الفصل الخامس عشر والسادس عشر

348 9 6
                                    

الفصل الخامس عشر

ادهم.. لقد فقدت عقلك تماما.. كيف تفعل ذلك! كيف تتركها وهى بأقصى حالات احتياجها إليك.
هتفت بها والدة أدهم بغضب وقد ذهبت إليه بمجرد خروجها من بيت سلمى لتجده جالسا فى غرفة مكتبه المظلمه وقد كان يوليها ظهره فاضاءت الغرفه وهى تتابع هاتفه :
اجبنى يا بنى... لم فعلت هذا!!
طال صمته فشعرت بالقلق عليه واتجهت إليه تهز كتفيه برفق لتشهق بقوه وهى تهتف به :
ادهم... انت تبكى.. ماذا حدث لكل هذا.
رفع وجهه إليها قائلا بألم :
لقد أخطأت يا امى... فقد كنت انا من سعى لالمه وعذابه.. انا من يستحق هذا العذاب يا امى.
ربتت والدته على راسه بحنان قائله :
اخبرنى يا بنى.. ماذا حدث؟
كان كأنه لم يسمعها وهو يهتف :
كنت أعلم أن كلهن سواء واننى ساتألم مرة أخرى ولكن سلمى قتلتنى يا امى.... قتلتنى.
كان منهار تماما فاحتوته والدته بين ذراعيها هاتفه :
أهدأ يا بنى.. أهدأ.....ربما أخطأت الفهم فسلمى ليست......
قاطعها هاتفا وهى يبتعد عنها :
سلمى.. ستعود لزوجها السابق يا امى واخبرتنى انها لم تحبنى يوما ولا تريد البقاء معى.. ان كنت احافظ على كرامتى...
نظرت له بصدمه فتابع بألم :
اتريدين أن تعرفى أكثر.. سلمى اخبرتنى انها كسهيله واننى لست بالرجل الذى ترغبه اى امرأه أو يرضيها.
هنا ساد الصمت و قد عجزت والدته عن الكلام من صدمتها فاقتربت منه واحتوته بحنان وهى تربت على ظهره برفق حتى ابتعد عنها وهو يمسح بيده على وجهه وهو ياخذ نفسا عميق قبل أن يقول :
لقد انتهى الأمر يا امى ولكن لتعلمى انه لن يكون فى حياتى خائنه أخرى فقد خاطرت بقلبى للمره الثانيه وكانت النتيجه الما سيلازمنى طوال حياتى فكفى عن أى محاولات أخرى فقد اكتفيت.
نظرت له والدته بشفقه وقالت بحنان :
ألمك يؤلمنى يا بنى.... لم أتوقع أن تفعل سلمى ذلك فقد احببتها كابنتى تماما وظننت انها تحبك بل لقد كنت اكيده من ذلك
اشاح بوجهه وهمس بألم :
انا ايضا ظننت ذلك.
قالها وزفر بقوه قائلا :
ساسافر يا امى فانا اريد الابتعاد بقدر الإمكان.
هتفت به والدته بحزن :
ستتركنى وتترك حلا ابنتك.
تنهد بقوه وأجاب :
يجب أن أذهب يا امى فقد جائنى عرض للعمل وكنت أتردد بقوله ولكن الآن أرى أنه أنسب الحلول فأنا بحاجه للابتعاد كما أننى بمجرد أن استقر ساتى واصطحبك انتى وحلا معى.
هزت والدته رأسها بالنفى وقالت :
انت تهرب كعادتك يا أدهم.
نهض أدهم قائلا بحسم :
هذا أفضل من أن انهار تماما يا امى... فسلمى قضت بكلماتها على آخر امل لى بالسعاده وأثبتت لى أن كل النساء متشابهات.
لم تستطع والدته الرد أمام ألمه وإصراره ومن داخلها قالت :
خيبتى ظنى بك يا سلمى.. سامحك الله يا ابنتى.
............................................

لا تدرى كيف مرت الليله بتلك السرعه فقد امتلأ المنزل بالمعزيين من جيرانهم وزوجات أصدقاء ابيها بينما امتلأ سرادق العزاء أسفل المنزل باصدقاء والدها ووقف شريف لتلقى العزاء وبجانبه أسر اخاها بينما لم يظهر أدهم نهائيا كما توقعت اما هى فقد كانت رقيه بجانبها ولم تتركها وكذلك والدة أدهم التى كانت صامته تماما وأن امتلأت عيناها بالعتب لسلمى بعد أن أخبرها أدهم بكل ما حدث وباهانتها له وجرحها لكرامته ولكنها أصرت على الحضور فمازال جزء بداخلها يدافع عن سلمى اما ثريا فقد كانت صامته تماما وهى تتلقى العزاء وبعد أن انتهى كل شئ وانصراف المعزيين تقدمت والدة أدهم من ثريا تواسيها قائله :
البقاء لله..حاولى التماسك من أجل أبناءك.
اجابتها ثريا باكيه :
سأحاول وان كنت أخشى مما هو قادم.
تنهدت والدة أدهم بأسف قائله :
اعانك الله.. سأدخل لسلمى فلى معها حديث طويل .
قالتها وهمت بالانصراف فاستوقفتها ثريا هاتفه :
هل لى أن أتحدث معك قليلا
التفت إليها والدة أدهم قائله :
تفضلى.
أخذت ثريا نفسا عميقا وقالت :
لا أريدك أن تغضبى من سلمى فمن الواضح أن أدهم أخبرك بما فعلته.. هى لم تكن بكامل وعيها وهى تتهمه بأنه تسبب فى موت والدها.. صدقينى سلمى تحب أدهم ولكنها شديدة العند مثل حسن رحمه الله
اجابتها والدة أدهم بحزن :
لم أكن أعلم بهذا الأمر ولكن ما فعلته سلمى لا يمكن إصلاحه فقد جرحت أدهم بشده حتى أنه سيترك البلد بأكملها ويسافر.
...
هتفت ثريا بصدمه :
يسافر... ولكن ماذا عن سلمى
هزت والدة أدهم رأسها بضيق هاتفه :
سلمى هى من اختارت أن تتركه وتعود لزوجها السابق كما أنها تفوهت بكلمات لا يسامح بها اى رجل فلتحمد الله أن أدهم لم يتهور ويفعل ما هو أكثر من الطلاق... لقد خاب ظنى بها وانا من اعتبرتها كابنتى.
هتفت بها ثريا :
اقسم لك انها كانت تقصد ايذائه فقط لأنها تظن أنه تسبب فى وفاة حسن ولكنه سلمى لا يمكن أن تفكر بالعوده لشريف ولن......

رواية للحب كلمة اخيرة لكاتبة منى عزتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن