منذ لحظة إعلامي بنتائج الفحوصات وأنا مُغيّب في كابوس يقظة.
أعيشه،
أنغمس به،
أضيع في تفاصيله،
أخافه.
يداهمني في نومي وصحوي.
واقع يشوبه ضباب الوهم. نبوءة تتجه بثبات وحتميّة ..
وسط مفترق طرق رمادية، أراني أقف وحدي، مسلوب الإرادة، مسلوب الألوان، مجرداً من الظل.
أسمع صوت أجراس مُجلجل يلهو في البعيد، له نمط الكنائس والمآتم.
ثم يمرّ أمامي موكب جنائزيّ، أناس كُثر، عيناي تعجز عن الإحصاء. يحتضنون صورة لي، أبدوا مبتسماً.
لجميعهم وجه أبي وأمي.
رؤيتهم تفطر قلبي كما تثقبه فكرة الموت. لا وقت للكذب .. أنا خائف.
لا تأخذوا صورتي، لا تأخذوني بعيداً عن هنا ..
بابا؟ .. ماما؟ .. لا أريد الموت!
______
تملكتني الرغبة بالهرب، الهرب من كل شيء، من الموت، من العيون، ومن كذبهم، من المشفى من حضن أمي ومن نفسي.
بين التحاليل المفاجئة والكثيرة وكلام الأطباء والجدالات الطويلة حول ما يجب فعله، فرص نجاتي، نوع الخلايا، نوع العقارات التي سأحتاجها، شعرت بأن حياتي تُسلب مني مقابل وهم.
وهم .. فأنا لم أشعر بالمرض ولا بالتعب.
أنا لست مريضاً.
أنا ضائع في نقطة يتقاطع عندها أكثر من ألف طريق وكلها توصل للألم كما يشي سجليّ الطبيّ.
هذا ظُلم.
هل أرمي ستة وعشرين سنة بسبب تشخيص آلات غبية؟؟
ماذا يعني أن تُقرر شاشة صغيرة مصير حياتي؟
بعد الدراسة بجد؟ بعد العمل بصبر؟ ألن أواعد؟ ماذا عن المشاريع التي حلمت بها؟
أين السعادة التي تتشدق بها الإعلانات؟ أين عاقبة الأولاد اللطفاء في قصص أمي؟ أين مكافأة الفضائل التي ترويها ديانة أبي؟
أكان ذنبي أني أُصبت بكحّة غريبة؟ أما كان عليّ زيارة المشفى؟
بحق كل آلهة الأرض! إنه سعال! لماذا يُعاملوني كأنني ممسوس بشياطين يتوجب ذبحها بأفظع الطرق وسحقها بأسمّ العقاقير؟
حتى لو أجمع الأطباء ورئيسهم على حالتي، هل سيعرفونني أفضل مما أعرف نفسي؟ متى تعفّن داخلي بالطريقة التي يثرثرون عنها؟
أشعر أني أفقد صوابي. أرغب بضربهم. لا أشعر بالشفقة تجاه أحد، لا أشعر بالشفقة تجاه نفسي بل بالنفور والكراهية. لا أحد يصدقني، ينظرون إليّ كما يُنظر لـعاجز لا يملك من أمره شيء.
أنت تقرأ
MONSTA X BRO |✔| REMEDY بلسم
Fanfiction#مكتمل كنت خارج حدود الطبيعة، أعي ما حولي عبر حاجز من الألم وكل شيء بدا مختلفاً عما عرفته. فصول قصيرة شونو × ونهو #BRO_ MANCE