28-الخبر الأخير

129 18 0
                                    

استعاد وعيه بالكامل ليجد نفسه في غرفة تتشح بالبياض..ميز أنه في مشفى.. لا يعلم كم غاب عن العالم..ولا ماذا أتى به إلى هنا.. كيف لم يمت بعد أن أصيب بذلك العيار الناري؟!.. وما الذي حدث مع بسنت؟!!

عند هذا الحد من التفكير حاول عماد النهوض من مضجعه ولكن منعته تلك الأصفاد على يده.. يبدو أنهم كبلوه في السرير حتى لا يهرب

قاطع شروده بين عواصف أفكاره دلوف عتمان مغلقًا الباب وراءه يرمق بأعين شعت بالبغض والخذلان!

ابتسم عماد بسخرية يريح ظهره للخلف بينما جلس عتمان على الكرسي المجاور لسريره ينظر له في عينيه محتدًا يردف ساخرًا: ازيك يا واكل ناسك

ضحك عماد بانهاك يجيب متبجحًا: معلم عليك.. وبالقوي كمان.. إلا قولي صحيح.. أخبار جرحك اي لم ولا لسة؟

_أنا مش قادر أصدق إنك عملت فيا كل دة يا عماد
قالها عتمان شاعرًا بخذلان رهيب ليردف عماد بحقد: أنا اتعمل فيا أكتر من اللي حصلك ميت مرة.. أنت بس عشان متنعم خبطتي واجعاك.. ايه يعني لما غدرت بيك.. مانت أبوك وجدك غدروا بأبويا وموتوه بحسرته على حقه وحق عياله.. ايه يعني لما فرقتك عن اللي بتحبها.. أنا كمان حبيت زيك ولما قلبي اتعلق بأجمل بنت في الدنيا اتكسرت عشان الظروف اللي أنتم حطيتوني فيها منعتني أتجوزها.. ايه يعني لما ضربتك وأنت في الحجز.. مانا لما روحت أطلب من أبوك جزء من حقنا عشان أعالج أمي المريضة كرا عليا رجالته ضربوني لما عدموني العافية وسابوني أنزف لحد ما بانلي صحاب.. أنا مش فاهم أنت زعلان ليه أنت اللي جرالك من تحت راسي ميجيش عُشر اللي جرالي أنا وأهلي من تحت رأس أبوك!

احمرت عينا عتمان وتجمعت بها الدموع يقول بوجع: بس أنا مش أبويا يا عماد.. أنا اتقيت ربنا وعيدت تقسيم الحقوق تاني واديتك بزيادة كمان.. وكنت بعتبرك أكتر من أخويا.. أنا للأسف موجعتنيش الضربة على قد ما وجعني اللي ضربني الضربة.. أنت دمرتني يا عماد أنت دمرتلي حياتي!

_هه.. أبوك سبق ودمر حياتي وحياة أبويا وأمي وجنى علينا.. وعليكم كمان.. أصل اللي أنت بتحصده دلوقتي هو الزرعة اللي مات قبل ما يحصدها

قال عماد بجمود رمقه عتمان مقهورًا.. أكمل عماد حديثه بشرود ناظرًا للفراغ: أنا عيشت 25 سنة جوايا طاقة كره وانتقام من أبوك لو كان شافها وهو عايش كانت حرقته حي.. لما مات حسيت إني مضايق أوي ازاي يموت قبل ما آخد حقي منه.. ازاي يرتاح وأنا بتعذب.. ازاي بعد كل اللي عمله فيا وفي عيلتي يموت على سريره بكل سهولة كدة.. الإنتقام اللي جوايا كبر أكتر وبقيت محتاج أشفي غليلي منكم ومكنش قدامي أحسن منك أقهر أبوك عليك في تربته.. بس تصور.. حتى بعد كل اللي عملته فيك.. مش حاسس إني مرتاح.. أنا ليه زعلان مش دة اللي كنت عايزه.. مش حققت هدف 25 سنة سعي؟!.. مضايق ليه دلوقتي!.. يمكن النظرات اللي في عنيك ليا دي مضايقاني.. متبصليش كدة طيب يمكن ناري تهدأ وتنطفي.. يمكن أرتاح يا عتمان

الصفر والواحد والتسعة 2 (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن