الفصل الثاني

632 20 6
                                    


عنوان الفصل: «انتهاك!».

الألم يلاحقني وكأنه ظل لا يمكن الفرار منه!

صلوا على الحبيب المصطفى ﷺ ♥️

μ𝓲𝓶𝓸 ❥︎

✩←★

ــــــــــــــــــ

دقيقة من قراءة القرآن لعلها رسالة 🥺♥️

وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
ــــــــــــــــــ


مرحبًا! كما تعلمون... أنا سديم، عمري الآن أربعة عشر عامًا، قد أكون كبرت ونضجت قليلًا، لكن ليس لدرجة أن أغوص في عالم الكبار بغمضة عين، والآن، أعزائي الكرام، سأحكي لكم أصعب... بل أشق تفاصيل حياتي! كانت التحديات شاقة، كأن كل عقبة تقف أمامي جبلًا لا يُمكن تسلقه، وكان أول هذه التحديات أنني انتهكت أنا وجسدي.

ــــــــــــــــــ

تلك النسمات التي تضرب وجهي برفق، وأصوات الهواء المنذر بالمطر القادم تمر على أذني مرور الكرام، معبئة بروائح الطعام الشهي والمشروبات الدافئة التي تضفي لأنفي دفئًا خاصًا، مددت يدي بهدوء لخارج النافذة لأشعر بالهواء أكثر حتى انتشلني من تلك اللحظات المطمئنة صوت صفع الباب، فزعت من قوتها وبضع خطوات وشعرت به بجانبي تمامًا، ورغم شعوري بأن تلك الليلة لن تمر مرور الكرام إلا أنني باتجاه أنفاسه ونظرت مبتسمة بخفة متمتمة بجملتي المعتادة:

- لقد اشتاقت لك صغيرتك يا عبده.

لا رد، لا كلام، لم ألمح حتى ولو همسة! لكن لمحت الكثير من الأنفاس، أتعرفون؟ لم يكن بحاجة للكلام، تعتبر الأنفاس وسيلة لاظهار المشاعر المكبوتة بطريقة غير مباشرة، ونظرا لأنفاسه! كانت أنفاسه الثقيلة تخترق الصمت كالهواء البارد الذي كان يضرب وجهي منذ قليل، كل شهيق وزفير يزداد حدة وكأنه يشتعل غضبًا، شعرت بحرارة أنفاسه تقترب من وجهي، فكلما اقترب، تزداد دقات قلبي خوفًا، وكأنني أسمع صدى الغضب في الهواء من حوله.

قاطعت ذلك الصمت وتلك الأنفاس التي تكافح في الولوج من حلقي قائلة بتقطع:

- عبده... هل أنت... بخير؟

مع كل ثانية من صمته، شعرت بأن المسافة بيننا تضيق لكن الخوف بيننا يكبر، أنفاسه المتسارعة كانت تقتحم هدوء الغرفة، كأنها تنذر بالعاصفة القادمة، كل شهيق كان يحمل معه ثقلًا لم أتمكن من تجاهله، هل سيحدث شيء؟ ربما حدث بالفعل؟ كلما تأخر في الرد، ازداد توتري، رغم خوفي، لم أستطع كبح قلقي عليه، لقد تأخر عن العمل اليوم، ولقد افتقدته بشدة، لكن الآن... الآن أشعر أن ثمة خطب ما، ترددت للحظات، ثم نطقت بصوت مهزوز:

ألأنني عمياء؟ (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن