الفصل السادس

371 12 2
                                    

الفصل السادس

. دخلت منزل والدها وهى تشعر بأنها تائهه تماما حتى أنها لم تلتفت لزوجة اباها وهى تهتف بصوت عالى :
ها قد وصلت سمو الاميره.
دخلت إلى غرفتها بعدها وألقت بجسدها المنهك على فراشها وهى تغمض عينيها بألم فما فعلته الليله لم يكن تتخيل يوما أن تفعله فقد طلبت من أدهم الزواج وحتى وان كان ذلك من أجل حلا ولكن ما فعلته كان خارج حدود العقل بالفعل وماذا عن شريف... ترى ما هو حاله الان ا : بعد صدمته بها وبخبر خطبتها لادهم بالتأكيد انه يتألم.. ولكن ماذا عنها الم تتألم أكثر منه من قبل فلما تشعر الان بتأنيب الضمير.. ربما لأنها تعرف شريف جيدا وتعلم انه رجل حساس للغايه ومشاعره هى من تتحكم به بعكس جبل الثلج الآخر... أدهم الرجل المعقد الذى لا يثق بأى امرأه وقد علمت السبب من والدته ولكنها لن تجرؤ يوما على إظهار معرفتها بالأمر فمثله لا يحتمل احساس الضعف أو الشفقه من أحد كما أنها لا تريد سوى أن تكون قريبه من حلا.. ولكن ماذا عنها هى!!! فهى مازالت تحب شريف وتتمنى الحياه معه وها هو يعود إليها بقلبه كما كان طالبا الرجوع.
نهضت جالسه على طرف الفراش ووضعت رأسها بين يديها
بالم وانخرطت بالبكاء وهى تهتف :
ماذا أفعل الان!! ساعدنى يا الله.
دخل والدها فى تلك اللحظه وقد بدأ عليه الغضب ولكنه ما إن رأها بهذه الحاله حتى ذهب إليها و احتوائها بين ذراعيه قائلا:
يبدو أنك ورطتى نفسك بالفعل يا ابنتى.... اهدئى واخبرينى بما فعلته بنفسك فقد اخبرنى شريف انك ستتزوجى من آخر.

دفنت رأسهابين ذراعيه وقد أطلقت العنان لدموعها واجابته:

لقد فعلت ما فعلت من أجل حلا يا ابى فلا أريدها أن تتألم مثلى أو أن تعانى مع زوجة اب تكرهها.
ربت والدها على رأسها بحنان قائلا بحزن.
ولكنك لم تشكين يوما من معاملة ثريا لك يا ابنتى وان كنت فعلتى ما كنت سمحت لها بذلك.
تنهدت قائله:
وماذا كنت ساجنى من إضافة حمل آخر على عاتقك يا ابى فيكفيك عملك وتعبك من أجلنا.
زفر والدها بضيق وهتف بها:
ولكنى تزوجتها من أجلك. لولاك ما تزوجت بامرأة أخرى بعد والدتك فقد كانت ذكراها تكفينى لآخر عمرى.
ابتعدت سلمى عنه وقالت بحزن:
وهنا تكمن المشكله يا ابى.. انت تزوجت فقط من اجلى ولم تفكر بمن تزوجت.. .. انت فقط ظننت انك حللت مشكلة احتياجى لامرأه ترعانى ولكن لم تفكر ان كانت تلك المرأه ترغب فى ذلك أو أنها مستعده لتكون ام بديله لى...والامر ذاته كاد أن يتكرر الان مع حلا وانا لن اسمح بحدوث ذلك ابدا حتى لو مزقت قلبى بيدى ليتوقف عن حب شريف.. فحلا هى من اريد ان اكرث حياتى من أجلها وليس رجلا قد يتركنى فى اى لحظه لعجزى....
صمت اباها مفكرا قبل أن يقول بعدم اقتناع:
هل فكرتى جيدا بالأمر يا ابنتى... ستكون حلا معك بالفعل ولكن لا تنسى وجود والدتها فالأمر مختلف مع حلا فوالدتها مازالت على قيد الحياه كما اخبرتنى وربما عادت إليها يوما وفى تلك اللحظه ستكونين خاسره تماما الا فى حالة أن تكون مشاعرك قد توجهت بالفعل لادهم.
ابتسمت له سلمى بحزن واجابته:
المشاعر ليس لها دخل بهذا الأمر يا ابى فالأمر بيننا لا يزيد عن صفقه فهو يريد ام لابنته وانا اريد الابنه التى حرمنى القدر منها.. أما والدة حلا فلن تعود إليها يوما.. لن يسمح لها أدهم بذلك.
نظر لها والدها بدهشه وسألها :
ولما انتى واثقه لهذه الدرجه؟
اشاحت بوجهها واجابته :
انا اكيده من ذلك ولكن لن استطع اخبارك عن السبب فهو يخص أدهم وحده.
تنهد والدها وقال:
أخشى انك تلقين بنفسك بتجربه جديده مؤلمه يا سلمى ولا ادرى أن كنتى ستتحملى ألم آخر فمازلت اعتقد ان عودة أدهم لزوجته وارده وفى تلك اللحظه ستنتهى تلك الزيجه التى تطلقين عليها صفقه.... الزواج ليس صفقه يا ابنتى.
ضحكت سلمى بمراره واجابته:
وماذا كان زواجك من الخاله ثريا ياابى... ألم تتزوجها فقط لرعايتى ولم تحبها يوما كما اخبرتنى.
هذا ما اقصده بالصفقه يا ابى فكلانا يحتاج الآخر ليكمل ما ينقصه لتستقر حياته وتستمر.
نهض اباها وقال بحزن:
ولكن صفقتى لم تكن ناجحه يا ابنتى فها انتى أمامى تعيسه تماما وكذلك انا و......
قاطعته بحسم :
والخاله ثريا أيضا تعيسه يا ابى وقد اخبرتنى أن كرهها لى كان بسببك انت ولكنى لم اسألها عما تعنيه ولن اسألها فحزنها يظهر فى عينيها دائما رغم ما تظهره من قسوه وأعتقد أننى أعلم السبب الان.. انت لم تحبها يوما يا ابى .
ولذا خسرت صفقتك فأنت أردت اما بديله لابنتك وهى أرادت رجلا يحبها أو على الأقل يراها كزوجه ولكنك لم تستطع يا ابى.
هز رأسه نافيا وهتف:
ماهذا الهراء.. انا لم ابخل عليها يوما بأى شئ واعمل ليل نهار لتوفير ما تحتاجه و.....
قاطعته قائله :
ولكنك لم تحبها يوما ولم تراها لأن ذكرى امى ما زالت تملأ قلبك وعقلك.
جلس باستسلام وقال:
حتى وإن كلامك صحيح فهذا لا يبرر أن تسئ اليكى.
قالت بهدوء:
هى لم تسئ اللى يا ابى.. هى فقط فعلت مثلما فعلت معها.. انت لم تحبها وكذلك هى لم تحبنى.. وانت أهملت مشاعرها وكذلك هى.
اشاح والدها بوجهه هاتفا:انا لم أقصر معها فى اى شئ ولكن قلوبنا ليست بأيدينا.. والآن لنعد إليك انتى فالأمر معك مختلف.
تنهدت بهدوء واجابته:
نعم الأمر مختلف ولكن للأفضل فاتفاقى مع أدهم واضح ومنذ البدايه فليس للمشاعر اى مكان به فقط حلا هى نقطة التلاقى بيننا ولن افكر يوما فى غير ذلك وكذلك هو فهو أيضا لا يحتاج إلى زوجه.
نظر لها والدها بدهشه وقال:
هل كان يحب زوجته لتلك الدرجه التى يرفض بها اى امرأه أخرى بحياته... اعتقد ان ذلك ليس فى صالحك يا ابنتى.

رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن