الفصل الثالث

417 12 2
                                    

الفصل الثالث

عادت سلمى لمنزل ابيها بحالة سيئه للغايه فقد كاد قلبها يتوقف من الخوف على حلا كما أنها كانت تعلم أيضا أن الأمر لم ينتهى بعد فبالتأكيد ستبلغ العامله الاداره بما حدث كما أن والد حلا لن يتورع عن أذيتها بأن يشكوها أو على الأقل أن يطالب أن تتولى معلمه أخرى ابنته وفى كلتا الحالتين ستتأذى كثيرا فتعلقها بحلا كبير ولن تحتمل أن تبتعد عنها لذا فقد دخلت إلى غرفتها مباشرة وارتمت على فراشها تبكى فى صمت حتى سمعت طرقات على باب غرفتها فاعتدلت متسائلة من فجاءها صوت اباها يطلب الدخول فمسحت دموعها بسرعه وسمحت له بالدخول وهى تحاول تمالك اعصابها وما أن دخل والدها حتى شعر بحالها ولكنه ابتسم فى وجهها قائلا :
سلمى.. أريدك أن تشاركينى طعامى يا حبيبتى فقد اشتقت إليك كثيرا.
جاهدت للابتسام وهى تجيبه :
مرحبا يا ابى.. انا ايضا اشتقت إليك واعلم باننى لم أعد أراك الا قليلا بسبب عملى ولكن اعذرنى الان فأنا اريد الراحه... فقط الراحه.
تنهدت بقوه وهى تقولها فنظر إليها قليلا قبل أن يتجه إليها ليجلس بجوارها وما أن أخذها بين ذراعيه حتى انهارت بالبكاء دون أن تستطع التوقف وكلما ازداد بكاءها كلما ضمها اباها أكثر وأكثر حتى هدأت تماما واستسلمت للنوم بين ذراعى والدها فربت عليها بحنان وهو .

يعيدها لفراشها ويدثرها بحنان ثم أخذ ينظر إليها بشفقه وهو يفكر بحالها.. بالتأكيد انها تشتاق لشريف خاصة وهو يعلم بحبها له ولكنها هى من اختارت وأصرت أن تتركه فلما الانهيار الان وهى التى كانت تتظاهر بالقوه طوال الفتره الماضيه.. كان متحيرا فى حال ابنته ولكن حيرته لم تدم وزوجته التى دخلت بدون إذن كعادتها تهتف به :
هل ستظل بجوار ابنتك طوال الليل ونحن ننتظرك لتناول الطعام.
رفع اصبعه محذرا وهو يقول بصوت خفيض :
اخفضى صوتك يا ثريا لقد نامت سلمى.
رفعت حاجبيها باستنكار هاتفه:
وماذا تفعل انت هنا وقد نامت سمو الاميره سلمى.
نهض من مكانه واتجه إليها جاذبا ذراعها بقوه هاتفا بضيق:
لا تتحدثى عن ابنتى بهذه الطريقه.. هل فهمتى
ابتسمت له بمراره واجابته:
نعم فهمت يا زوجى العزيز فقد تزوجتنى فقط من أجلها وانا لا اعنى لك اى شئ.
نظر إليها بدهشه فتابعت :
كما أنك لن تحب سوى زوجتك الراحله والتى تراها دائما فى ابنتها التى تشبهها..... هل هناك شئ آخر تريد أخبارى به فأنا احفظ كلماتك جيدا منذ يومى الأول كزوجة لك.
لم يرد وهو يرى الألم فى عينيها فبالفعل هو أخبرها بهذا يوم تزوجها ولكنها لم تبد اى رفض فى حينها بل أخبرته انها أيضا تزوجته لأنها أرادت أن يكون لها زوج وابناء وقد تأخر بها عمر الزواج وقتها وكانت قد تجاوزت الخامسه والثلاثين من عمرها ولم يتقدم أحدهم لخطبتها ربما بسبب أنها لم تكن بالجمال الكافى لجذب اى رجل للزواج منها كما أن عائلتها كانت شديدة الفقر ولكن والد سلمى لم ينظر إليها كامرأه فقد كانت ذكرى زوجته الراحله تكفيه هو فقط أراد أن يتزوج اى امرأه للاعتناء بابنته ورشحتها له والدته وقتها حيث أنها زيجه لن تكلفه الكثير وقد كان فقد تم كل شئ سريعا ولكنه حرص على أن يضع النقاط فوق الحروف من اول ليله لها فى بيته فاخبرها بحقيقة وضعها بحياته فهو لم ولن ينسى زوجته وحبيبته والدة سلمى ولن يكون لها مكان فى قلبه يوما لأنه لا يمتلكه حقا....

رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن