الفصل الاول
تطلعت سلمى لوجهها فى المراه وتنهدت بقوه وهى تحاول ان تمحو اى اثر لدموعها التى لم تتوقف لايام فلم تكن تريده ان يرى دموعها خاصة واليوم ربما يكون الاخير الذى ستراه به فاليوم ينتهى كل شىء ويتم الطلاق بينها وبين شريف زوجها والرجل الوحيد الذى احبته ولكن القدر لم يسمح لها بالسعاده فعاندها كعادته لتسقط مره اخرى فريسه للالم والتعاسه وهى التى ظنت انها لن تعد اليها مره اخرى ولكن هاهى قد عادت ولم يتبقى لها اى امل فستظل تتجرع الالم والهوان الى الابد فزوجة ابيها التى كانت لا تحتملها قبل زواجها بالتاكيد لن تحتملها بعد ان عادت مره اخرى كامراه مطلقه .
هنا لم تتمالك سلمى دموعها لتسقط مره اخرى بغزاره فوضعت وجهها بين يدها وانهارت تماما حتى دخلت زوجة ابيها بدون استئذان كعادتها ونظرت لها بضيق هاتفه :
تبكين الان .الم تكونى انتى من اصر على الطلاق ايتها الغبيه .
رفعت سلمى وجههااليها واجابتها بحزن:
لم استطع التحمل .فكيف اراه مع اخرى وانا احبه .
زفرت زوجة ابيها بضيق اكبر قائله:
وماذا يفعل ان كنتى عاجزه عن الانجاب هل كنتى تظنين انه سيضحى برغبته بطفل من اجل عاجزة مثلك.
كانت كلماتها قاسيه ولكن سلمى اعتادت على قسوة زوجة ابيها منذ سنوات فصمتت قليلا قبل ان تجيبها :
انها ارادة الله وانا لا اعترض عليها .
نظرت لها زوجة ابيها بكره هاتفه:
ولكنه كان يريد الاحتفاظ بك من كرم اخلاقه و انتى من اصر على الطلاق متجاهله رايى انا واباكى فلم تفكرى للحظه فى مصيرك بعد طلاقك وانتى تعلمين جيدا ان لك اخوه يحتاجون إلى مال ابيهم القليل
كما ان البيت بالكاد يكفيناكانت سلمى تتوقع كلمات زوجة ابيها ولكن ليس بتلك السرعه فهى لا تطيقها وليس من الان ولكن منذ ان تزوجت اباها وكانت هى فى العاشره من عمرها وقد توفيت والدتها لتتركها وحيده مع اباها الذى اضطر للزواج بعد فتره ليوفر لها من يرعاها ولكنها ومنذ اليوم الاول لم تخفى ضيقها منها وازداد الامر بعد ان انجبت اسر وشهد اخوتها كما زاد انشغال والدها بعمله الذى كان بالكاد يكفى متطلبات زوجة ابيها وابناءها وهنا ادركت سلمى انها اصبحت وحيده تماما فاصبح لها عالمها الخاص بها والذى تمثل فى غرفتها التى كانت تحتمى بها فتحاشت زوجة ابيها بقدر الامكان وركزت فى دراستها ولم تفكر يوما ان تشتكى لاباها فيكفيه مايعانيه من اجهاد فى عمله فدائما كانت تخبره انها بخير وان زوجته تحسن معاملتها كاخوتها تماما ومرت السنوات وهى تتحمل فى صمت منتظره اليوم الذى ستستقل به بحياتها ويكون لها بيت و اسره تحبها وبالفعل انهت دراستها الجامعيه والتحقت بالعمل كمعلمه فى احدى دور الحضانه القريبه من منزلها وكم كانت سعادتها كبيره وهى تتعامل مع الصغار فقد كانت تحتاج اليهم بقدر حاجتهم اليها فحياتها فى منزل ابيها لم تكن سوى حياه موحشه خاليه من الحب والحنان حتى جاء اليوم الذى قابلت شريف به كان شقيق احدى زميلاتها بالعمل وتقابلا وهو يقل شقيقته ....لم تدرى يومها ما اصابها فقط شعور مختلف ملىء كيانها خاصة وقد اصر على ان يقلها الى منزلها رغم اعتذارها عن ذلك ولكنها استجابت لاصراره فى النهايه خاصة وشقيقته معهم ولم يخف عليها نظراته اليها من المراءه الاماميه للسياره والتى احمر لها وجهها بشده ...كان لقاء قصير ولكنه عنى اليها الكثير فقضت ليلتها تفكر به ولاول مره احتل احلامها احد غير والدتها وعندما استيقظت لم تكن تتذكر الحلم ولكنها كانت تشعر بسعاده كبيره ازدادت ما ان ذهبت الى عملها وقابلت زميلتها التى اخبرتها باعجاب شقيقها بها وان زيارة الامس لم تكن صدفه وانما هى من رتبت الامر ليتقابلا بعد ان اخبرها اخاها بانه يبحث عن زوجه مناسبه وقد رشحتها له شقيقته لما راته من دماثة خلقها وجمالها ولم تدرى يومها بما ترد فقد كادت ترقص فرحا لولا ان حافظت على هدوئها بصعوبه فقد كان هذا ما تتمناه منذ سنوات ..ان تستقل عن بيت ابيها لتكون اسره يملاها الحب ويكون لها زوج محب واطفال رائعيين ولا تنكر انها عندما رات شريف تمنت ان يكون هو شريكها فى هذا الحلم الجميل ولكنها لم تتوقع ان يتم الامر بتلك السرعه ف اعتبرت الامر اعتذار من القدر عن كل ما قاسته فى السنوات الماضيه وبسرعه تم الامر فقد تقدم شريف رسميا لخطبتها ورحب به والدها وكذلك زوجته فاخيرا سترتاح من تلك الدخيله التى تجلس فى منزلها وكانت الخطبه وعاشت سلمى اجمل ايام حياتها فقد كان شريف رجل تتمناه اى فتاه فهو وسيم ..دمث الخلق وهادىء الطباع فاحبته باسرع مما تصورت وكذلك هو لم يخف تعلقه بها فاسرع بتجهيز منزله فى بيت عائلته ليتم الزواج فى خلال اشهر قليله وقد كان واصبحت سلمى فى بيتها مع زوجها الذى تحبه وعاشت معه حياه سعيده وهادئه لا ينغصها سوى بعض مضايقات والدة زوجها التى كانت تتقبلها سلمى بصبر واحتمال فلن تكن اسوء من زوجة اباها التى اسقتها الامرين ومر عام واخر وتقدم شريف فى عمله بفضل تشجيع زوجته وصبرها على ضيق الحال فى بداية زواجهما فساندته بكل قوتها حتى انها كانت توفر له ايضا من دخلهما البسيط وقد اصرت على عدم ترك العمل لتساعده رغم انه طلب منها ذلك ومع مرور الوقت تحسنت الاحوال بشريف كثيرا وهنا اصر على تركها العمل والتفرغ للمنزل وكان زواجهما لم يمر عليه سوى عامين ونصف لم تسلم فيهما من تلميحات والدة زوجها عن سبب تاخر الانجاب ولكنها كانت تتهرب دائما من الاجابه التى لم تكن تعرفها فهى ايضا تنتظر ان يكون لها طفل من شريف بفارغ الصبر لتكتمل سعادتهما وربما كان انشغالها بالعمل هو ما ينحى تفكيرها عن الامر ولكنها ما ان تركت العمل واصبح الامر يؤرقها ففاتحت شريف برغبتها زيارة الطبيب لمعرفة سبب التاخر فى حدوث الحمل وهو ما كان يرفضه من قبل وامام اصرارها وايضا تدخل والدته المستمر وافق وكانت الصدمه التى زلزلت كيانها وقضت على سعادتها فهى تعانى من مشاكل كبيره تعوق حدوث الحمل وقد اخبرهما الطبيب ان الامر صعب الحدوث وانها تحتاج لفتره كبيره من العلاج ومن الجائز ايضا الا يفيد بحالتها وهنا انهارت تماما رغم ان شريف حاول تهدئتها بكل الطرق محاولا اخفاء حزنه عليها قبل حزنه على صعوبة ان يكون له طفل منها
كانت تهتف من وسط دموعها :
لماذا انا دائما ...لماذا كتب على الالم طوال حياتى لقد اختبرت الالم لسنوات طوال فهل تضن على الحياه ببعض السعاده ...هل لا استحق بعض السعاده ..لماذا انا دائما ..لماذا؛
تركها يومها تفرغ كل ما بقلبها حتى انهارت اخيرا بين ذراعيه ودموعها تنزل بغزاره فاحتواها بحب قائلا :
حبيبتى ..انها ارادة الله وقد اخبرنا الطبيب بامكانية العلاج .
نظرت له بالم هامسه :
ولكنه اخبرنا ايضا انه قد يمتد لسنوات ..فما ذنبك انت انت تحرم من الاطفال على امل ان استجيب للعلاج.
ابعدها قليلا واجابها بهدوء:
سلمى ...انا اريد هذا الطفل لانه سيكون منك فقط فانتى كل ما اريده بالحياه .
ابتسمت له بحب رغم دموعها التى كانت تملا عينيها فكلماته كانت كالبلسم الشافى لجرحها الدامى .
أنت تقرأ
رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزت
Romanceلم تكن سلمى تطلب من الحياة اكثر من السعادة التى فقدتها منذ كانت طفلة فزوجة ابيها لم ترحمها وكذلك قدرها كان لها بالمرصاد ومع احساسها بالالم والعجز ظهر فى حياتها من قلبها راسا على عقب فهل يكون ادهم هو المرسى الاخيرام يكون للقدر راى اخر كعادته