الفصل الحادى عشر
اسبوع كامل مر منذ تلك الليله وانقطعت خلاله تماما اى علاقه بين سلمى وادهم وحتى حلا كانت غاضبه للغايه من اباها فقاطعته بدورها.. و رغم محاولات أدهم لاسترضائهما الا انه لم ينجح وكان يستيقظ يوميا ليجد افطاره معد بينما سلمى وحلا بغرفة سلمى وقد انتقلت حلا للنوم معها وحين عودته فى المساء يجد عشاءه معد أيضا وكما هو الحال بالصباح وكلما مرت الايام كان أدهم يشعر بالحنين أكثر لحلا و... لسلمى التى كانت غاضبه وتحتاج إلى مزيد من الوقت.. ولكنه استيقظ اليوم وقد قرر أن يحاول أن ينهى هذا الخصام فقد اشتاق لضحكات حلا التى كانت تملأ المكان وكذلك اشتاق لسلمى التى كانت تتنقل كالفراشه فى أرجاء منزله دون أن يظهر ملاحظته لها لذا فقد ذهب إلى غرفة سلمى وطرق بابها بهدوء وانتظر فلم يحصل على اى اجابه فطرقه مره اخرى بصوت أعلى لتفتحه سلمى قائله بصوت خفيض:
ستستيقظ حلا
.... هل تريد شيئا؟
تأملها للحظات بسترة نومها الطفوليه وقد اكتشف انه قد افتقد رؤيتها بالفعل قبل أن يقول :
هل سأظل منبوذا هكذا إلى آخر العمر... كنت أظنك أكثر تسامحا من ذلك.
اشاحت بوجهها ولم ترد فتابع بضيق:
لقد اعتذرت منك مئات المرات بلا فائده وانا الان على استعداد لتقديم اى ترضيه ترينها ولكن لا داعى لنبذى بهذا الشكل.
ظلت على صمتها فاخرج علبه صغيره من جيبه وقدمها لها قائلا :حسنا لا تردى ولكن على الأقل اقبلى منى تلك الهديه كاعتذار عما بدر منى.
نظرت للعلبه باستخفاف وقالت :
لن تشكل هديتك اى فارق معى كما أننى لن اقبلها ولن تمحو اهانتك لى.
زفر بضيق وان كان من داخله سعيد بسماع صوتها من جديد وقال :حسنا.. يمكنك اعتبارها كترضيه مؤقته وانا على استعداد تام لتنفيذ كل طلباتك انتى وحلا.
نظرت له بدهشه فهذا الرجل لا يماثل الذى تعامل معها بمنتهى العنف من بضعة أيام ثم ما الذى حدث وجعله يفعل ذلك فهو من كان يبعدها عنه بكل الطرق من قبل ولكن دهشتها لم تطول وقد شعرت بيده تضع الخاتم الذى أخرجه من علبته باصبعها قائلا :
ارجو ان يعجبك اختيارى.
نظرت ليدها التى زينها الخاتم الذى كما يبدو باهظ الثمن وقالت وهى تخلعه :
لا أريده... ولكن ان كنت تسعى لارضائى انا وحلا فسنفكر بالأمر ونخبرك
قالتها وناولته الخاتم بثقه وأغلقت باب غرفتها ليظل هو على وقفته وقد شعر بالغضب فمن تظن نفسها حتى تعامله بتلك الطريقه.. ربما هو من أخطأ بالذهاب إليها فهى لا تعنى له شيئا.. هو فقط أراد الاعتذار عما فعله معها فى لحظة غضب ولكن ان ظنت انه يحتاجها أو أنه يريدها أو أن حياته متوقفه من أجلها فهى واهمه وتحلم فمثله لن يثق بأى امرأة أخرى مدى حياته و........
قال كل هذا لنفسه وهو يجلس على مقعده أمام طاولة الطعام التى لا يدرى متى تعدها.. فقط يستيقظ ليجدها معده بعنايه ولكنه لم يستطع أن يأكل شيئا فحلا لا تداعبه ولا تثرثر كعادتها وسلمى لا تطلق ضحكتها العذبه لدى سماعها دعابات حلا... يفتقدها... نعم يفتقدها بشده ولا يعلم لذلك سببا غير أنه تعود على وجودها وتعود على اهتمامها به وبشئونه
أنت تقرأ
رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزت
Romanceلم تكن سلمى تطلب من الحياة اكثر من السعادة التى فقدتها منذ كانت طفلة فزوجة ابيها لم ترحمها وكذلك قدرها كان لها بالمرصاد ومع احساسها بالالم والعجز ظهر فى حياتها من قلبها راسا على عقب فهل يكون ادهم هو المرسى الاخيرام يكون للقدر راى اخر كعادته