● Magic-like

204 33 31
                                    

أن أنهض من فراشي بإرادتي وأقرر الخروج للجري أمر رائع والأجمل هو أن أتمكن من الجري فعلاً مستمتعاً حد اللهفة لتكرار الأمر كل يوم.

تمرين الجري برفقته لايشبه أي شعور عرفته في حياتي السابقة.

معه ووفقاً لتوجيهاته وأسلوبه لا أشعر بتململ من الإحماء ولا أتقهقر بعد قطع الشارع الرئيسي ولا يخذلني جسدي متحججاً بنقص الأوكسجين أو السوائل.

بل إن الإنطلاق فجراً عبر شوارع المدينة وحدائقها برفقته أعاد ضبط نفسي وصلّب عظامي وأزاح الثقل عن أطرافي لتتحرر.

كالسحر دخل إلى حياتي وقلبها.

هذا ليس ما أحسسته وحدي أو توهمته، هذه حقيقة أكدها الطبيب الذي يشرف على علاجي :

"تحسنك يأخذ مساراً سحريّاً نحو الأفضل، ما السرّ؟ " مازحني.

السرّ هو أن جسدي تقبل الجرعات الأخيرة عن طيب خاطر بل كأنه كان في شوق وعطش لها.

هذا لا يعني بالضرورة أن الألم خفّ وخمد بل زادت صواعقه وزلازله إنما تعلمت دفنه وابتلاعه وهذه عملية تضطرني للاقتران بالفراش عدة أيام أتلوى وأعض وسادتي ألماً حتى يدمى فمي بعد كل جرعة علاج.

ثم تنتشلني نظرته التأنيبية من بؤسي حين أخرج بعد غياب. يظنني أنقطع عن الركض معه تكاسلاً فقط. موقفه المُعاتب الأشبه بـأبٍ صامت خائب الظن بابنه، هذا الموقف يمسح على روحي بحنو ويواسيها. في المقابل لا أملك أن أعطيه سوى ابتسامة ضبابية لا تبرر موقفي. مع ذلك لا يسأل.

إنه مثاليّ لهذا الحد.

ليحفظه الرب.

ليس مظهراً مليحاً وحسب إنما روح طيبة.

صار ألين تجاهي وتكشّف لي أن حدّته وتحفظه السابق لم يكونا سوى ارتباك وشعور بالغرابة وحسب. احتاج وقتاً ليكون مرتاحاً لتواجدي معه.

هو الآن أكثر مرحاً، يومئ لي تحية صباح ويبتسم في وداعي، لم نتبادل أطراف الحديث بعد. كأننا نلتقي في مهمة محددة ننجزها، نركض لأجل الركض كأن الجري في الصباح الباكر فرض وسنّة حياة لا بد من تأديتها، كأنه مُرسل لي في بِعثة .. من الرب، ربما.

لا أعلم عنه شيئاً ولا يوحي لي بشيء ولايقول لي شيء أو يشرح ما يفعله يرمقني وتضحك لي عيناه عوضاً عن شفتيه.

تعبير غريب

ذلك الذي يُبديه نحوي، كالاستحسان والإطراء والفخر والودّ وبعض الامتنان.

أنا أيضاً ممتن.

وزاد امتناني حين لاحظت تحسن لياقتي. إنه مدربٌ ممتاز، خطوة خطوة حسّن مقدرتي على التحمل، قلل عدد الاستراحات وزاد عدد الدورات ومدة الركض.

ودون أن أعي كيف حصل التحول وجدت تنفسي أفضل ولهاثي أقل. أحياناً يصيبني الدوار والغثيان أثناء التمرين لكني أتدبر أمري بتقليل السرعة والركض متأخراً عنه.

لا يزعجني ذلك طالما أتنفس.

_________

.
.
.

.
.

الوضع ماشي ع البطيء فهل هذا مزعج لكم؟

هل النص يستحق نجمة؟ ⭐👇

MONSTA X BRO |✔| REMEDY  بلسم  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن