التقطت أنفاسها تشعر بالغضب يسري في عروقها.. تلك الحقيرة وذلك الوغد تلاعبوا بالجميع من أجل أهوائهم الشخصية.. رفعت رأسها قبالتهم تقول بأعين شعت بالبغض: ليه يا بسنت.. دة أنا سيبتلك كل حاجة عشان تعيشوا مع بعض مبسوطين.. فضلت سعادة بابا معاكي.. على سعادتي.. ليه عملتي كل دة.. دة أنت المستفيد الوحيد!
جأرت بها عنود بغضب تشعر بأن قلبها يحترق مما حدث لهم طوال الأعوام الماضي بسببها لتبتسم بسنت بتعالٍ تدنو منها قائلة: أنا كدة كدة كان هيتقالي مستغنين خدماتك بعد ما أفني عمري تحت رجلين أبوكي بسبب شوقه ليكي.. ماهو مش هيفضل باعدك عن حضنه طول العمر.. وأكيد في يوم كان هيختارك ويسيبني.. فقولت أقش وآخد مكافأة نهاية الخدمة من دلوقتي.. بدل ما أطلع من المولد بلا حمص
شملتها عنود بنظراتها المزدرئة ثم توجهت بالحديث لعماد قائلة بمقت: وأنت يا عماد.. استفادت اي ببهدلتنا طول الفترة اللي فاتت ورمية ابن عمك في السجن.. أنا مش قادرة أصدق إنكم عملتوا كدة في أقرب ناس ليكم.. كل دة عشان الفلوس!.. يخربيت الفلوس اللي تخليكم تغدروا بالناس اللي حبتكم بجد.. أنتم ملاعين! جيبتوا الخسة دي كلها منين!
قال عماد يضحك ساخرًا: من عند بتاع الخسة يا بنت الطحان
نظرت لها بسنت حاقدة: كان لازم أستغل تعلق أبوكي بيا.. وعشان تبقى فلوسه حقي كان لازم تطلعي أنت من الصورة.. فكانت الطريقة الوحيدة اللي أبعدك بيها عننا هي إنك تلبسي القضية دي.. عشان القاتل لا يرث.. وعشان عبد القادر روحه فيكي.. صدمة زي دي مع الأدوية اللي كنت بحطهاله كان يومين وهيسلم الشيفت.. يموت هو وأنت الحكومة بتجري وراكي ويا تتمسكوا ويعدموكم يا رجالتي يلاقوكم وفي الحالتين مكنتيش هتشوفي الشمس تاني.. وعماد ساعدني كتير ولسة هيساعدني مش كدة يا عمدة
حاوطها بذراعيه يقول مجيبًا: كدة يا روحينهضت عنود يديها خلف ظهرها مكبلتين تردف مصدومة: حطيتي أدوية ايه لبابا؟.. الله ينتقم منك يا بسنت.. دة مبيثقش في حد قدك حرام عليكي!
قالت الأخيرة وهي تحاول الوصول إليها لتضربها ولكن أعاقتها السلاسل
فابتسمت بسنت شامتة تقول: بصي بقى يا عنود.. احنا كدة كدة كفتنا هتغلب.. لأن روح الكل في ايدي.. فعايزاكي تهدي كدة لحد ما عبدالقادر يجي ونتفق.. ونشوف هتخرجوا من هنا على رجليكم ولا على ضهركم
رمقتها عنود بتجهم تصرخ غاضبة: ملكيش دعوة ببابا.. كفاية اللي جراله من تحت رأسك
لتقول بسنت محتدة: أنتم لسة ماشوفتوش حاجة.. فاتكني كدة بدل ما أسلمه جثتك
أخرجت هاتفها تقول مهددة: صوتك لو طلع هقطع خبرك وأظن أنت بقيتي واثقة إني مش بهزر يا عنود
أتمت جملتها فرمقتها عنود بمقت ولم ترد
أنت تقرأ
الصفر والواحد والتسعة 2 (مكتملة)
Misterio / Suspensoبالرغم من سكوني التام الذي يجعل الناظر إلي يعتقد أنني جثة بلا روح.. بالرغم من إنغلاق عيني اللتين لم أفتحهما لمدة طالت حتى فقد ذويّ الأمل في نهوضي.. بالرغم من كم الضماد الذي يحجب دماء جرح صدري الغائر.. الذي مس قلبي بضرر جائر.. وبالرغم من كل المؤشرات...