الفصل ٦

4.2K 164 20
                                    

مرت الايام بسرعة و لكنها لم تكن بالسهلة و لا السلسة .. كل يوم كان يختلق مشكلة ما كي يعنفها.. كلما تجرأت و قاومته كلما جنونه يزداد .. اجبرها اكثر من مرة على الاستسلام له و أن لم تفعل يرمي بها في القبو البارد الى ان تصاب بنوبة برد .. و بعدها يتكفل هو بالاهتمام بها و معالجتها و يعيد الكرة .. تصرفاته حيرتها.. تارة يتصرف بعدوانية و ما ان تمرض حتى تتغير طباعه و يزيد اهتمامه بها .. لم يغتصبها مرة اخرى و لكنه اجبرها بطريقته على الاستسلام له.. و كلما فعلت كان يبتسم سعادة كونه نال منها .

كان جنونه يزداد يوما بعد يوم و بالأخص أنه لم يستطع الى الان العثور على نيكولاس و لا الإمساك به .. الحدود لا تزال مغلقة و لا يمكنه العبور .

مازاد الأمر سوءا هو اكتشافه بأن نيكولاس قد اختفى و لا يعلم اي احد أين هو .. البحث لا يزال مكثفا و ألكسندر كان يمارس ضغوطاته على رجاله للعثور على نيكولاس في أقرب فرصه .

بينما في الطرف الآخر كان نيكولاس قد اكتشف خبر عثور ألكسندر على مارينا و الذي حدث ليلتها ..

فكما العادة كان يتصل بها في الأسبوع مرتين و لكن هاته المرة لم تجبه .. كثف اتصالاته و اتصل بالمدرسة حيث تعمل ليجيبه رجل و كان صوته قلقا و يدعى ادولف و الذي اخبره بكل ما حدث و كيف ان ألكسندر أجبر مارينا على الذهاب معه .

كان الحظ حليفه ففي اليوم الذي اندلعت به الثورة في كولومبيا كان ذاك اليوم هو نفسه الذي قرر فيه نيكولاس السفر للبحث عن مارينا .. بطريقة غير شرعية و عن طريق البر كون المطارات كانت تغلق لما يحدث في البلاد. 

تعرف نيكولاس على ادولف و الذي اخبره بكل ما خصل ليلتها و كيف ان ألكسندر هجم عليه و كاد يقتله لولا تدخل مارينا و توسلها اياه بتركه .. ليتحدا معا في مهمة لايجادها و انقاذها من يدي المجنون زوجها .

كانت مارينا جالسه في الحديقة و عيناها شاردتان .. اخيرا سمح لها الكسندر بالخروج قليلا لاستنشاق الهواء العليل و هو بالتاكيد لم يفعل ذلك حبا بها و لكنه مجبر بعد مرضها آخر مرة و اصابتها بنزلة برد .. اخبره الطبيب بأنها تحتاج للراحة و التغذية الجيدة و استنشاق الهواء .. لذلك رغما عنه تركها تخرج قليلا .. رغم انه لا يحبذ الأمر أبدا..

كان كما الظل يلاحقها أينما حلت و ليلا ينام قربها و ان لم يفعل لانشغاله باعماله فانه يوصد الباب باحكام و  يقيدها بالسرير كي لا تفكر بالهرب و لا أذية نفسها أبدا..

سمعت خطواته المسرعة تقترب منها و تنهدت بحسرة مستسلمة لامرها .. انها لا تستطيع أن تنعم بلحظة سكينة واحدة في وجوده .

سمعته يقول و هو يجلس الى جانبها " مالذي تفكرين به يا ترى ؟؟؟ صمتك هذا مخيف.. " .

رفعت نظرها اليه و قالت ببرود:
" مالذي سوف افكر فيه غير الهرب منك .. انك حقا انسان غريب و نادر من نوعك .. الا تمل من الالتصاق بي .. دعني بسلام و لو لثانية واحدة .. الا ترى أن وجودك حولي يشعرني بالغثيان " .

انتقام التوأم ( الجزء الثاني ) Where stories live. Discover now