"ابقى إلى جانبه، الدعم يكون بالحضور والتواجد لا بكلمات المواساة الفارغة" عندما كتبت هذا البند وضعت إلى جانبه إشارة._________
بعد نزهتنا الأولى لم نستطع الخروج مرة أخرى. مرض هوسوك فجأة وعانى من ارتفاع شديد في الحرارة.
"لا يستطيع النهوض" أحبطني الخبر حين فتحت لي عمته الباب "يحصل هذا أحياناً" حاولت تهوين الأمر عليّ.
الجو كان جميلاً ولا يعوّض .. شاهدناه عبر النافذة فقط.
استمر مرضه أياماً ولم يكن قادراً على الخروج من البيت ولو في السيارة، بل .. بالكاد كان يتحرك في سريره أو يذهب إلى الحمام.
قضيت وقتي في منزل جارتي من الظهيرة وحتى المساء، في غرفته، قرب نافذته وإلى جانبه.
في فترة اكتئابي التزمت بيتي لكن ذلك كان بقرار مني، أما هوسوك فيملك رغبة جارفة للخروج واستنشاق الهواء لكنه غير قادر.
هذه المقارنة كانت تكسر قلبي.
أضفتها إلى قائمة : لماذا أرغب بمساعدته.
حاولت تسليته، فجأة صار هناك الكثير للحديث عنه بيننا، لم تصبني الحيرة بأي من لقاءاتنا بخصوص ما يجب نبشه ونقاشه، أردت أن أعرف كل شيء عنه كيف نشأ أين درس هل واعد؟ ماذا يعمل؟ وأن أخبره بكل شيء عني.
هوسوك أبدى رغبة مماثلة.
كلانا تصرف وكأننا لا نريد للحظة أن تُفلت منا دون أن نستغلها تمام الاستغلال.
هذا لا يعني أننا استطعنا تحقيق هذه الرغبة.
كنت أخرج هاتفي وأريه صوراً لي ونبحث عن مقالات تحكي عن نجاحاتي كـسباح محترف قبل الإصابة وأقص عليه مسيرتي، كيف بدأت وكيف تدربت وكل العقبات التي رأيتها مهولة.
أصغى باهتمام وهو ملتصق بسريره يرتجف تحت كومة من الأغطية.
لم يستطع أن يحكي لي عن نفسه، لأن الكلام يستهلك طاقته.
كان يصيبه التعب حتى وهو يصغي وحسب فيغمض عينيه وينام وأنتظره أنا حتى يستيقظ.
أراقب الشارع في الأسفل.
أنظر إلى هوسوك كما لا أفعل حين يكون مستيقظاً.
أقرأ.
أقرأ من الكتب الموجودة في الغرفة أو قرب سريره. فيها وجدت فقرة وضع عليها علامة ومقولة أشار إليها بنفسه «الحياة سلسلة من الأيام الخالية من الهدف. المتعة الوحيدة هي الاستعداد للزوال». تأملت العبارة حتى حفظتها.
عندما يستعيد وعيه ويراني إلى جانبه تحنو نظرة عينيه ويبتسم ثم يسألني "ثم ماذا حصل؟"
نظرته تلك .. نظرته تلك !
أكمل له من حيث توقفنا "كنت متأخراً عن المركز الأول وكانت كتفي سليمة وقتها .." أكمل بذات الحماس كأنه لم يغب عني لساعة أو أكثر.
في البداية مانع أن أساعده في أموره الشخصية وغضب "أستطيع النهوض وحدي!" سحب يده. كان شديد الحساسية.
"احملني إذاً!" صحت مرة بصوت أعلى من صوته "هيا! افعل! .. تجعلني أرغب بضربك"
أمال رأسه مستسلماً وانتبه لتصرفه الطفولي وحماقة ما يقول. كان على وشك السقوط من شدة الإعياء ويستحيل عليه أن يصل باب الحمام وحده.
قلت "مسموح لك أن تكون حقيراً مع بطل مثلي، لذا هيا، استغل هذا جيداً"
نخر هازئاً.
تكسرت ملامحي الجدية إلى ضحكة عندما لاحظت كم بت أشبه كيهيون بتصرفاتي فشاركني الضحك .. مرهقاً.
في إحدى المرات تحسس ذراعي وأنا أعيده إلى سريره، تحسس قوة عضلاتي .. "أرغب برؤيتك تنافس مرة أخرى بأم عيني" كانت أمنيته صادقة. جعلتني أفقد القدرة على الرد للحظة.
شددت الغطاء عليه. أغمض عينيه لكنه ظل مستيقظاً، سأل مُغمض الأجفان .. "متى سنذهب لشراء حذاء؟"
"تسألني أنا؟ اسأل نفسك أيتها الأميرة النائمة" أظنني أسوأ من كيهيون، لماذا لا أستطيع أن أكون أكثر لطفاً؟ "هل أعطيك قبلة لتتحسن؟"
رفع يده بشكل دفاعيّ وبتقزز "إياك أن تقترب مني، لن يعجبك ما قد أفعل" .. هدد بينما هو غير قادر على فتح عينيه.
جلست على الكرسي أنظر عبر النافذة وأستذكر على مسمعه .. "فعلتها لي فتاة من قبل"
فتح عيناً واحدة ورفع حاجبه "ركلتك حيث كنت سأفعل؟" المرض أكسب وجهه لوناً يميل للإصفرار، واخشوشن صوته.
نخرت ضاحكاً "بل قبلتني وأنا نائم في غرفة التدريب" تفاخرت ومددت لساني أغيظه. لست رومانسياً أردت إضحاكه.
تكركر "أحسدك" وأعاد إغماض جفنه راحلاً إلى مكان يخصه وحده.
أكلنا معاً. أكل رغبة بمشاركتي لا رغبة بالطعام، شعرت بذلك وقدّرته.
أثر بي أشد تأثير.
لا وقت محدد للنكسات والوعكات الصحية التي تصيبه، أخبرتني عمته أنها لا تتدخل ولا تساعد لأنه يرفض أن تقترب منه ويمانع وأنها مندهشة لقبوله وجودي في غرفته.
آلمني أنه يمر بكل هذا الضنى على سرير بارد وفي وحدة تامة، أي رجل حديدي هو؟ لو كنت مكانه لبكيت وتوسلت الخلاص في حضن أمي.
احتراماً لكل الجَلَد الذي يُظهره بقيت جالساً إلى جانبه بصمت، بصبر لساعات وساعات وساعات .. أقرأ .. وأفكر.
_____
.
.
.
.يُتبع.
حين يكون نائم لا تتركه، فهو ليس نائم بل منفصل لفترة. ابقى الى جانبه. حين يستيقظ ويجدك سيحس بالفرق لانه غالباً ينام ويستيقظ وحده عدة مرات .. وجودك يعني الكثير ويخفف الكثير.
نجمة؟ ⭐👇
أنت تقرأ
MONSTA X BRO |✔| REMEDY بلسم
Fanfiction#مكتمل كنت خارج حدود الطبيعة، أعي ما حولي عبر حاجز من الألم وكل شيء بدا مختلفاً عما عرفته. فصول قصيرة شونو × ونهو #BRO_ MANCE