الفصل الثامن عشر
وقفت سلمى للحظات لتلتقط أنفاسها قبل أن تطرق الباب بهدوء وما هى إلا ثوانى وفتح الباب لتطل عليها امرأة فى أواخر الأربعينات جميلة الشكل ولكن يبدو عليها الانهاك الشديد وسألتها:
من انتى؟
ابتسمت لها سلمى واجابتها:
انا صديقة سهيله وجئت لاطمئن عليها.
نظرت لها المرأه بشك وقالت:
سهيله ليست هنا ولا أعلم عنها شيئا.
لا تدرى لما شعرت سلمى أن هذه المرأه تخفى شيئا خاصة مع اضطرابها الظاهر فتصنعت الحزن وهى تقول :
حسنا... لقد كنت أمل أن أجدها هنا فقد اخبرتنى أننى سأجدها هنا أن احتجت إليها وانا جئت أخبرها بأمر يخص مراد.
امتقع وجه المرأه مما أكد شكوك سلمى خاصة بعد أن هتفت بها :
ابنتى ليست هنا ولا تعرف احد بهذا الاسم..... اذهبى وابحثى عنها فى مكان آخر.
قالتها وهى تحاول غلق الباب فمنعتها سلمى هاتفه برجاء :
ارجوكى أن كنت تعلمين عنها شيئا أن تخبرينى..... فقط أخبريها أننى جئت من أجل مساعدتها .
توقفت المرأه ونظرت لها بارتياب وهى تفكر قبل أن تجيبها :
و
كيف يمكنك مساعدتها؟
ترددت سلمى قليلا قبل أن تجيبها :
لن اتفوه بكلمه الا لسهيله ولتعلمى انها لن تسامحك أن اخفيتى عنها مجيئى.. فهى من تحتاجنى ولست انا.
ظلت المرأه صامته قليلا ومن الواضح أن هناك صراع دائر بداخلها حتى حسمت أمرها وفتحت الباب لتفسح لسلمى الدخول فدخلت سلمى وهى تنظر حولها بريبه حتى سمعت المرأه تقول لها :
اجلسى.
جلست سلمى وهى تسألها :
أين هى سهيله؟
زفرت بقوه وهى تجيبها :
ليست هنا.... فقد كانت حالتها سيئه للغايه وقد عثر عليها بعض الناس وهى فاقدة الوعى بالطريق وعندما استردت وعيها أخبرتهم بعنوانى بصعوبه واحضروها إلى هنا وقد تفاجأت بها وهى التى كانت تقاطعنى لسنوات حتى أننى علمت بطلاقها من أدهم بالصدفه عندما هاتفتها بمنزلها ولكن من رأيتها فى ذلك اليوم لم تكن ابدا سهيله ابنتى فقد كانت تهذى بكلمات غير مفهومه وبدت منهاره تماما.
سألتها سلمى بلهفه :
هل كان هذا منذ يومين تقريبا.
اجابتها المرأه بدهشه :
وكيف علمتى بذلك!!
حاولت سلمى السيطرة على أعصابها وهى تجيبها :
لقد اخبرتنى انها تشاجرت مع مراد.
هزت المرأه رأسها وهى تقول :
انا لا اعلم من هو مراد هذا.. كل ما أعرفه عنه هو اسمه الذى كانت تهذى به سهيله وهى تهتف بأن دماءه تغرق يدها وملابسها وانا لا أدرى ما تعنيه بذلك وان كنت أشعر بأن هناك أمرا جللا قد حدث لذا صدمت عندما ذكرتى انتى اسمه منذ قليل .
صمتت سلمى تماما وهى تفكر.. إذن سهيله تعلم الكثير عن مقتل مراد وربما تعلم من هو قاتله الحقيقى و هذا ما صدمها وجعلها بهذا الانهيار الذى وصفته والدتها لذا فقد تنهدت بقوه وقالت متصنعه القلق:
ارجوكى اخبرينى أين أجد سهيله الان فهى تحتاجنى وانا لن اتخلى عنها.
اشاحت المرأه بوجهها وقالت بضيق :
لقد ساءت حالتها واضطررت لطلب الطبيب الذى طلب حجزها بمصحة للعلاج النفسى.
بهتت سلمى وقالت بسرعه :
إذن اخبرينى بمكان الصحه وانا سأذهب إليها... وربما اصطحبت معى حلا ابنتها وهذا سيحسن حالتها كثيرا.
نظرت لها المرأه بشك وسألتها :
وما شأنك انتى بحلا وكيف يمكنك أصطحابها لرؤية سهيله وادهم بالتأكيد لن يوافق على هذا فقد اخبرنى بسبب طلاقه لها وبالتأكيد لن يقبل بمساعدتها.
نهضت سلمى واجابتها بحسم :"
انا قادرة على إقناعه.. لا تقلقى ولكن اخبرينى بمكان المصحه.
ترددت المرأه قليلا قبل أن تخبرها بمكان المصحه وقالت بعدها :
لن استطيع الذهاب إليها قريبا فحاولى أن تطمئنى عليها بشكل مستمر.. ان كنتى حقا صديقتها كما اخبرتنى.
نظرت لها سلمى بدهشه وسألتها:
وما الذى يمنعك من زيارتها والاطمئنان عليها بنفسك.
اشاحت المرأه بوجهها واجابتها :
زوجى هو من يمنعنى فهو بالكاد احتمل وجودها قبل دخولها المصحه وانا لا أريد اى مشاكل أخرى بحياتى بسبب سهيله.
نظرت لها سلمى باشمئزاز وهتفت بها رغما عنها :
هل انتى والدتها حقا!! انا لا أتخيل ام تترك ابنتها من أجل زوجها.. اى ام انتى.
نهضت المرأه وهتفت بها :
هل تهينيننى فى بيتى!
نظرت لها سلمى بضيق وهى تتجه للخروج هاتفه:
لا فائده من الكلام مع امرأة مثلك ولتعلمى أن ذنب ابنتك فى رقبتك انتى.
قالتها وخرجت تاركة والدة سهيله مع غضبها فهى الان لها هدف آخر أهم من إضاعة الوقت مع امرأة بلا قلب مثلها.. فهدفها الان هو الذهاب إلى سهيله التى تأكدت ان مفتاح جريمة قتل مراد بيدها هى... وحدها ولكنها لن تذهب بمفردها فهناك من يجب أن يرافقها فى تلك المهمه وربما كان ذهابه أهم.... بكثير.
..................................
أنت تقرأ
رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزت
Romanceلم تكن سلمى تطلب من الحياة اكثر من السعادة التى فقدتها منذ كانت طفلة فزوجة ابيها لم ترحمها وكذلك قدرها كان لها بالمرصاد ومع احساسها بالالم والعجز ظهر فى حياتها من قلبها راسا على عقب فهل يكون ادهم هو المرسى الاخيرام يكون للقدر راى اخر كعادته