22-للجمال وجه آخر مخيف

108 18 0
                                    

كان وحده في ذلك المكان مجددًا.. لم يتبدد الضباب حتى بعد مرور كل ذلك الوقت
تنهد بعمق ثم أخذ يبحث عمن قد يقدم له يد العون.. صاح بصوت مسموع: حد هنا؟.. حد يساعدني أنا تايه!

سمع صوت خطوات تقترب منه فالتفت لصاحبها سريعًا.. رؤيته مشوشة لا يستطيع تميز المجهول المقترب فقال صائحًا بتوجس: مين؟!

تردى الصوت في الأرجاء معاتبًا: لحقت تنساني.. دة هما يدوب 8 سنين بس يا عواد

صوتها المألوف دافئ.. يشعر أنه يعرف صاحبته.. اقترب وهو لا يرى شيئًا من الضباب وقال بضياع: أنا حاسس إني أعرفك.. بس أنا مش فاكر حاجة

شعر بيدها على كتفه تربت عليه مطمئنة: متشغلش بالك.. دي سنة الحياة.. بنقابل ناس ونفارقهم.. وضروري منفتكرهومش

شعر بالإضطراب فقال: أنت مين؟.. أنت فين أنا مش شايفك!

ضحمت بخفة تقول: لسة بترمي نضارتك في أي حتة.. كدة عمرك ما هتشوف يا عواد

قال محتارًا: نضارتي!
ابتسمت تومئ: طبعًا.. الساعي مننا على عينه غشاوة.. ميقدرش يشوف غير بالنضارة عشان ميحيدش عن طريقه ويلبس في الحيط

كلامها معقد ولكن يبدو أن له جانب عميق.. نظر لها لا يراها فابتسمت تلبسه نظاراته تقول: خد أنا جيبتهالك اهو.. بس اوعى تضيعها تاني

اتضح كل شئ أمامه.. تلاشى الضباب وما عادت الرؤية مشوشة حتى أنه رآى وجهها الذي تزينه الإبتسامة
فنهض فزعًا يقول: أنت الست من الصورة.. أنت رباب.. مراتي!

نهضت هي الأخرى تنظر للفراغ قائلة بهدوء جاد: أنا الحقيقة وطريق الحق.. أنا اللي كل ما تحيد عن سكتك هجيلك وأشدك.. حتى لو فقدت ميت ذاكرة فوق ذاكرتك لازم أفكرك.. عشان قدامك رسالة ولازم تأديها.. رسالة تجاه كل دول

ظهرت من حولهم أطياف طائرة كالتي رآها في غيبوبته قبل مدة.. كانت الأطياف آن ذاك مشوشة ومرعبة.. ولكن وضحت رؤيته الآن ولم يرى غير صور طلابه المتورطين في جريمة لا ذنب لهم فيها.. عمر ومجموعته.. عبدالقادر.. عتمان.. سلوى.. عماد.. علاء.. أمير وأخيرًا فريال

نظر لها بحيرة يقول: أنا قدامي رسالة تجاه كل دول..أنا؟!
ابتسمت تردف بغير تصديق: أنت مش هتتغير أبدًا.. لسة مستقل بنفسك يا عواد!

تقدم منها مردفًا بتأكيد: أنا مش مستقل بنفسي أنا واقعي.. بقى أنا لوحدي وأنا فاقد الذاكرة هقدر أدي رسالة تجاه كل دول يا رباب؟!

اقتربت منه تقول مؤكدة تحيطها الأطياف: أيوة هتقدر.. ربنا لو شايف إنك مش هتقدر مكنش حطك في الوضع اللي أنت فيه.. "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها".. ودة وسعك.. أدي رسالتك ناحيتنا ومتنسانيش

أنهت حديثها مبتسمة تبتعد لتحيل الأطياف بينهم فقال هو متلهفًا: استني يا رباب متسيبنيش.. أنا لسة تايه والسكة ضلمة!
قالت هي بصوت تردى صداه في الأرجاء: معاك ربنا هينورلك طريقك.. أنت بس متخلعش النضارة يا عواد

الصفر والواحد والتسعة 2 (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن