● Concerned

126 23 68
                                    

كنت بُحيرةً هادئة لو لا هذا الحجر!

بعد لقائه لم أستطع النوم.

توسّدتُ يداي مستلقياً في فراشي، النافذة مشقوقة ورياح قارصة تقتحم الغرفة وأنا .. غارق في أفكاري.

قلّبت مشهد لقائي بـهوسوك ذاك مراراً وتكراراً. لا أريد أن أرتكب خطأ آخر بسبب جهلي وقلّة مراعاتي للناس والأشياء من حولي.

أنا واثق هذه المرة.

شيء ما .. في غير موضعه! شيء ما .. دعوته لي، صوته، عيناه، بكاؤه المفاجئ.

أو .. هل أضخّم الأمر؟

نهضت وسحبت هاتفي من غير تفكير ..
"كيهيون؟"

"شونو؟ أجننت أخيراً لتتصل بي في وقت كهذا؟" محق ..

"اء .. " لماذا اتصلتُ به؟ لم أعد أدري.

"تكلم! هل فقدت صوتك؟! هل من مكروه؟ هل آتي إليك؟" نظرت إلى الساعة. الحادية عشرة ليلاً. لن آتي به.

"متى يبكي الرجل؟" أظن أن هذه النقطة هي ما يخلق حيرتي. فأنا لا أبكي. لا أذكر متى آخر مرة بكيت. ربما لدي مشكلة في مجرى الدمع أو .. مجرى مشاعري؟

الأمر هو .. ليس أن عيناي لا تذرف دموعاً. أنا لا أحس أن في الحياة بأكملها ما قد يُـضعفني أو يؤلمني درجةَ البكاء.

أنا رجل.

أخذ كيهيون بعض الوقت يفكّر. رغم أن كلانا في عمر واحد إلا أنه أكثر حكمة ونباهة منّي. سـيجد لي جواباً..

"عندما تقهره قوة أعلى منه، أي عندما يشعر بالعجز، أما المرأة فتبكي حين يضرب إحساس قوي مشاعرها مثل .."

"لا أريد أن أعرف ما يُبكي النساء" استلقيت مجدداً أحدق بسقف غرفتي.

"آه، ابقى بليداً جاهلاً هكذا! هجرتك حبيبتك وسيهجرك بقية من تعرف قريباً. ستتعفن وحيداً و .." أقفلت في وجهه ورميت الهاتف.

لا زلت لا أستطع النوم.

مخدتي ليست مريحة هذه الليلة، ربما تسلل كيهيون وحشاها لي بخردوات معدنية وصخور.

انتهت بي محاولة النوم بصداع قاتل.

حتى كتفي عاد يؤلمني، كما لو أن يداً شيطانية بدّلت عظامي بأنابيب حديدية حارقة.

في الرابعة فجراً بينما أتناول حبوب المسكن تملّكني الغضب. وقعت عيناي على انعكاس صورتي في المرآة.

خردة معدنية؟ من الخردة؟

ما من شيء في هذا المنزل يشبه الخردة المعدنية أكثر منّي أنا، جسدي الصدئ !

عجز؟

ماذا يعرف هوسوك ذاك عن آلام العجز؟ هل سبق له أن كان في ذروة نجاحه وقهرته خيانة جسده له؟ هل سبق أن بذل عرقه ودموعه في سبيل هدف واحد ثم حُرم منه؟ هل ففد فرصة عيش المستقبل الذي حلم به؟

ذاك الهشّ !

الضعيف !

البكّاء !

المتخاذل !

.. أكره أمثاله!

تعاظم حُنقي تجاه ظلّي المعكوس. ربما أرق ليلتي والوجع في كتفي هما ما قلب مزاجي إلى مزاجٍ عدوانيّ صرف.

ومن يصدق أن غضبي تلك الليلة استمر لأيام؟

وجب عليّ بعدها أن أمتنع عن لقائه،ألا أواجهه غضباناً، ألا أخرج في تلك الحالة من الاحتدام والسخط لكني .. فعلت

على الموعد

في طبق الخامسة صباحاً بعد ثلاثة أيام.

____

.
.
.
.

يُتبع.

على أرض الواقع قد يوحي مظهر شونو بأنه رجل بليد لكنه شخص مراعي للغاية. لا تسمحو لشخصيته هنا أن تضللكم XD

هل ترون لماذا هو غاضب في أعماقه؟

هل غضبه حقاً سببه هوسوك؟

هل تستحق الأحداث حتى الآن نجمة؟ 👇⭐

MONSTA X BRO |✔| REMEDY  بلسم  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن