الفصل الاول

9.1K 209 78
                                    

كانت عيناه تبحثان عنها بينما هي مختفية عن الأنظار.. كانت تشعر بوجوده حولها .. تركض و تركض هاربة منه نحو المجهول و كيف لا تفعل و هي تعلم جيدا ان ما قاله اخر مرة لها لم يكن مجرد تهديد عادي بل توعد و هو دائم الوفي بوعوده..

الكوابيس لا تزال تلاحقها و الخوف لا يزال ينتابها .. اخذت تتخبط و هي نائمة في سريرها تسترجع شريط ذكريات الماضي الا ان افاقت مفزوعة و هي ترتعش متعرقة و تلهث محاولة استعادة أنفاسها المتسارعة .

جلست على حافة السرير في غرفتها وهلعت لما تشعر به.. حياتها اصبحت جحيما لا يطاق و هي تنتظر عثوره عليها ان عاجلا ام اجلا.

أخذت تندب حظها وهي تتمايل بجسمها يمنة ويسرة وتتأوه بصوت مسموع دون ان تدري ... لتعود بها الذاكرة اربع سنوات مضت .

كان يجب أن ترحل ... هذا ما عزمت عليه و وجب ان تنفذه ما ان سمعت بقرار المحكمة و باخلاء سبيل ألكسندر.

قال لها نيكولاس بأنه سوف يتم إطلاق سراح ألكسندر عما قريب بعدما تنتهي الإجراءات القانونية اللازمة ..  وهذا يكفيها لترتيب أمر رحيلها لأبعد مكان تستطيعه  .

و قد وافقها نيكولاس الرأي تماما و ساعدها هو على الهرب بعيدا بعدما تخلصت من الماضي و قد حصلت على جواز سفر و بطاقة باسم جديد و هوية جديدة .. انها الان تدعى لورا ويليام مدرسة لغة انجليزية تعمل في مدرسة خاصة بالمكسيك .

نهضت من السرير كي تشرب كاسا من الماء البارد لعله يساعدها على الاسترخاء و العودة للنوم فغدا يوم عمل مرهق جديد .. و لكنها تحب عملها رغم الإرهاق.. تعشق ان تمضي وقتها مع الأطفال و هذا يساعدها على نسيان ما حدث لها ما ان هربت الى المسكيك .

في إحدى الليالي و بينما هي عائدة للمنزل بسيارتها .. شعرت و كأن أحدهم يلاحقها و يراقبها و شعرت بالذعر الشديد و اخذت تسرع بالقيادة و هي تلتفت خلفها مخافة ان يلحق بها صاحب تلك السيارة السوداء لكنها كانت تهلوس فقط .. لأنه انعطف يمينا و هي اكملت سيرها ..

وما أن التفتت إلى الطريق حتى تولاها الحزن و دمعت عينيها... لانها شعرت بالاسى على نفسها و على ما اصبحت تعيشه الان .. انها تخاف من الناس و لا تشعر بالراحة الا و هي مع الأطفال الصغار .

و في ساعة غفلة و بينما هي شاردة بالتفكير... فوجئت بكلب يقفز من بين شجيرات على جانب الطريق . واخذ يعوي بكل قواه أمام السيارة . تمسكت بالمقود وضغطت برجلها بكل ما أوتيت من قوة على الفرامل لتتفادى الحيوان.... حادت السيارة عن طريقها واتجهت نحو مرتفع وهناك ارتطمت بالحاجز الحجري . وعادت إلى الطريق ثانيه ..

كانت على رأس طريق منحدرة تستمر في انحدارها حتى المنعطف الذي يصلها بالطريق العام .

لم تجد أية وسيله لإيقاف السيارة اوأبطائها... لم تعرف ماتفعل . فالفرامل لم تعد تستجيب معها وكل ما بوسعها عمله هو التمسك بالمقود ...

ولكن زاوية التحويل كانت قويه وسريعة بحيث أن السيارة انطلقت باتجاه الصخور فاصطدمت بها صدمة قويه لتنقلب السيارة بشكل عنيف ومفاجئ ...

ضرب دولاب المقود جسمها ضربة قويه كأنها ضربة مطرقة... وأحست برأسها يدور وبألم صاعق في داخلها ... تطلعت حولها لتجد نفسها في مكان موحش و خال من البشر .. اخذت تان بألم و هي تصيح باكية .. فالالم الذي تشعر به في بطنها لا يحتمل .. و شعرت بانها بدأت تنزف و انتابها الخوف ..

استسلمت و اغمضت عينيها ببطء و هي تتضرع الرب كي يساعدها و ما هي إلا دقائق معدودة حتى سمعت صوتا نسائي يقترب منها و بعد ذلك صوت رجل ينادي طالبا المساعدة ..

كانا زوجين في طريقهما الى المنزل عندما عثرا عليها و اخذاها إلى أقرب مستشفى و هناك تم علاجها و بعدما تعافت اخبرها الطبيب بالخبر المفجع الا و هو انها كانت حاملا و لكن للأسف ان الحادث تسبب في فقدانها للجنين ..

بكت بحرقة و هي تضم بطنها و تلوم نفسها على ما حدث.. لو لم تخف .. لو لم تلتفت .. لو فقط علمت بأنها كانت حاملا ..

لتمر الايام و الشهور و السنوات.. و لم تنسى الى يومها هذا طفلها الذي خسرته و لا شبح ألكسندر .

نيكولاس كان على اتصال بها و هو الاخر استقال من عمله بعد اصرارها عليه بذلك و هاجر الى كولومبيا و يزورها في بعض الأحيان. 

بينما في الجهة الأخرى يجلس هو في غرفة مظلمة ، موحشة ، غير نظيفة و يبدو أن الغبار لم ينفض عنها منذ مدة طويلة .. يجلس يدخن سيجارته و يشرب كاسه ككل ليلة في نفس الوقت و يحدث صورتها كما لو انها أمامه..

ألكسندر " اربع سنوات... اربع سنوات مضت و انت مختفية عن الأنظار.. تظنين أنني لن أجدك مارينا؟؟
سوف أجدك و لو كان هذا اخر شي اقوم به بحياتي .. سوف أجدك كي اجعلك تعضين اصابعك ندما على ما فعلته بي .. على ما فعلته بنا ..
غرفتنا لا تزال كما هي ، لم اسمح لأحد بدخولها.. لأنني اريد ان احتفظ برائحتك في المكان.. هذا السرير كان يجمعنا و سوف يجمعنا قريبا اعدك.. و لكن ليس كما السابق بل أسوأ و أعنف.." .

هاتفه الذي يرن قطع خلوته ليجيب بصوت حاد:
" ماذا ؟؟؟" .

احد الحرس " سيدي .. أظن اننا توصلنا اخيرا إلى محل إقامة السيدة طومسون " .

نهض بسرعة من مكانه حتى سقط السيجار من يده و هتف :
" اين ... أين هو هذا المكان ؟؟" .

الحارس " سيدي لسنا متأكدين ان كانت هناك ام لا .. فقط مجرد شك " .

ليصيح به " اين هو ذاك المكان اللعين ؟؟" .

ليعطيه العنوان و يتجهز ألكسندر للامساك بها .. و هو يأمل ان يجدها هاته المرة. 

انتقام التوأم ( الجزء الثاني ) Where stories live. Discover now