لم يكن المشهد خيالاً، لم يكن هلوسات بين الواقع والوهم بحدود مُبهمة.
كان حقيقة ..
حادّة، مرّة، بائسة وحتميّة.
كنت أركض، مُتلفاً. مبللاً بعرقي، بخجلي وبإحساسي بالذل في شوارع المدينة.
____
صيحةُ شونو غُرزت كخطافٍ معدنيّ حادّ في عضلة قلبي.
توقفت ساقاي تدريجياً ونهائياً كأنها فرغت من دمائها.
لا أستطيع المضيّ أبعد.
الجو جميل، فلماذا أشعر بهذا الكم من السوء والشقاء؟ .. من اللاإنتماء لبني آدم؟
حيوان جريح معذب هرب من قفصه لا يلوي على ملجأ يأوي إليه في المدينة.
بعض الناس في الساحة تطلعو نحوي بريبة. ربما ظنوا أني لصّ سرقه.
هل فعلت؟ هل آذيته بطريقة ما؟
لا.
ليس شونو المتضرر. كانت العلة بي أنا. بؤبؤاه المرتجفان مسلطين على قدميّ حيث انتشرت بقع الدم من باطن حذائي متغلغلة في نسيجه أصفر اللون.
كل شيء مفضوح.
الألم تفجّر.
غضبي كان يعزلني عن الإحساس بمصابي، الآن إدراكي لوجود الجرح أيقظ وعيي للألم الذي يتسببه لي.
عصّ الوجع بقبضته الحجرية على قلبي أولاً رغم أن الدماء لا تتدفق من صدري.
إنه ألم لن يعرفه هؤلاء الذين يحدقون بي بعيون باردة خلال مرورهم بجانبنا.
تُرى .. إن استلقيت أرضاً وأغمضت عيني، هل سينتهي كل شيء؟
ألا يمكن أن أموت بهدوء هنا؟
هل أستطيع أن أرقد بسلام؟ حتى لو كان رقودي على حجارة رصيف بارد؟
هذا الألم لا بد أنه .. ألم الموت.
"فجأة؟ مما؟" أمسك ذراعي بخشونة وأدارني نحوه منفعلاً وانهمرت أسئلته متتالية لحوحة على مسمعي.
كان صوته مرتفعاً وملامحه مذعورة، يشيح بيده في كل اتجاه .. اختلط غضبه بخوفه. غاضب ممن؟
لم أكن أسمع، لم أكن أرى وجهه. بحثت حولي عن مقعد أو أي شيء أستند إليه.
أوشك على الإنهيار، لم يعد فيّ قوة تنهضني.
حولنا بعض الأشجار وسور يمتد على طول الرصيف الذي كنا نجري عليه، كنا قد وصلنا المتنزه. أفلتُّ ذراعي من قبضته وعرجت عبر البوابة إلى مقعد لمحته فارغاً.
كان الوقوف على الجروح صعباً كالوطء على الجمر والمشي عليها أصعب .. شعرت أنني أطأ أحشائي، أن أعضاء جسدي انفلتت مني وأنا من يطأها مسبباً لنفسي كل ذلك الألم.
أنت تقرأ
MONSTA X BRO |✔| REMEDY بلسم
Fanfic#مكتمل كنت خارج حدود الطبيعة، أعي ما حولي عبر حاجز من الألم وكل شيء بدا مختلفاً عما عرفته. فصول قصيرة شونو × ونهو #BRO_ MANCE