مرت الايام بسرعة و سلاسة و كانت كارا تأتي من الحين للآخر للاستعلام عن حالتها فهي الطبيبة المسؤولة عنها .. في احد الامسيات سألتها مارينا :
" كيف نجوت من ذاك الجحيم يومها ؟؟" .تطلعت بها كارا باستغراب و قالت:
" الم يخبرك ألكسندر بالامر؟؟" .هزت راسها و قالت " لم نتحدث بالأمر و لم اسأله أيضا؟؟" .
تنهدت كارا لتقول " لم اره قبلا بتلك الحاله الهستيرية التي كان عليها يومها.. كان كله تراب و يديه متسخة و بها دماء .. و كان يصرخ انه السبب .. لقد كان الأمر صعبا جدا عليه و علينا أيضا كوننا لم نستطع أن نسيطر عليه ابدا لولا تدخل هراكليون .. أخبرني انه بعدما تركك بذلك المكان لأنك كنت مصابة برجلك .. توجه نحو احد القرى كي يطلب المساعدة و بالفعل و هو بطريقه اليك مع احد الأطقم الطبية المحلية هناك ، شعر باهتزاز الأرض و علم انه زلزال و لكنه خفيف الدرجة .. ليركض نحو المكان حيث تتواجدين و يفاجىء به منهارا و أنك تحت الانقاض .. لقد حفر بيديه إلى أن ادمت و لم ينتظر المساعدة كونه يعلم انك في خطر و قد تموتين مختنقة .. لحسن حظه و حظك أن اهل القرية التفوا حوله و ساعدوه على اخراجك و لكنك كنت تنازعين و بالكاد تتنفسين .. جن جنونه و انتزعك من بين يديه إحدى النساء لأنك بالفعل كنت تموتين و ألكسندر شلت حركته يومها و ظن انه خسرك للأبد.. و بسرعة ثم تجهيز سيارة لنقلك للطرف الاخر من الجزيرة و لاقرب مستشفى .. تلقيت العناية الازمة و لم يتركك ابدا غير انك دخلت في غيبوبة ليجن جنونه اكثر ..
ثم نقلك إلى المستشفى حيث اشتغل و حمدا لله انك استجبت للعلاج .. اما ألكسندر فقد ظن انه خسرك و رفض أن يسمع الخبر من احد و اغلق الباب على نفسه.. ينتظر و ينتظر و لم يداوي جروح يده و لا اظافره التي انتزعت و هو يحفر الأرض كي يخرجك ..
انه يحبك إلى درجة لم أرى مثلها قبلا و لا اظن أنني سوف أرى بعدها.. " .كلام كارا رن في اذنيها و احتارت في امره اكثر من ذي قبل .. هل يريد حقا الانتقام منها ؟؟ و ان كان كذلك لماذا انقذها مرتين .. مرة بالحريق و الان عندما كانت تحت الانقاض ؟؟ انها تعلم ان المواجهة بينهما قريبة لا محالة و هي تنتظر ذلك .
مرت بضعة أيام قبل أن يواجهها ألكسندر بالامر... مع انها كانت تنتظر أن يحدثها عن نيكولاس و يعود لبحثه عنه ... الا انه لم يتطرق للموضوع منذ خروجها من المستشفى.. انها تعلم انها مراقبة و انه يتجسس على كل تحركاتها لذلك هي جد منتبهة لما تقوله أو تفعله ..
صحيح أنه اعتنى بها جيدا بعد خروجها من المستشفى و كان يشرف شخصيا على العناية بادق التفاصيل الخاصة بها و لكن الغضب الممزوج بالانزعاج كانا باديين دوما على محياه ..
كانت تأمل أن لا يجد اثرا لنيكولاس ابدا .. و كم دعت لذلك ..
دعاها في احد الامسيات للعشاء خارجا و ذلك بعد أن تماثلت للشفاء تماما .
YOU ARE READING
انتقام التوأم ( الجزء الثاني )
Romance" اهربي ، اهربي إلى أبعد ما تريدينه، إلى أبعد ما تستطيعين .. لأنني سوف اخرج و أجدك.. سوف أجدك مارينا .. اهربي " . و هربت .. تخلت عن كل شيء .. و هربت بعيدا.. ساعدها نيكولاس في الهرب و اخفت هويتها و عاشت باسم مستعار و شخصية جديدة بعيدة كل البعد عن ا...