حمزة بقهر: امسحي دموعك يا صباح ...لقد ضاعت منا للأبد ....يكفي لقد قهرت نفسك زمن طويل ..لا تأكلي و لا تشربي....
لتهجم عليه مزمجرة و الدموع ترقرقت بعينيها: لا سنعيد فتح القضية من جديد....انا لن أسكت ابدا...تلك ليست حشرة انها ابنتي!!!
حمزة بنفاذ صبر: مستحيل يا صباح....
جلس الاب بتعب على الكرسي لتتبع الام حركته: لقد تعبت يا صباح و اجهدت منذ ان اختطفت لا جدوى من ذلك ...(تأمل عينا زوجته المحمرتين ) لينطق دفعة واحدة: لقد اغلقت قضية اختطاف ابنتنا يا صباح....أنا آسف!!!
رمشت غير مصدقة لكلامه و ارتمت على الأرض تصرخ و تبكي محتضنة لصورة سلمى الصغيرة و هي تلعب بدمية ...تقبلها و تبكي حتى انقطعت أنفاسها و قصدت غرفتها ....تحشر نفسها في اغراضها مستنشقة رائحة صاحبتها تحت آمال حمزة و علي التي اندثرت طاقته في التراب بينما ابنه الغارق في بحر من الحزن الشديد على اخته الصغيرة و مشاهدته كل يوم لآلام والدته على فقدان ابنتها للأبد....

عشقت القاصرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant