رمى سؤاله في وجهها كنقبلة فجرت الصدمة على معالمها.. ألا يتذكرها حقًا!!
قالت وقد دب في قلبها الخوف: بسم الله الرحمن الرحيم.. سلامة الشوف يا دكتور..ايوة صح أنت مش لابس النضارة
ألبسته النظارة التي كانت على الطاولة جوار سريره عنوة وقالت بلوعة: أنا فريال يا دكتور عواد.. أنت مش عارفني؟!
نفى برأسه يقول وقد استنكر ما أدلت: عواد مين؟!.. أنا اسمي عواد؟!!
تسائل مستنكرًا فقالت بحيرة: أومال أنت اسمك اي يا اخويا؟!
فرك على جبينه يحاول التذكر ولكن ذلك لم ينجح فقال وقد شد على جفنيه يشعر ببوادر الألم تتسلل إلى رأسه يقول: مش فاكر.. مش فاكر حاجة.. أنا مين؟!
رأت حالة اضطرابه فقالت مهدئة إياه تنهض مسرعة تستنجد بأي طبيب: طب اهدى.. أنا هنادي دكتور
هرعت للخارج مسرعة لا تعلم ماذا حدث له وتركته في حيرته.. يحاول تذكر من هو.. يحاول استرجاع معلومات عن ذاته.. لقد كانوا ينادونه ب "الدكتور ".. أ يعمل طبيبًا في مشفى؟.. وما تلك الرسالة التي لا يصح أن يتخلى عنها.. أ يعقل أنها رسالة الماجستير!
غابت فريال لدقائق ثم عادت مع الطبيب الذي هم بتفحص مؤشراته الحيوية والتي وجدها مبشرة بالخير وتعبر عن عافيته واقتراب خروجه.. جلس الطبيب على الكرسي المقابل لسريره يسأله وعلى وجهه الغموض: أنت عارف تاريخ النهاردة كام يا دكتور؟
نفى عواد فسأل الطبيب: مش فاكر اي آخر حاجة حصلتلك قبل ما تفوق؟
نفى مجددًا فأعطاه الطبيب قلمًا كان في جيبه يقول: تعرف تكتب بالقلم دة يا دكتور؟.. تعرف تمضي مثلا؟
تناول عواد القلم من يده يضغط على الزر أعلاه يقول ساخرًا: المفروض أمضي باسمي اللي أنا مش فاكره مش كدة
ساندته فريال تقول بلهفة: أنت اسمك عواد.. الدكتور عواد أيمن الهياتمي.. أستاذ في علم الرياضيات قسم الميكانيكا.. دكتور في كلية هندسة جامعة القاهرة.. ها فاكر حاجة؟
كان يمضي باسمه وهي تسرد معلوماتها عنه..انتهى من الكتابة ينظر لاسمه المكتوب بخط يده لبرهة ثم رفع رأسه ينفي قائلًا بحيرة: لا مش فاكر حاجة
أصيبت بالإحباط فقال الطبيب آسفًا: للأسف الموضوع شكله فقدان في الذاكرة.. النزيف شكله أثر ع المخ ودمر مراكز الذاكرة اللي فيه ودة طبعًا أدى للحالة اللي هو فيها
سألت فريال بلهفة: يعني مفيش أمل الذاكرة ترجعله يا دكتور؟
قال الطبيب آملًا: هنشوف التحاليل هتقول اي وأملنا في ربنا كبير..ان شاءلله خير
شكرت فريال الطبيب ثم نظرت لعواد حزينة على ما حدث تمتم بتأثر: أنت شكلك في برج حظك أنت كمان.. اي اللي بيحصل في الدنيا بس يا ربي
أنت تقرأ
الصفر والواحد والتسعة 2 (مكتملة)
Mystery / Thrillerبالرغم من سكوني التام الذي يجعل الناظر إلي يعتقد أنني جثة بلا روح.. بالرغم من إنغلاق عيني اللتين لم أفتحهما لمدة طالت حتى فقد ذويّ الأمل في نهوضي.. بالرغم من كم الضماد الذي يحجب دماء جرح صدري الغائر.. الذي مس قلبي بضرر جائر.. وبالرغم من كل المؤشرات...