الفصل العشرون والاخير والخاتمة

612 18 6
                                    

الفصل العشرون (الأخير) و الخاتمه

نقلت سلمى عينيها بين الطبيب ووالدة أدهم بصدمه قبل أن تهتف به:
ماذا تقول؟ هذا غير صحيح.. لا يمكن أن أكون حامل.. انت بالتأكيد مخطئ.
هز الطبيب رأسه بالنفى قائلا :
الفحص المعملى لا يخطئ... انتى حامل بلا أدنى شك.
هتفت به بإصرار :
ولكنى لا أستطيع الإنجاب وقد اخبرنى الأطباء بذلك من قبل كما أننى.... انا..

لم تستطيع أن تكمل واشاحت بوجهها ومن داخلها مشاعر مختلطه لا تعرف كيف تعبر عنها فهى لا تستطيع التصديق كما أنها لم تكن زوجة فعليه لادهم سوى تلك الليله فكيف تصبح حامل وهى التى أخبرها الأطباء بأن أملها فى الحمل ضعيف للغايه.. مئات الاسئله بلا اى جواب انتهت بأن هزت رأسها بقوه هاتفه:
انت مخطئ بالتأكيد.
أمسكت والدة أدهم يدها بقوه قائله فى محاوله لتهدئتها :
إرادة الله فوق كل شئ يا ابنتى.. لقد أراد الله أن يمن عليك بهذا الطفل من أدهم لتعود الحياه بينكما مر.........
قاطعتها سلمى وقد سالت دموعها بغزاره:
ارجوكى يا امى لا تجعلينى اتمسك بهذا الأمل فأنا أعلم جيدا أن الحياه لن تكون منصفة معى لهذا الحد.. لا تقنعينى أننى سأصبح اما لطفل ويكون أدهم أباه... لن احتمل أن أصدق هذا الحلم ليضيع فى النهايه...
نهضت والدة أدهم وضمتها بقوه لتهدئتها قائله :
انها الحقيقه يا ابنتى ويجب عليك الان ان تكونى سعيده كما يجب أن نخبر أدهم بالأمر و.....
قاطعتها سلمى بسرعه :
لا... لا تخبرى أدهم ارجوكى... يجب أن اتأكد اولا.
قالتها ونظرت للطبيب برجاء هاتفه :
ارجوك أن تساعدنى... انا اريد التأكد من الأمر بكل الطرق فلن احتمل أن يكون هذا الفحص المعملى خاطئ.. بالتأكيد هناك طريقه أخرى للتأكد.
نظر لها الطبيب بدهشه وهم بالرد ولكن والدة أدهم نظرت له برجاء ليريحها فتنهد قائلا :
حسنا.. سنجرى فحص تلفزيونى لنتأكد... اقصد لتتأكدى وتطمئنى.
تهللت اساريرها وهى تشكره قائله:
شكرا لك.
ذهبت معه بعدها لإجراء الفحص الذى شعرت انه استمر طويلا قبل أن تعود مع الطبيب ليجلس خلف مكتبه بوجه مضطرب فجلست أمامه وهى تشعر بأن قلبها سيتوقف قريبا وسألته :
انا لست حامل.. أليس كذلك؟
ظهر التردد على وجهه ونقل عينيه بينها وبين والدة أدهم قبل أن يتنهد قائلا :
انتى حامل بالفعل يا ابنتى.
تهللت اساريرها وهى تنظر مبتسمه لوالدة أدهم ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وهو يتابع :
ولكن لا أعتقد أن هذا الحمل سيكتمل...
نظرت له بوجه مكفهر بينما سألته والدة أدهم :
ماذا تقصد أيها الطبيب.. هل ستفقد الجنين.
تراجع فى مقعده وآجابها بهدوء:
سلمى تعانى من عيب خلقى بالرحم ومعه يستحيل أن يكتمل هذا الحمل وان اكتمل ربما قضى عليها تماما... حدوث الحمل بحد ذاته كان معجزة كبيره بالنسبه لها.
ابتسمت سلمى بمراره وهى تنهض قائله :
كنت أعلم من البدايه فلم تعتاد السعاده ان تصل الى قلبى خالصه.
قالتها وهمت بالذهاب فاستوقفها الطبيب هاتفا :
يجب أن نسرع بإنهاء هذا الحمل حرصا عليك فانتى بنهاية الشهر الثالث ويجب أن نتدخل طالما لم ينتهى الحمل وحده.
كانت توليه ظهرها فاغمضت عينها بألم وهى تضع يدها على بطنها بألم واجابته :
فيما بعد.
قالتها وخرجت فنهضت والدة أدهم لتتبعها وهى تقول باسف:
سنحدد موعد لذلك فى اقرب وقت فلا يهمنى الان الا حياة ابنتى.
قالتها وتبعت سلمى التى كانت تبكى فى صمت وعادا معا لمنزل سلمى حيث تركت حلا مع الخاله ثريا التى استقبلتهم بلهفه هاتفه :
بماذا أخبرك الطبيب يا ابنتى
لم تجيبها سلمى وان جلست بأنهاك فقالت والدة أدهم باسف:
سلمى حامل.
تهللت اسارير ثريا وهى تهتف بفرح :
حقا... لقد كنت أشعر بذلك.. مبارك يا ابنتى.. لقد عوضك الله خيرا و.......
بترت عبارتها عندما ازدادت دموع سلمى التى كانت تحاول اخفائها فنظرت لوالدة أدهم بتساؤل لتجيبها :
لقد أخبرنا الطبيب بضرورة إنهاء هذا الحمل وأنه أن استمر ربما شكل خطر عليها.
جلست ثريا وهى تنظر لسلمى باشفاق قائله :
يالا حظك العاثر يا ابنتى.
ازدادت دموع سلمى بينما اقتربت منها والدة أدهم وهى تنظر لثريا بعتب وقالت بحنان :
انه قضاء الله يا ابنتى ويجب أن نرضى به... ساهاتف أدهم ليكون معك فى تلك المحنه فقد اخبرنى الطبيب بضرورة إنهاء الحمل فى اقرب وقت.
هزت سلمى رأسها بالنفى قائله وهى تحاول التماسك :
ليس عليك اخباره بالأمر.
نظرت لها والدة أدهم بدهشه بينما هتفت ثريا باستنكار:
لاداعى للعند يا سلمى فانتى تحتاجينه الان بجوارك أكثر من اى وقت مضى.. كما أن هذا الطفل الذى ستجهضينه هو طفله و.....
قاطعتها سلمى بحسم :
ومن قال أننى ساجهضه.. لن يمس احد طفلى بسوء.
هتفت بها والدة أدهم بضيق:
سلمى.. لقد استمعت لما قاله الطبيب ولن اسمح لكى بالمخاطرة بحياتك ولن يسمح أدهم بذلك أيضا..
نظرت إليها بعين جامده وقالت بالم:
واين هو أدهم.. لقد تركنى وذهب بعيدا.. ولم يعد لى الان سوى ذلك الطفل الذى طالما تمنيته من قبل فمابالك أن كان هذا الطفل هو قطعه منه.. انه كل ما تبقى لى منه ولن اتخلى عنه ابدا بارادتى.
سألتها ثريا وقد شعرت بالألم من أجلها :
ماذا تعنين يا ابنتى؟
وضعت سلمى يدها على بطنها وكأنها تحمى طفلها واجابتها:
اعنى أن الله هو من وهبنى هذا الطفل وسارضى بقضاءه أن استرده اما انا فلن اجهضه وسأحميه بحياتى.
هزت والدة أدهم رأسها بالنفى وهتفت بها :
لن يحدث هذا فالطبيب أخبرنا بخطورة استمرار هذا الحمل على حياتك... هل فقدتى عقلك يا ابنتى.. لن اسمح لك بالمخاطره بحياتك.
اقتربت منها سلمى وألقت بنفسها بين ذراعيها قائله :
بل ستسمحين بذلك وتساعدينى أيضا.. فقد من الله على بهذا الطفل.. طفلى انا وادهم وانا أثق بأن الله لن يخذلنى لذا ساتمسك به للنهايه.
ربتت والدة أدهم على رأسها هاتفه بحزن :
اى نهاية تلك يا ابنتى... انتى تخاطرين بحياتك.
رفعت سلمى رأسها واجابتها :
فى كلتا الحالتين ساخاطر بحياتى فأنا لم أعد احتمل الخساره أكثر وان ضاع منى طفلى أيضا ستكون نهايتى... صدقينى.
لم تجد والدة أدهم ما ترد به عليها فنظرت لثريا لتساعدها فتنهدت قائله :
حسنا..سنساعدك يا ابنتى ولكن يجب أن أذهب للطبيب اولالنعرف ما يتوجب علينا فعله فأنا أيضا لن اخاطر بفقدك أن أصر على ضرورة إجهاض الطفل.
اشاحت سلمى بوجهها وقالت :
لقد اتخذت قرارى يا خالتى ولن أتراجع عنه.
هتفت بها والدة أدهم :
ولكنك لست صاحبة القرار وحدك يا ابنتى فهذا الطفل يخص أدهم أيضا ويجب أن نسأله.
التفت لها سلمى وقالت برجاء :
.. اتوسل الليك الا تخبرى أدهم الان فلن احتمل أن أراه يتألم مره اخرى لأى سبب فما فائدة أن أخبره بانتى حامل بطفله الذى يمكن أن افقده فى اى لحظه.. يكفيه ما عاناه من قبل... ارجوكم جميعا لا أريد لادهم أن يعرف بالأمر... كما أننى لن اسمح أن يعود اللى أدهم بدافع الشفقه أو لأننى احمل طفله فلو كان يريدنى حقا ما كان تركنى ورحل.
هتفت بها والدة أدهم :
ادهم يحبك يا ابنتى وان كان رحل فلانك.....
قاطعتها سلمى :
أعلم أننى من تسبب بذلك ولكنى لن اطلب منه أن يعود اللى أن لم يرد هو ذلك ولن اسمح أن يجبره حملى على ذلك.
قالتها وامسكت بيد والدة أدهم بقوه هاتفه :
عدينى يا امى بأنك لن تخبريه.. من أجله ومن اجلى أيضا.
اشاحت بوجهها وتنهدت بقوه وهى لا تدرى ما عليها فعله فولدها عانى الكثير بالفعل ولن يحتمل خسارة طفله أن أخبرته بالأمر كما أنه لن يحتمل احتمال فقد سلمى أن أصرت على عندها واحتفاظها بالطفل ولكنها فى النهايه حسمت أمرها وقالت :
أعدك الا أخبره حتى نتأكد من الطبيب كما أخبرتك ثريا فانتى ابنتى أيضا وانا أخشى عليك.
ارتمت سلمى بين ذراعيها وهى تبكى قائله :
ادعى لى يا امى فأنا احتاج لدعواتك كثيرا.
ربتت عليها والدة أدهم بحنان ودمعت عينيها قائله :
حفظك الله يا ابنتى من كل سوء.
................................
شريف.... انا اريد النوم وانت لا تتوقف عن الحديث
قالتها جيهان بتهكم وهى تحادث شريف على الهاتف وقد كان يحرص يوميا على تلك المكالمه بعد عودته من عمله و كانت تعارض فى البدايه ولكنها استسلمت لمشاعرها نحوه فى النهايه لتكون تلك المكالمه أهم شئ فى يومها فتنتطرها بلهفه كبيره ولا تنكر انها قربت بينهما كثيرا فقد كان شريف يخبرها بكل ما مر عليه خلال يومه وكذلك هى كما كان يحكى لها كل شئ مر عليه بالماضي وكم اضحكها بدعاباته التى لا تنتهى عن خوف والدته المبالغ عليه منذ صغره حتى أنها كانت تطيل شعره لتخفى كونه صبى خوفا عليه من الحسد حتى عنفها والده على ذلك...
فاجابها شريف بعد فترة صمت :
سأظل اتحدث حتى تقبلين بالعوده اللى ولن اسمح لك بالنوم.
اختفت ابتسامتها وهى تجيبه بحزن :
مازلت خائفه يا شريف.. لا أنكر اننا اقتربنا كثيرا ولكنى لم أنسى بعد انك تركتنى من أجل.. أخرى.
تنهد شريف واجابها:
جيهان.. اسمعينى جيدا.. لن أخبرك أن سلمى خرجت من قلبى تماما أو أننى نسيتها .. فقد عاهدتك على الصدق ولكن ما أريدك أن تتأكدى منه هو أننى الان احمل لك الكثير من المشاعر التى اتمنى ان تكبر مع طفلنا فأنا متأكد تماما الان أننى اريد ان اكمل حياتى معك انتى وليس غيرك.
دمعت عينيها ولم ترد وان شعر هو ببكائها قبل أن يسمع شهقاتها المتتالية فقال بحنان :
بيتنا ينتظرك انتى وطارق بفارغ الصبر.
سألته بصوت باكى :
من هو طارق؟
اجابها بجديه :
طارق شريف.. ابننا. أم أنك نسيتى.
ضحكت من وسط دموعها فتبسم على الطرف الآخر وقال :
لقد انتظرت كثيرا أن تخبرينى بلون طلاء غرفته وانا اريد انهاء دهانها بأسرع وقت.
صمتت قليلا قبل أن تقول بهدوء:
طارق يفضل اللون الأزرق.
ابتسم وهو يجيبها بسعاده :
إذن ستعود ام طارق أيضا إلى بيتها... أليس كذلك؟
لم تجبه وان علت وجهها ابتسامه كبيره خيل إليها انه يراها فقد قال بحنان :
ستعيدين بعودتك الحياه لوالد طارق أيضا يا.. حبيبتى.
اتسعت ابتسامتها وقد شعرت بالكلمه تخترق مشاعرها وقلبها حتى وهى تدرك أنها ليست حقيقيه تماما فقد أخبرها بنفسه انه لم ينسى سلمى ولكن يكفيها الان انه يريد ان يكمل معها هى وحدها وأنه سيحاول وكذلك هى ستساعده وسيكون طفلهما بدايه لقصتهما التى قررت أن يكون الحب ركن أساسى بها... فهى لن تتنازل عن هذا.... ابدا. .
....................................

رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن