الخاتمة

2K 107 10
                                    

الخاتمة

*بعد 3 سنوات*

تململت على فراشها بكسل قبل أن ترفع يدها لتفرك أنفها فركا يريحها فتتكوم ملامحها إنزعاجا مع فتحها لعينيها تتأمل السقف لبرهة.

تمهلت في حركاتها إلى أن وقفت ثم بخطوات سريعة بلغت الحمام حيث استفرغت بقوة متعبة لجسدها وقبل أن تستقيم بسطت ذراعها لتلتقط صابونة مصنوعة من حبوب الأركان وألصقتها بأنفها.

غسلت يديها ثم غمرت وجهها بالماء مرات عدة لتصحو قليلا من غمامة الغثيان والكسل المستعمرة لكيانها، وحين انتهت ناظرت انعكاسها تخاطبه بمقت: متى سينتهي هذا العذاب؟

أغلقت أنفها بالصابونة وغادرت الغرفة بسرعة لتتنفس براحة في المطبخ حيث أتاها صوت عمتها الممتعض رغم تراجع حدته والنقمة فيه عبر السنوات الثلاثة الماضية: لم أر في حياتي امرأة يستمر معها الغثيان إلى الشهر التاسع.

لم تجبها بينما تطرف بنظرها نحوها، جالسة على أحد الكراسي الأربعة الملتفة حول الطاولة المربعة في الشرفة الصغيرة الملحقة بالمطبخ بينما تبعثر شعرها وتحك فروتها فتضيف عمتها بنفس النبرة: أوشكت على الوضع والمحروس زوجك غائب...

تبرمت ريفان بشفتيها بينما تخطو نحوها لتسحب كرسيا وتقعد عليه متنهدة بتعب: كأنك تهتمين لصالحي.

همست بها ريفان وعمتها تتحسس المساحة قبالتها فوق الطاولة لتلتقط كأس الشاي ترتشف منه بصمت إلى أن سألتها: متى غادرت أمي؟

:قبل ساعة لتلحق بالحافلة، لن تظل والدتك خادمة لك على زوجك تأمين واحدة لك مادام هو غائب طوال الوقت!

حركت ريفان رأسها تذكر نفسها بالعهد الذي قطعته أمام خالقها بعدم التخلي عن عمتها ثم ردت عليها : لا نستطيع تحمل راتب خادمة، ووظيفة زوجي صعبة لا يستطيع المغادرة وقتما يشاء.

:ظننت بأن راتب حراس الوزراء كبيرا، لماذا لا يغير عمله إذن؟

مطت شفتيها قبل أن تجعدهما قرفا حين وقعت عينيها على الطعام: راتبه جيد ولله الحمد، لكننا نحاول ترتيب أولوياتنا.

:بخيلة ك..

بترت كلمتها وارتشفت مجددا من الشاي، فتبسمت ريفان بتحفظ ممتعض، على الأقل أضحت عمتها تراعي بعض كلماتها الجارحة فتبلع لسانها على حافة التفوه بها وذلك بشكل ما يرضي ريفان ويشعرها بتغير المرأة الناقمة وتأثرها بمعاملتهم الحسنة معها: ستلدين قريبا جدا والله أعلم، غدا أو بعده على أقصى تقدير.

أجفلها صوت عمتها فارتفع حاجبا ريفان تعقب بدهشة: الطبيبة نفسها لم تحدد لي سوى فترة معينة محتملة كيف تتحدثين بثقة هكذا؟

هزت كتفيها دون رد فعبست ثم وقفت والصابونة ما تزال قرب أنفها تبحث عن هاتفها الذي لمحته ملقى على طرف طاولة المطبخ الرخامية، أحضرته وعادت إلى الجلوس لتطالع ما وردها عليه من رسائل أولها من والدتها تبلغها بمغادرتها لتطل على أهل بيتها وموعد عودتها بعد يومين.

سلسلة الأزهار و الزمن.. ج4 .. وجيب الريفان ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن