(الفصل الأول)

3.2K 108 3
                                    


(الفصل الأول)

*ليلا* أمام فيلا الشرق*

قبضت ياسمين على كفيها بشدة تلجم نفسها بمشقة عن الفتك بتلك المائعة أمامها، تتحمل نظراتها المتطلعة إليها بامتعاض لم تمتلك رفاهيته هي التي تمثل اتساعا متحمسا في مقلتيها السوداوين مع ابتسامة بلهاء رسمتها على ثغرها اللامع بشفاه زهري تافه: لولا أنكما واجهة توفر لي الاختلاف بين العارضات لكنت طردتكما شر طرده بهذه الملابس، لكن لابد أن أعترف!

تلكأت تبتسم بطمع تألق بعينيها المحددتين بلون فضي متناسق مع لون فستانها بينما تتأمل بدلة ياسمين النسائية للسهرات ذات الثلاث قطع تحدد قدها بأناقة جذابة بينما ريفان اختارت فستانا صيفيا طويلا بأكمام قصيرة ثم أردفت بنبرة ماكرة: لكما سحر خاص وهذا جيد لعملي، هيا لا مزيد من ضياع الوقت! اقفزن للبحر واسبحن يا سمكاتي الجميلات! اندمجن ومن تصطاد أكبر حوت ستكون نسبتها الأكبر هيا! ولا مكان للغباء أو الحمق تصرفن بذكاء وأتقن ادعاء الطاعة والدلال ....لا أريد مشاكل بالحفلة وهدفكن محدد عقود دعم للوكالة كلما تضاعف الدعم ذاع صيتكن.

تجاهلت ياسمين الضحكات المكتومة داخل أذنها وجزت على أسنانها غيظا بينما ريفان تهمس بتسلية: هو حوت واحد فقط لتنتهي الليلة بألف خير.

التفتت إليها ياسمين تخاطبها بحنق وشعور خانق أضحى مرافقا لها كلما تنازلت عن احدى قناعاتها من أجل العمل، يلف قلبها بقبضة قوية فتفكر بوالدها إن اطلع على مهماتها السرية رغم قلتها لكن تظل متعدية لحدود اتفقا عليها وهي تعدتها بتجاوزات تخنقها فتبررها بأوهام تندثر كل حين فتستمر بحشو عقلها بها: أرى أنك مستمتعة وأنا أريد قتل تلك المرأة.

ضحكت ريفان تغمزها بمرح: جدا يا ياسمين! يبدو أنني سأغير رأي نحو فساتين الفتيات لكنني ورغم ذلك لن أستطيع ارتداءها على الملأ.

اتسعت مقلتا ياسمين وارتفعت كفها بتلقائية لتلمس أذنها بينما تهمس لريفان بدهشة وحرج: اصمتي يا ريفان!

لكن الغافلة لم تكن لتفعل وهي تكمل بنبرة ناعمة أحسنت اتقانها لتُروِّح بها عن رعبها وقلقها مما قد يحدث لهما رغم حماسها الذي يدفع بها دوما نحو الهلاك: لكن هذا لا يمنع من أن أجربها لاحقا.

_فقط اصمتي ريفان، اصمتي!.

هتفت ياسمين برعب والضحكات المكتومة تتحول إلى نحنحات محرجة تملأ أذنها، فردت ريفان بتهكم ممتعض: حسنا اهدئي! يا إلهي ما بك؟ من الأفضل أن نبدأ العمل أراك لاحقا... لا تغفلي عن هاتفك.

اختفت بين الحضور، فتنفست ياسمين بوجوم تتلفت حولها، تقاوم شعورها بعدم الراحة بينما تتجول بين الحضور ومن يخدم على راحتهم من العاملين بلباس رسمي يضيِّفونهم الخمر وأنواعا مختلفة من العصائر والمقبلات، فتجعد أنفها اشمئزازا من امتزاج روائح العطور الفواحة الرجالية والنسائية مع رائحة السجائر بمختلف أنواعها الفاخرة.

سلسلة الأزهار و الزمن.. ج4 .. وجيب الريفان ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن