الفصل الثاني عشر

1.6K 83 5
                                    

الفصل 12

تجاوز تامر علي الذي تابعه كما فعل أحمد بترقب وجهل لا يذكران ملامحه جيدا بخلاف اسمه، يعلمان بأنه شقيق حمزة المنشاوي زوج خالتهما سلمى.

توقف تامر أمام ليث وبعد لحظة من الصمت يحدق فيها بوجهه، سأله بخيبة التحمت باكفهرار ملامحه: بماذا شعرت حين نجح ولدك باستدراج ابنتي؟

ارتفع حاجبا ليث بعدم استيعاب لما يتفوه به تماما كولديه بخلاف ورد التي فطنت لكلماته تستفسر منه بريبة: ماذا تقصد يا تامر؟

التفت إليها يجيبها بوجه لا يفسَّر من شدة وقع الصدمة عليه: اسألي ابنك الأصغر سيدتي!

لم ينطق اسمها، يستدرك بينما يعود للتحديق بوجه ليث: علي الجندي، أليس هذا اسمه؟ ابنك يا ليث الجندي.

-ماذا تقول أنت؟

تدخل علي بعدم تصديق، فجملته لا تحمل سوى معنى واحد وهو خداع فتاة ما باستدراجها الى ما يسيئها.

لم يلتفت إليه تامر يخاطب ليث محاصرا نظراته بخاصته المظلمتين بخذلان عظيم وطعن أليم: ابنتي صغيرة وبريئة يا ليث! ابنتي كنزي الثمين الذي فزت به في هذه الدنيا الفانية! لم أعلم بأنك أسود القلب هكذا، لقد ظننت بأنك سامحتني وأغلقنا ملفات الماضي! إلا ابنتي يا ليث! إلا آية! خذ مني ما شئت، وانتقم مني هنا في الدنيا وخلصني من مظلمتك، اقطع من لحمي إن أردت واشرب من دمي أيضا لكن ليس آية! هي لا تعلم عن الماضي أي شيء حتى سجني! هي الآن بكلية الطب وأتمنى الموت قبل أن أكون السبب بتعاستها أو شعورٍ يغمرها بالهوان والذل! أتوسل إليك يا ليث، إلا ابنتي!

تفاجأ ليث بالدموع التي نزلت من مقلتيه لتبلل لحيته وورد تخفي فمها بكفها ذهولا وتأثرا، تفكر بما يقوله بينما أحمد ينظر إلى شقيقه يطالبه بتفسير، فيهز الأخير كتفيه جهلا اقتحمته كلمتا كلية الطب لتبث به استغرابا وتساؤلا مريبا!

ظللهم الصمت لوهلة وحالة تامر تطعن قلب ليث بسكين غادر، ماذا فعل ابنه علي ليوصل رجل كتامر إلى هذه الحالة من البؤس والكمد؟ يظن بأنه من حرض ابنه ليوقع بابنته! ابنته وعلي!؟

التفت ليث الى ابنه يستفسر منه بصدمة لم تغادره بعد: ماذا فعلت يا علي؟

-أنا... لا...

نطق علي بقلة حيلة تخذله الكلمات، فتدخل أحمد أقلهم تأثرا بحالة الرجل يسأله بتحفز وحزم: أين دليلك يا سيد لتتهجم علينا في بيتنا تتهم أخي بالإيقاع بابنتك!

تضاعف الألم بصدر تامر يشعر بالإهانة لكن ليس أكثر من احساسه بالرعب على ابنته، فرفع الهاتف وفتحه أمام وجه ليث: أليس هذا ابنك؟

دقق ليث بصفحة التطبيق، يقرا اسم ابنه كما لمح صورته واضحة داخل دائرة الأيقونة، لكنه ومع تأكده بأنه هو حرك كفه ليمسك بالهاتف بعد أن سدد إلى تامر نظرة حادة ليثق به وقد تردد الأخير في اعطائه الهاتف.

سلسلة الأزهار و الزمن.. ج4 .. وجيب الريفان ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن