الفصل الثالث عشر
مرحبا يا سلمى... كيف حالك يا ابنتى
قالها والد سلمى وهو يضمها بحنان بينما ظلت هى صامته بين ذراعيه تحاول الا تخرج من بينها فشعر والدها بأن هناك خطب ما فأبعدها قليلا وهو يشد على كتفيها قائلا :
هل انتى بخير؟
تأوهت بشده وهى ترفع يده عن كتفها برفق فنظر لها والدها بصدمه وسألها مرة أخرى :
اجيبينى يا ابنتى.. هل انتى بخير؟
ارتمت بين ذراعيه وانهارت باكيه وهى تجيبه :
لا يا ابى... لست بخير
ضمها والدها بقوه ولم يزد فقد شعر أن ابنته على حافة الانهيار فاكتفى بأن اجلسها وجلس بجانبها وهى مازالت بين ذراعيه يربت على كتفها برفق حتى هدأت تماما فهمس لها قائلا :
هل يمكنك أخبارى الان عما حدث؟
هزت رأسها بالنفى واجابته من بين شهقاتها :
لا.... لن استطيع اخبارك ولكنى لا أريد العوده إليه مرة أخرى.... لن استطيع العيش معه مرة أخرى... انا اكرهه يا ابى.. اكرهه.
تنهد والدها بقوه وهو يفكر بما اوصل ابنته لهذه الحاله وان كانت واثقه من قرارها بترك أدهم ومن داخله شعر بالألم من أجلها فللمرة الثانيه تعود إليه ابنته مكسوره بهذا الشكل وكأنها كتب عليها الشقاء طوال عمرها.. ولكنه ترك أفكاره جانبا وقال:
سلمى.. لا تتسرعى يا ابنتى... انتى الان تحتاجين إلى الراحه وغدا ستكونين اقدر على اتخاذ قرارك.
. كانت بالفعل تحتاج إلى الراحه فاومأت برأسها باستسلام وهى تمسح دموعها التى ملئت وجهها فابتسم لها والدها بحنان قبل أن يهتف مناديا زوجته التى جاءت ونظرت لسلمى بضيق قائلة :
مرحبا يا سلمى... ما الذى جاء بك فى هذا الوقت المتأخر؟
نظر لها زوجها بغضب فتابعت قائله :
انا اقصد ان الوقت متأخر وربما غضب زوجها.
اشاحت سلمى بوجهها فهى تعلم جيدا ما بانتظارها من زوجة ابيها بينما نظر والدها لزوجته بغضب وقال :
ستمكث سلمى معنا لبعض الوقت.. اذهبى وجهزى لها غرفتها.
جلست ثريا هاتفه :
ولماذا تترك بيت زوجها!!
اجابها بغلظه :
لا شأن لك يا ثريا... افعلى ما طلبته منك بلا مناقشه.
مطت شفتيها وهى تنظر لسلمى بضيق هاتفه :
حسنا سأفعل ولكن لتعلم ابنتك أن مكانها فى بيت زوجها اما هنا فهى فى زيارة لوالدها... وفقط.
نهض زوجها من مكانه وهتف بها بغضب :
سلمى ابنتى هنا فى بيتها يا ثريا وحذارى أن ترددى هذا الكلام والا فاقسم أن تكونى انتى من يغادر بيتى فقد سئمت منك ومن قسوتك.
نظرت له ثريا بصدمه وهتفت :
هكذا إذن... عادت الاميره لبيتها ولاذهب انا إلى الجحيم.. حسنا يا حسن سأترك البيت أن كنت تكتفى بابنتك به
قالتها وهمت بالخروج فنهصت سلمى مسرعه واستوقفتها هاتفه:
لا داعى لذلك.. فأنا لن امكث هنا سوى بضعة أيام فلن يسمح لى أدهم بالبقاء هنا طويلا...
نظر لها والدها بغضب وهتف بها :
سلمى.. ماذا تقولين.. انتى لن...قاطعته قائله بثبات :
ابى... انا من ضخم الأمور كثيرا وخالتى ثريا محقه فبيتى هناك مع زوجى.. انا فقط سارتاح هنا لبضعة ايام قبل أن أعود .
هتف بها بغضب :
لن يحدث ولن تذهبى إلى أى مكان الا اذا كنتى حقا ترغبين بذلك.. هذا بيتك انت قبل اى احد آخر ولن اسمح أن تهان كرامتك من اى احد فلا يوجد هنا من هو أهم منك.
كانت تلك هى المرة الأولى التى تجد اباها بمثل هذا الغضب فصمتت تماما وتركته يبادل ثريا نظراتها الغاضبه قبل أن تتركهم ثريا وتدخل غرفتها فزفرت سلمى بقوه وقالت :
لقد قسوت عليها كثيرا يا ابى.
اجابها بضيق :
بل تهاونت كثيرا وكنتى انت من دفع الثمن يا ابنتى... اذهبى لغرفتك الان وارتاحى وغدا نتحدث.
. تركته مستسلمه ودخلت إلى غرفتها وهى تفكر بمصيرها القادم فزوجة اباها لن تحملها مرة أخرى وقد اخبرتها بصراحه انها لا تريدها هنا مرة أخرى.. كيف لم تفكر جيدا فى هذا الأمر كما أنها أيضا لم تفكر بحلا.. فلن تحتمل أن تبتعد عنها كثيرا ولكن.. ماذا عنها هى كيف ستواجه كل تلك الخساره فهذه المره الأمر مختلف فخسارتها هذه المره كبيره فقد خسرت منزلها الذى أحبته وابنتها التى صارت كقطعه من روحها وخسرت أيضا مشاعر صادقه كانت تتمنى لو انها استمرت اما الان فلم يتبقى لها شئ... اى شئ
....................
بات أدهم ليلته ساهرا فلم يستطع النوم بعد ما حدث فقد كانت رأسه مليئه بالتساؤلات وضميره يؤنبه بشده على ما فعله مع سلمى فهى لا تستحق هذا ومع شعور الندم الذى ملئه ومشاعره التى أصبحت واضحه تماما أمامه تجاه سلمى قضى ليلته يتقلب على فراشه وفى الصباح ذهب إلى عمله وجلس بمكتبه بالمشفى الجامعى وهو يحاول الهدوء والتفكير فى كيفية استعادة سلمى مرة أخرى وان كان اكيد تماما انها لن تستطيع الابتعاد عن حلا فهو يعلم جيدا بمدى تعلقها بها وبالتأكيد ستعود من أجلها...
نعم ستعود.. بالتأكيد ستعود
قالها لنفسه ورددها أكثر من مره حتى قاطعه طرقات على باب مكتبه فسمح للطارق بالدخول ليجد أمامه آخر شخص يتوقع رؤيته فى تلك اللحظه.. لقد كانت سهيله واقفه أمامه تنظر إليه بجمود فنهض من مكانه هاتفا بغضب :
..
كيف تجرؤين على القدوم إلى هنا أيتها الحقيره
اجابته بهدوء :
ادهم.. ارجوك أن تهدأ فلم اخاطر بالقدوم إلى هنا الا من أجلك انت.
ابتسم بسخريه وقال:
من اجلى انا.. بالطبع كل ما فعلته كان من اجلى أيتها الحقيره.. اذهبى قبل أن اقتلك واخسر مستقبلى من أجل عاهرة مثلك.
نظرت له بصدمه فكلمته كانت قاتله بالنسبه إليها وقالت :
لا تنسى أننى ام ابنتك.
هتف بها وهو يتجه إليها جاذبا اياها من ذراعها بغلظه:
امازلت تتذكرين ابنتك يا حقيره.. امرأة خائنة مثلك لا تستحق سوى القتل.
سالت دموعها بغزاره وهى تقول :
معك كل الحق فيما تقوله ولن ادافع عن نفسى ولكن ارجوك اسمعنى فهناك الكثير يجب أن تعرفه من أجلك انت وحلا..
تركها وأولاها ظهره هاتفا :
لا أريد سماع شئ.. اذهبى من حيث جئتى واحرصى على الا اراكى مرة أخرى.
هتفت به بإصرار :
ادهم... يجب أن تسمعنى واعدك الا ترانى مرة أخرى.. لقد جئت أحذرك من مراد فهو ما زال مصرا على ايذائك ولن يتركك تحيا بسلام.
نظر إليها بدهشه ساخره وقال :
إذن فقد تركك مراد أو ربما انتى من تركتيه من أجل آخر
نظرت له بعين دامعه وقالت بصدق :
ليته تركنى يا أدهم.. مراد يكرهك ولا يهتم سوى بايذائك وتدميرك وكنت انا وسيلته لذلك ولكن اطمئن لقد دفعت الثمن غاليا ومازلت ادفعه.
قالتها وانهارت بالبكاء فنظر إليها بدهشه فسهيله لم تكن يوما بهذا الانكسار و التى تقف أمامه الان هى امرأة مدمرة تماما ولكنه سرعان ما عاد لمقعده وسألها :
ولما يفعل مراد كل هذا؟
اجابته بسرعه:
انه يحقد عليك منذ كنتما فى الجامعه ويرى انك أفضل منه فى كل شئ ولذا يحاول انتزاع كل شئ منك ويحاول أن يحرمك من كل ما تحبه لذا عمل على التفريق بيننا فقد كان يعلم كم.... تحبنى.
أنت تقرأ
رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزت
Romanceلم تكن سلمى تطلب من الحياة اكثر من السعادة التى فقدتها منذ كانت طفلة فزوجة ابيها لم ترحمها وكذلك قدرها كان لها بالمرصاد ومع احساسها بالالم والعجز ظهر فى حياتها من قلبها راسا على عقب فهل يكون ادهم هو المرسى الاخيرام يكون للقدر راى اخر كعادته