مشهد هدية

1.6K 86 7
                                    


المشهد هدية لقراء وجيب الريفان👇👇👇

🌷🌷🌷

ترجلوا من السيارة ينظرون حولهم بتفحص، القرية نائية وقليلة المباني أغلبها طينية باستثناء بعضها المعدودة على الأصابع.

جاور والدته بينما يطرف بأنظاره نحو شقيقه عماد الذي يكتم ضحكه بمشقة، يتبادل مع عمه جمال همسا مرحا، فيمط شفتيه ممتعضا ووالدته تهادنه بالقول المرح: شقيقك يستغل الفرصة ليستفزك لا أكثر، فلا تمنحه الفرصة.

ابتسم بجانب فمه يجيبها بينما تفتح بوابة المنزل القصديرية القديمة: أنا مغتاظ أكثر لأنني أعلم ذلك.

تصرفت والدته برزانة وكتمت مرحها أمام الرجلين في استقبالهما، واللذين صافحا شبل ثم جمال وأخيرا وعماد ليومئا لها مرحبين قبلما يدعوانهم للدخول الى ردهة ضيقة، سقفها من الطين والعواميد الخشبية، وقد تغير وجهي كل من جمال وعماد الى واجهة رزينة يتبادلون الأحاديث المجاملة مع من علمت بأنه خال العروس الأستاذ أمين والثاني زوج والدتها السيد سالم.

افترقت عن الرجال عند نهاية الردهة حيث مساحة متوسطة غير مسقوفة انعطفوا فيها الرجال يسارا في حين استقبلتها امرأة باسمة ببشاشة، في مثل عمرها أو أكبر قليلا: مرحبا بكم سيدة هالة، أنا إيمان والدة ريفان.

صافحتها هالة بمودة ورافقتها الى غرفة كبقية البيت بسيط جدا بفرشه مثل بنيانه القديم: تشرفت بك سيدة إيمان أنا هالة والدة شبل.

:الشرف من نصيبنا، تفضلي سيدتي، سامح الله ريفان أصرت على حضوركم إلى هنا، لكن بإذن الله ننتظر منكم زيارة أخرى لنا في بيتنا.

استشعرت هالة حرج السيدة ولم تلمها، خصوصا وهي على علم ببعض المعلومات من ابنها المقتضب والمتحفظ دوما: إن شاء الله، البيت جميل رغم قدمه، لم أدخل بيتا مبني بالطين من قبل وكما يقولون له رائحة جميلة ورونق خاص.

لمحت هالة سيدة تبدو أكبر منهما ومن مستضيفتها جالسة في الزاوية تمسك مسبحة بخرز كبير أخضر شاحب، ترتدي وشاحين سفلي وأخر كبير تلفه كلحاف فوق رأسها وصدرها وعينيها مغلقتين وغائرتين.

:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ألقتها هالة بينما تجلس فوق السجاد قرب السيدة بمسافة قليلة، فردت عليها عمة ريفان بطريقتها الممتعضة رغم قرارها بعدم إفساد أول جلسة خطبة بعدما توسلت إليها إيمان واستشعرت نبرة البكاء من صوتها وهي تحكي لها بعضا من الويلات التي عاشتها هي وابنتها مع سهيل، ووضحت لها تأثر ريفان بقسوة والداها والفضائح التي خلفها حتى بعد موته ويأسها من تزويجها لرجل صالح ورؤيتها زوجة وأم إن قدر الله وأنعم عليها بذلك.

_عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا تؤاخذونا بما ليس بأيدينا، هذا بيتي وقدَري.

ضمت إيمان شفتيها بخفة جانبا قبل أن تبتسم لهالة بارتباك والأخيرة تجيبها بمجاملة وإشفاق: المكان بشرف وكرم وأخلاق أهله الطيبة يا سيدتي، جميعنا إلى التراب وأزكانا عند الله أتقانا.

🎉 لقد انتهيت من قراءة سلسلة الأزهار و الزمن.. ج4 .. وجيب الريفان ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي ... 🎉
سلسلة الأزهار و الزمن.. ج4 .. وجيب الريفان ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن