فتحت عينيها تستقبل يومًا جديد
تذكرت عنود ما حدث بالأمس وكيف اعترف لها عابد بكل ما هو مكنون بداخله.. ابتسمت تحمر وجنتاها خجلًا ثم تتذكر ظروفهم العصيبة فتتنهد مستغفرة تدعو ربها أن يطرق الفرج بابها في القريب العاجلسمعت صوت طرقات على الباب فانتفضت بخضة تقول في خاطرها: الفرج جاي دليفري ولا اي!
فتحت الباب لتجد عامر وعابد مكدوم الوجه لتقول فزعة: أنت اي اللي عمل فيك كدة!
أسكتاها يحذرانها من صوتها العال فقالت خائفة: اي اللي حصل؟!
فرد عامر ممهدًا: بصي احنا معانا ضيفة
رمقتهم منتظرة بعض التوضيح فأفسح عابد الطريق لصولا التي قالت مبتسمة بارتباك: أهلا
ابتسمت عنود ولا زالت لم تفهم فقال عابد متلفتًا حوله يتأكد أن لا أحد يراهم: هفهمك كل حاجة بعدين.. دلوقتي خدي صولا عندك وأي حد يسألك مين دي قولي دينا بنت خالتك جاية من البلد.. يلا بالإذن احنا بقى
قال ما قال ثم نزل مع عامر ليبدآ عملها ولم يعطياها فرصة في السؤال فتنهدت ضجرة تلتفت إلى صولا التى ابتسمت بتوتر تقول: أنا هحكيلك اللي أنت عايزاه.. متخافيش أنا مش عايزة آذيكم.. أنا عارفة كل حاجة وعارفة إنكم بريئين
لتبتسم عنود بهدوء تقول مرحبة: اتفضلي نورتي
______
مر أسبوع هادئ نسبيًا
علمت عنود بشأن دوريات عابد وعامر في البحث وبالطبع تشاجرت معهم لإخفائهم الأمر عنها ولكنهما استطاعا أن يصالحاها.. كما قصت لها صولا ما حدث لهم يومها ليفسر ذلك سبب تضرر وجه عابد هكذا لتتنهد تدعو بصلاح الحال وتقول أن صولا عليها البقاء هنا لتكون بأمان وها هي معهم لأسبوع كامل انقضى بسلامأما بالنسبة إلى عواد فهو لا يتوانى عن جمع كل المعلومات بخصوص القضية حتى يثبت لنفسه قبل الجميع أن فريال لا يمكن أن تكون مذنبة
تعب من كل ما مر به.. لا يطيق تلك الإتهامات.. لا يطيق إدانة الأبرياء.. ما عاد يطيق وازع الشك بداخله حيال فريال.. حجة أمير بشأن قضاء فريال جواره شهر مرضه في المشفى بنية إعاقتها لإيفاقه من غيبوبته مقنعة خصوصًا أنه سمع عن كم التعطيلات التي حدث للأجهزة في غرفته خلال ذلك الشهر!أجفل من شروده المؤلم على صوتها الدافئ وابتسامتها اللطيفة تقول بحنو: عملتلك بقى أكلة سمك ترم عضمك.. وعشان عارفة إنك بتحب الرز الأحمر عملته.. بص هي وجبة هتاكل صوابعك وراها من الآخر
ابتسم يومئ مجيبًا يطالعها بشحوب
الطعام أيضًا مشكوك في أمره.. فهي تضع له مادة بيضاء لا يعرف ماهيتها.. يكتفي بتناول القليل من الزاد حتى لا يتأثر جسده.. هو ليس سمًا ولكنه يبقى مجهول الهوية بالنسبة لهآلمه رأسه من أفكاره المتضاربة فقالت هي بقلق: مالك يا عواد.. بقالك كام يوم مش زي عوايدك حتى الأكل لقمتين بالعافية.. فيك اي احكيلي
أنت تقرأ
الصفر والواحد والتسعة 2 (مكتملة)
Misterio / Suspensoبالرغم من سكوني التام الذي يجعل الناظر إلي يعتقد أنني جثة بلا روح.. بالرغم من إنغلاق عيني اللتين لم أفتحهما لمدة طالت حتى فقد ذويّ الأمل في نهوضي.. بالرغم من كم الضماد الذي يحجب دماء جرح صدري الغائر.. الذي مس قلبي بضرر جائر.. وبالرغم من كل المؤشرات...