الفصل الخامس
.
كانت سلمى مندمجه تماما مع حلا وهى تعدها لامتحان القبول للالتحاق بالمدرسه وقد عملت على ذلك للأشهر الاربعه الماضيه وهى الفتره التى مرت منذ بداية عملها كجليسه لها..لم تكن تشعر بمرور الوقت فقد كانت سعادتها كبيره وهى تهتم بحلا فى كل شئونها حتى أنها شعرت انها ابنتها التى أراد القدر تعويضها بها عما حرمت منه ولم يقل تعلقها بوالدة أدهم عن تعلقها بحلا فقد كانت امرأه حنون شديدة الطيبه عاملتها كابنتها حتى أنها عندما كانت تناديها بامى كانت تشعر بها كحقيقه اما أدهم فقد كان يحرص على ان يحضر حلا مبكرا فى الصباح لينصرف سريعا بعدها وفى المساء كانت تنصرف دوما قبل عودته لذا فقد كانت الأمور تمر بسلاسه بلا اى ضغوط حتى أن والدها لم يعد يؤنبها على التأخير فى بعض الأوقات عندما رأى كم هى سعيده بعملها وقد عادت إليها ضحكتها ونضارتها وكأن وجود تلك الطفله فى حياتها محى كل ما مضى ولم يعد هناك أى شعر بالألم الذى كان يملأها...سلمى... هل انتهيتى يا ابنتى فأنا أريدك فى أمر هام
قالتها والدة أدهم بهدوء وهى تقترب منها بخطواتها البطيئه فنهضت سلمى وساندتها لتساعدها على الجلوس مجيبهنعم يا امى لقد انتهينا من المذاكره وحلا الان مستعده تماما لاختبار القبول.
ابتسمت لها والدة أدهم قائله:
بفضلك انتى يا سلمى فلو كانت امها هنا ما كانت تفعل ما تفعليه يا ابنتى.
ربتت سلمى على رأس حلا التى بدأت فى اغماض عينيها وقد غالبه
ا النوم وقالت:
انا بالفعل أشعر أن حلا هى ابنتى وكم كنت أتمنى أن يكون لى ابنه مثلها.
تنهدت والدة أدهم وقالت:
انها إرادة الله يا ابنتى... فامها التى تركتها لم تقدر الهديه التى ارسلها الله لها. وتخلت عنها.
كانت سلمى تشعر بالفضول لمعرفة حقيقة ابتعاد والدة حلا عن ابنتها فكل ما سمعته من حلا أن اباها أغضب والدتها فتركتهم ولكنها قاومت فضولها. واتجهت إلى حلا التى استسلمت للنوم بالفعل وقالت:
سأضع حلا بفراشها واعود إليك يا امى.
اومأت لها بالإيجاب بينما قادت سلمى حلا إلى فراشها ودثرتها جيدا وهى تتساءل ماذا تريد منها والدة أدهم ثم. خرجت بعدها لتجلس بجوارها فبادرتها المرأه قائله:
اسمعينى جيدا يا سلمى... فأنا أريدك بأمر هام.
شعرت سلمى بالقلق وقالت:
تكلمى يا امى... ما الأمر.
ترددت قليلا قبل أن تقول :
بصراحه يا ابنتى انا لم أرى منك سوى كل الخير ويشهد الله أننى أحببتك مثل ابنتى بل وكنت أريدك أن تكونى بقربى أكثر وأكثر ولكن.......
توقفت عن الكلام فسألتها سلمى بقلق:
ولكن ماذا... هل حدث منى ما يغضبك أو أننى.......
قاطعتها والدة أدهم قائله:
لم يحدث شئ يا ابنتى ولكن الأمر انى اخترت لادهم إحدى الفتيات للزواج وستحضر اليوم مع والدتها لزيارتى وسيراها أدهم وربما قرر أن يريح قلبى اخيرا ويتزوج.
تجمدت سلمى تماما وهى تعود بذاكرتها لليوم الذى ذهبت مع والدها وهى طفله لخطبة الخاله ثريا.. كان يخبرها انه يفعل هذا من أجلها ومن أجل سعادتها فهى تحتاج لام ولكنه لم يدرك ما فعله بها عندما قرر أن يتزوج بأى امرأه لتعتنى بها فقد كانت طفولتها تعيسه تماما ولم تتو قف عن لوم والدها وان كانت لم تعلن له ذلك يوما...
سلمى.. هل تسمعينى يا ابنتى؟
التفت لها سلمى واجابتها بخفوت :
نعم اسمعك يا امى ولكنى لم أفهم بعد ما علاقتى بالأمر.
اجابتها والدة أدهم بضيق:
أدهم يرفض الأمر تماما وقد أعددت تلك المقابله بدون علمه ولكنى أعلم جيدا أن تجربته السابقه مع سهيله هى ما تجعله يعزف عن الزواج وخاصة الان وقد اطمأن من ناحية حلا وانك تجيدين رعايتها لذا فهو يرفض تماما على الرغم انه هو من اخبرنى انه أن اضطر للزواج بمن تعتنى بحلا فسيفعل ولكن الأمر الان تغير تماما وانا لا أريده أن يبقى وحيدا طوال حياته.. أريد من تشاركه حياته واريده أن يشعر بالسعاده التى تنسيه ما فعلته به سهيله.
ازدردت سلمى لعابها وسألتها:
وماذا تريدين منى بالتحديد؟
اجابتها المرأه بسرعه:
أريده أن يشعر أنه بحاجه للزواج من أجل حلا أن لم يكن من أجله هو وهذا لن يحدث إلا إذا اخبرته بانك لن تستمرى فى رعاية حلا..
نظرت لها سلمى بحزن وسالتها:
تريدين منى ترك حلا والابتعاد عنها؟
اجابتها والدة أدهم باسف:
هذا هو الحل الوحيد يا ابنتى فلن ارتاح الا بزواج أدهم.. انتى لا تعرفى كم عانى من زيجته الأولى وما حدث بها فقد كره النساء جميعا. بعد خيانة سهيله له.
رددت سلمى بصدمه:
خيانة.
اجابتها والدة أدهم باسف :
نعم يا ابنتى فقد خانته زوجته مع آخر وعندما اكتشف أدهم الأمر تركته وتركت ابنتها من أجل هذا الآخر.
شعرت سلمى بالاشمئزاز من تلك المرأه وبدأت تستوعب الان معاملة أدهم الغليظه معها ولكنها سرعان ما تنبهت للأمر وهتفت :
ولكن ماذا عنى انا.. لن استطيع الابتعاد عن حلا.
قالتها وقد بدأت الدموع تتجمع بعينيها فربتت والدة أدهم على كتفها قائله:
انا فقط أريدك أن تخبرى أدهم انك تريدين ترك العمل لأى سبب وتمهليه لفتره قصيره للتصرف وعندها سيفكر بأمر الزواج مرة أخرى ويمكنك انتى الاستمرار بعملك كما أنت حتى بعد زواجه.
اطرقت سلمى بعينيها أرضا وهى تقول :
سأفعل كل ما طلبته ولكن لى رجاء واحد واتمنى ان توافقى.
ابتسمت لها والدة أدهم بحنان قائله:
اطلبى ما تشائين يا ابنتى.
ترددت سلمى قليلا قبل أن تجيبها :
اريد ان ارى تلك المرأه للتأكد انها ستحسن معاملة حلا.
ابتسمت لها والدة أدهم واجابتها :
بالطبع سترينها فيما بعد ولكنها ستحضر اليوم فى التاسعه مع والدتها وقد حاولت أن يكون الموعد متأخر ليتمكن أدهم من رؤيتها فلن يعود اليوم قبل العاشره. وقد أردت أن يتم الأمر كمصادفه.
ابتسمت سلمى رغما عنها لدهاء تلك المرأه العجوز وقالت :
.
حسنا سانتظر معكى لاراها أن لم تمانعى.
نظرت لها المرأه بدهشه وقالت:
وماذا عن والدك.. ربما غضب من تأخرك.
اجابتها سلمى بحسم :
ساحادثه على الهاتف وأخبره ولكنى لن استطع النوم قبل أن اراها لاطمئن على حلا.
اجابتها والدة أدهم باستلام :
كما ترين.. كنت اعلم انك ستريحين قلبى يا ابنتى.
ابتسمت لها سلمى واستاذنت لتطمئن على حلا لتتركها وقد ابتسمت بدهاء هامسه لنفسها:
حسنا لنرى ما ستفعله يا أدهم وقد وضعتك بين المطرقه والسندان وياليتك تفعل ما اتمنى فلن تجد مثلها وستكون هى البلسم الشافى لجراحك يا بنى. .
أنت تقرأ
رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزت
Romanceلم تكن سلمى تطلب من الحياة اكثر من السعادة التى فقدتها منذ كانت طفلة فزوجة ابيها لم ترحمها وكذلك قدرها كان لها بالمرصاد ومع احساسها بالالم والعجز ظهر فى حياتها من قلبها راسا على عقب فهل يكون ادهم هو المرسى الاخيرام يكون للقدر راى اخر كعادته