15-طرف الخيط

118 17 0
                                    

انتفض جالسًا يلهث بقوة بعد أن داهمه ذلك الكابوس المرعب.. يشعر بأن روحه تنسحب وأنفاسه لا تكاد تصل إلى رئتيه.. لتنهض بسنت فزعة على إثر صوت أنفاسه العالية تواتيه بكوب ماء بارد عله يهدأ ليتجرعه على دفعة واحدة ثم ينزله صدره يعلو ويهبط بشدة فقالت بسنت متأثرة: كابوس تاني؟! 

تكونت الدموع في عينيه يكاد يبكي مما رأى لتربت هي على ظهره تهدأه فقال عبدالقادر من بين أنفاسه بصوت مختنق: استغفر الله العظيم.. لا حول ولاقوة الا بالله.. ربي إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه

رقت بسنت لحاله فاقتربت تعانقه لتسيل دموعه على كتفها لتقول هي بحنان: متخافش يا عبدالقادر.. هي هتبقى كويسة وهترجعلك إن شاءلله.. ربنا مش هيضرك فيها باذن الله

ضمها له يشد على عينيه وكأنه يحاول محو ما رآه في كابوسه من ذاكرته.. مضت دقيقة على ذلك الحال حتى سمع رنين هاتفه لتناوله له بسنت وقد كان المتصل صديقه عماد الذي قال طالبًا بود: سلام عليكم صباح الخير يا عبدالقادر.. لو تسمح تيجي معايا نزور عتمان.. بقالي كتير ماشوفتوش وخايف اروح يحصل حاجة زي ما حصل اخر مرة

أماء عبدالقادر يسمح وجهه مجيبًا يقول بصوت حاول جعله ثابتًا: هاخد ميعاد للزيارة.. اجهز وهفوت عليك نروح
ليبتسم عماد يشكره قبل أن يغلق وينهض عبدالقادر يجهز نفسه لتقول بسنت قلقة: ما بلاش تنزل النهاردة يا عبده.. أنت مش مستحمل

تنهد عبدالقادر ينفي قائلًا: مينفعش يا بسنت.. لازم أنزل أشوف شغلي.. يمكن ربنا يهديني للحق.. هروح مع عماد عند عتمان.. لو احتاجتي حاجة كلميني.. خلي بالك من نفسك
قال منهيًا الحديث يخرج من الغرفة لتنظر هي في أثره حزينة على حاله
_____
وبعد سهرة طويلة قضاها بجانب فريال المحمومة ما بين أدوية وكمادات وهذيانها بما هو غير مفهوم هدأت حرارة جسدها أخيرًا
زفر مطمئنًا يتذكر ليلة أمس العصيبة.. أمير ذلك اللعين..كاد يصيبه بالجنون!.. لقد جعل الشك يتسلل إلى قلبه بخصوص كل شئ حوله.. لا يميز الحقيقة من السراب.. ليته يستطيع تذكر ما قبل الحادثة.. كان كل شئ ليكون على ما يرام.. تنهد يستغفر ربه يحمد الله على بلائه

تململت فريال في نومتها تفتح عينيها بتعب لتجد نفسها في غرفتهم على الفراش وهو يجلس جوارها ينظر لها مبتسمًا لتقول هي بوهن: أنا اي اللي جابني هنا

ضحك بخفة يزيح الكمادة عن رأسها يبدلها بأخرى قائلًا: أنت فقدتي الذاكرة ولا اي؟!

أمسكت الكمادة على رأسها تقول ناهضة بتعب: أنت أخدت دواك؟

وضع يدها الممسكة بالكمادات على رأسها يقول مبتسمًا: ركزي في نفسك بس ومتشغليش بالك بحاجة.. حاسة بايه دلوقتي؟

نظرت حولها لتعي أنها في الغرفة فقالت: الحمدلله بخير.. آخر حاجة فاكراها إني كنت نايمة ع الكنبة.. انا جيت ازاي.. اي اللي حصل؟

الصفر والواحد والتسعة 2 (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن