الفصل السابع عشر

319 8 1
                                    

الفصل السابع عشر

سلمى... استيقظى يا ابنتى
قالتها ثريا وهى تربت عليها برفق ففتحت سلمى عينيها ببطء وسألتها:
كم الساعة الآن؟
اجابتها ثريا بهدوء:
انها العاشره. .
زفرت سلمى بضيق وهى تهتف بها :
لقد تأخرت على مقابلة العمل.
قالتها وهى تنهض بسرعه وتابعت :
ألم أخبرك بالأمس أننى سأذهب لمقابلة عمل فى الصباح. .
اجابتها ثريا بهدوء:
لقد كنتى متعبه يا ابنتى ولم تنامى الا بعد الفجر.
نظرت لها سلمى بدهشه وسالتها :
وكيف علمتى بذلك؟
اجابتها ثريا بحنان آثار دهشتها:
لقد كنت اتفقدك لاطمئن عليكى كما أفعل مع اخوتك.
زفرت سلمى بضيق وقالت وهى ترمقها بحزن:
لا داعى لتعبك مره اخرى يا خالتى فلست ابنتك.
قالتها واتجهت لتتوضأ وعندما عادت لغرفتها كانت ثريا قد تركتها فصلت فرضها ودعت أن يوفقها الله فى مقابلة العمل اليوم فقد كاد المال أن ينفذ وأخوتها بحاجه الى عملها وما أن انتهت حتى ارتدت ثيابها وهمت بالخروج ولكنها توقفت كعادتها كل صباح واتجهت إلى الهاتف وطلبت رقم منزل جدة حلا ولكنها انتظرت كثيرا ولم تحصل على رد فدمعت عينيها رغما عنها فهى فقط تريد سماع صوت حلا للاطمئنان عليها وقد حرصت على فعل ذلك كل يوم دون أن تحاول الرد عليها وقد كانت تعلم أن حلا تسارع هى بالرد على الهاتف فهى عادتها.....
ابتسمت فى تلك اللحظه بينما نزلت دموعها فقد اشتاقت لحلا وشقاوتها وعندها.. اشتاقت لكل شئ تركته بغبائها واشتاقت إلى أدهم الذى رغم قسوته الظاهره معها لم تشعر بالأمان الا بين ذراعيه...

هزت رأسها فى تلك اللحظه بقوه فيجب أن تفكر الان باخوتها فقط وكيف ستجد عمل لاعالتهم ولكنها رغما عنها أعادت الاتصال بها و أيضا لم تتلقى اى رد حتى سمعت ثريا تقول بهدوء:
ربما ليست بالمنزل.
وضعت سلمى الهاتف ونظرت لها بدهشه متسائله:
من تقصدين؟
اجابتها ثريا وهى تضع كوب الشاى الذى أعدته لسلمى على الطاوله :
اقصد حلا يا ابنتى فأنا أراك يوميا وانتى تهاتفينها لتسمعى صوتها فقط ولا تردى.
ظهر الغضب على وجه سلمى وهى تهتف بها :
اتراقبيننى!!
جلست ثريا واجابتها بهدوء:
انا فقط حزينه من أجلك يا ابنتى فانتى تؤلمين نفسك أكثر وانا اعرف هذا الشعور جيدا وقد عشت به لسنوات... ولكن الفرصة مازالت أمامك أن كنت حقا تريدينها.
هتفت بها سلمى بضيق :
لا أريد التحدث بهذا الأمر مرة أخرى... كل ما فى الأمر أننى أردت الاطمئنان على حلا و....
قطعتها ثريا بحسم :
انتى تكذبين على نفسك يا ابنتى... انتى لا تفتقدى حلا وحدها.. انتى تفتقدى أدهم أيضا وتتألمين من أجله.
دمعت عينى سلمى وهى تجلس قائله بألم :
لا يهم الان ما أشعر به فقد انتهى الأمر.

هتفت به ثريا :
لا لم ينتهى.. انتى تحبينه وهو يحبك وحلا التى تهتفين باسمها أثناء نومك تحتاجك كما تحتاجين انتى إليها فلما تكابرين.
هزت سلمى راسهاقائله :
انا اعرف أدهم جيدا.. لن يسامحنى ولن يسمعنى.
هتفت بها ثريا :
يجب أن تحاولى يا ابنتى فلن تستطيعى تحمل تلك الخساره ابدا.. صدقينى لقد فكرت من قبل فى ترك والدك بعد أن فاض بى الكيل ويئست أن يحبنى يوما ولكنى لم اجرؤ على فعل ذلك فقد كنت أعلم أن المى سيتضاعف أن ابتعدت عنه.. ولكن الأمر معك مختلف يا ابنتى فهو يبادلك مشاعرك فلا داعى لأن تضيعى سعادتك معه.. سيسامحك يا ابنتى.. انا اكيده من ذلك.
رفعت سلمى عينيها المليئه بالدموع إليها وقالت :
لا.. لن يفعل فما قلته له لن ينساه يوما ولن يسامحنى مهما فعلت.
اقتربت منها ثريا وربتت على كتفها قائله :
على الأقل حاولى الاعتذار له ولوالدته التى كانت تحبك كابنتها فانتى مدينه لها بالكثير أيضا.
اجابتها سلمى بحزن :
أعلم أننى خيبت آمالها بى وصدقينى انا نادمه بالفعل ولكنى لا أعلم كيف اتصرف.
اجابتها ثريا بهدوء:
اذهبى إليها يا ابنتى واعتذرى لها واخبريها بما كنتى تعانيه وبانك لم تكونى واعيه وتصرفت بحماقه.
اشاحت سلمى بوجهها وقالت :
هكذا.. وبتلك البساطه.
هتفت بها ثريا :
نعم.. بتلك البساطه.. وصدقينى لن تخسرى شيئا أكثر من خسارتك الان ولكن على الأقل ستكونى قد حاولتى وان فشلتى ستكونين بعدها قادرة على استكمال حياتك على الأقل.. ربما لن يذهب الألم ولكنه سيكون أقل عندما تريحين ضميرك بالاعتذار لمن أخطأت فى حقهم.
نظرت لها سلمى بدهشه فهى لم تعتاد التحدث مع زوجة اباها من قبل فيما يخصها ولكنها الان ترشدها وتنصحها بحب ربما تتوهمه لأنها تحتاجه بالفعل.. ربما كانت الخاله ثريا محقه فوالدة أدهم لا تستحق منها هذا بعد كل ما فعلته معها فقد عاملتها كابنتها ولكنها خيبت كل آمالها بالفعل.
نهضت بعدها سلمى وجففت دموعها قائله :
سأذهب الان فقد تأخرت.
ربتت ثريا على كتفها قائله بحنان :
افعلى ما يوجهك إليه قلبك يا ابنتى.
لم ترد سلمى وخرجت بسرعه وكلمات الخاله ثريا تتردد بعقلها.... وقلبها.
..............................................

رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن