27-على طريقته الخاصة

132 22 1
                                    

الشؤم أسدل ستائره على المكان.. وخيم شبح الفقدان في الأرجاء.. حالة من الرعب والهلع تتملك الجميع بلا استثناء ويبدو وكأن الموت وشيك!

وقف عواد في ممر المشفى يطالع الخوف الذي ينبثق من عيون الكل يستند بظهره للحائط وكأن طاقته قد انتهت بعد ما مر من عصيب الأحداث الليلة الماضية وما حدث قبل ساعات حين أطلقت بسنت النيران على عنود!

رن دوي الطلقات النارية في أذنه يمر أمام عينيه مشهد سقوط طالبته بهيئة مذرية بعد أن تلاحق الرصاص على جسدها ليشد على قبضته مما يشعر من غضب قاتم

تعاقبت الذكريات القريبة على رأسه يتذكر حين قبضت قوات أمير على بسنت وعماد واقترب هو من عبدالقادر الذي يصرخ بكل ما أوتي من قوة وكأنه لا يعرف سوى الصراخ متحسرًا على ابنته التي تهلك بين يديه
ليزجره بهلع يردف: لسة فيها نبض.. نقدر نلحقها قوم!

رفع عبدالقادر رأسه له بأعين ضائعة فدفعه عواد للنهوض صارخًا بغضب: مفيش وقت قوم نلحق بنتك!

وكأن الفعل سهل.. كيف سينهض وقدماه لا تحملانه من الأساس.. صرخ باكيًا: هات الاسعاف يا عواد رجليا مش شايلاني!

نهض عامر يصرخ في الواقفين بإحضار من يسعفهم ولكن عابد لم يحتمل الوقوف مكتوف الأيدي فهرع يحملها يجري بها من بين الجميع هاتفًا بعلو صوته: عربية الإسعاف فين؟ وسع!!

ليهرع الجميع خلفه ويدله أمير على السيارة التي حملوا فيها بدر وعماد وغيرهم من المصابين ليكونوا في خلال نصف ساعة في المشفى الذي هم فيه الآن وها هو عواد واقف يطالع معالم عابد المتجهمة.. وجه عامر المجهد.. نظرات عبدالقادر الضائعة وملابسه الغارقة بدماء ابنته

تنهد عامر يستغفر يدعو بصمت أن تمر الأمور على خير ما يرام.. ربت على كتف رفيقه يشد آزره فمسح عابد على وجهه متنهدًا يشعر أنه يود أن يبكي فقال عامر داعيًا: متقلقش هتبقى كويسة بإذن الله

دعا عابد بملئ روحه أن تصبح بخير ثم نظر لضماد رأس عامر يردف مترفقًا: خلي الدكتور يغيرلك على جرح راسك وكلم دعاء شوفها وصلت لإيه مع صولا

تذكر عامر أمرهم فأخرج هاتفه يتصل بهاتف صولا الذي أعطاه لدعاء قبل أن ترحل بها للمشفى.. وضعه على أذنه يجري المكالمة ولكنه سرعان ما أنزله حين رأى دعاء تخرج من أحد الغرف تستند على الحائط غير قادرة على الحركة والدموع تغرق وجهها لا تجف

هرع نحوها سريعًا يسألها بعنيه قبل لسانه متوترًا: دعاء!.. أنت جيبتي صولا هنا؟! بتعيطي ليه فيه اي صولا جرالها حاجة!!

شهقت دعاء تبكي بعنف لينظر لها عابد بخوف ويحاول عامر تهدئتها مردفًا بتوتر: طب اهدي.. اهدي يا دعاء من فضلك!

الصفر والواحد والتسعة 2 (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن