الفصل الرابع عشر

1.5K 92 9
                                    


الفصل 14

نهضت ليلى تهم بتوضيب الطاولة فلحقت بها والدتها تلتقط ما استطاعت من الصحون وقبل أن تتحدث منحتها ليلى نظرة فهمتها بنفسج على أنها تحذير من التفوه بأي شيء يحرجها أمام زوجها المستغرق بحديث رسمي مع ضرغام، فصمتت وخطت خلفها نحو المطبخ حيث التفتت ليلى لتقول لها برجاء: أمي من فضلك لا تتحدثي عن ضعفي وعدم مقدرتي على أشغال ما، ذلك يحرجني أمام أحمد.

في تلك اللحظة التي تتحدث فيها كانت بنفسج قد وضعت الأطباق فوق طاولة المطبخ واقتربت منها بينما تصغي لها وفي نفس الوقت شردت ليلى بحديثها عن الذي تحمله فمال الطبق وأوشك ما عليه من سكين وملعقة على الوقوع فمطت بنفسج شفتيها وهي تمسك بكل ما في يديها تجيبها بتبرم: حاضر يا ابنة بطني لن أحرجك لكن انتبهي أنت حتى لا تؤذين نفسك فأنا لا يهمني أن تحرَجي لكن لا تصابين بأذى.

ناولتها ما بيديها عابسة تعيد خصلة شعرها خلف أذنها، فاستدركت بنفسج : على كل حال أم أحمد ستأتيك كل صباح لتوضيب البيت وتطبخ لك الغذاء والعشاء لذا خذي حذرك حين تنقلين المواعين من المطبخ وحين تعيدينها ولا تفعلي أكثر من ذلك بالله عليك لا يجب أن تجرحي نفسك فتنزفين وأنت نحيفة هكذا.

عبست ليلى لا تحب من يذكرها بأي عيب تراه في مظهرها وقد كانت خائفة جدا من أن تلتمس نفورا ما أو إعراضا من زوجها وكان ذلك ما أخافها أكثر من أول لقاء بينهما كزوجين من الأساس لذلك كانت أكثر تركيزا مما يجب أن تكون عليه خلال الساعات الماضية تطارد أي شيء يصدر عنه، أي نظرة، أي كلمة وأي حركة لتكون صورة عن رأيه بها لكنها لم تفلح في ذلك، فالسيد زوجها يتحرك ويتصرف كرجل آلي يحسب كل خطواته، لبق نعم! ولطيف أجل! ومراعي جدا! لكنه عملي جدا جدا يقول الكلمة التي يريدها في الوقت المناسب لها، فيشعرك بأنه عمل حولها دراسة جدوى، إنه شيء مثير للعجب وفي نفس الوقت مثير للحماس! تشعر بأنها متحمسة لتقوم بدورها بدراسة جدوى خاصه به.

ابتسمت ترفع كفيها ترتب بهما شعرها وفتحت عينيها على وسعهما بشكل استدعى الضحكة لثغر والدتها بينما تخبرها بمزحة: نسينا شيئا ما!

:ماذا؟

تساءلت بنفسج بتلك البسمة الحلوة تستشعر بهجة ابنتها، فتحمد الله وتشكره وليلى تجيبها وقد قلبت احدى كفيها في الهواء: زوجي اسمه أحمد والخالة نناديها بأم أحمد!

ثم أصدرت ضحكة متمهلة وهي تخفي فمها بكفها قبل أن تزيلها لتسألها بتسلية: ما هو اسمها؟

فكرت بنفسج قليلا ثم ضحكت هي الأخرى بينما تجيبها محرجة: هل تصدقين إن أخبرتك بأنني لا أعرف، تعودنا على لقبها ولم أكن يوما في حاجة لمعرفة اسمها الشخصي يمكنك سؤالها غدا إن شاء الله.

أومأت ليلى فسألتها والدتها بينما تمسك بكفيها: هل مر كل شيء بخير؟ وفعلت ما أوصيتك به؟

سلسلة الأزهار و الزمن.. ج4 .. وجيب الريفان ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن