● Remorse

117 20 44
                                    

المنزل خامد مثل قفص معزول عن الحياة.

تركت كل شيء مغلق قبل أن أخرج فجراً. نور الظهيرة الآن يكافح ليمرّ رقيقاً بين شقوق الستائر المسدلة. حتى نور النهار بدا متعباً وعليلاً.

الثقل، التعب، الشتات .. أحاسيس معقدة تتقلب في صدري. شعرت أني غبت عن البيت لسنوات طويلة دون أن أشتاق له.

خلعت حذائي عند الباب وأفرغت جيوبي على طاولة المدخل الجانبية، المفاتيح وساعة .. ولفافة شاش طبيّ نسيتها فيه.

كيف حصل كل ذلك؟

برق الألم في رأسي وداهمني صداع قويّ، مثل صاعقة التمعت في السماء مخلفةً وابلاً غزيراً من المطر.

وبينما أنظر إلى أصابع يدي الملطخة بالدم أجفلت إذ أحسست بوجود شخص ما ..

"تأخرت، أين كنت" وقف كيهيون وسط غرفة المعيشة يعاتبني.

أتى للزيارة مرة أخرى؟

تخطيته متوجهاً إلى الحمام، وقفت أغسل يداي.

لحق بي كيهيون وتلكأ عند الباب عاقداً حاجبيه يحملق بالسائل الأحمر الذي ينحل عن أصابعي في جرن الماء.

"ألم تكن تهرول؟ ماذا حصل؟" سألني بصوت بهت وانخفض بفعل الصدمة.

تحركت غير راغب بالحديث، جففت يداي، تخطيته ودخلت المطبخ لأغلي بعض الماء على النار.

أردت علبة الشاي لكني كنت مشوش ولم أذكر أين وضعتها فرحت أبحث في الدروج والخزن.

تابع كيهيون حركتي كمن يشاهد حيواناً عجيباً لأول مرة ووصلت دهشته أقصاها حين وجدت ما أبحث عنه .. "شاي أخضر؟ منذ متى وأنت تشرب شاياً بعد التدريب؟"

قرقعت بيدي الأواني حين أوقعتها بالخطأ.

أمرني بريبة وقلق متدفق .. "شونو، انظر في عيني حالاً وأخبرني ماذا هناك؟ ماذا تفعل؟"

تنهدت

استسلمت

وتوقفت عن عملي الأخرق

يسألني ماذا أفعل .. وكأنني أعي ما أفعل.

هبطت كتفاي وتحدبتا .. أي جدوى أرجوها؟

"إنه .. ليس لي" ألقيت ما كان بيدي في حوض الغسل، أطفأت النار وجلست إلى طاولة المطبخ

لاحظ كيهيون آثار الدموع على بشرتي وفي مقلتيّ فأشحت وجهي، شكيت له .. "ماذا أستطيع أن أفعل له غير هذا؟" حقاً ماذا أفعل؟

غطيت وجهي بكلا كفيّ أسندت ثقل رأسي على مرفقي ومرفقيّ على الطاولة .. "لا أعرف كيف أتصرف"

علت نبرته ببعض الغضب .. "دعني أوضح لك، لم أقطع كل هذه المسافة ليتم تجاهل أسئلتي بهذه الطريقة الغبية، إما أن تخبرني بالمشكلة أو .."

MONSTA X BRO |✔| REMEDY  بلسم  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن